أحبابي أعضاء المنتدى أسعد الله أوقاتكم
قد يتساءل البعض :إذا كانت الوحدة جميلة ورائعه فلماذا يدعو البعض إلى الإنفصال؟
وعلى الطرف الآخر صوت آخر
وسؤال حائر إذا كانت الوحدة قوة واتحاد فلماذا صارت سببا في الشتات والضعف والضغينة ؟
لماذا يستيقظ اليمني كل صباح ويده على قلبه وأذنه على الأخبار خوفا من الإنفصال ليس حبا في الوحدة بقد ر ما هو خوف من تداعيات حرب لاتبقي ولا تذر سيما وأن الشعب قد شفا جرف هار لا ينتظر إلا صفارة الحرب حتى يعلن الإنتحار الجماعي
أسئلة حائره تعود بنا إلى تلك الحرب اللعينة وبغض النظر عن كل شيئ دعونا نشاهد أعلام المنتصرين في الحرب بعد أن قتلت ودمرت
الإنتصار في تلك اللحظة الحاسمه ربما أعمت المنتصر
ولم يحسب لتلك اللحظة حسابها التاريخي ودواعيها المستقبليه
النشوة بالنصر وبسكرته عند قادتنا جعلتهم يشربون نخب نصرهم بينما الحقيقة المختبئة حينها هي أنهم صنعوا من نصرهم هزيمة لنا
وأكفانا للوحده
ومساميرا في نعش التعايش السلمي بين الشعبين
ألم يكن أحرى بالمنتصر أن يضمد جروح الحرب بدلا من احتفاله بموت شعبه وقتال جيشه؟
أولئك العساكر الذين استسلموا في لحظة ضعف قاهره
الضباط والألوية والعمداء خريجو أرقى أكاديميات العالم العسكرية حينها هؤلا ء فجأة وجدوا أنفسهم فجأة بلا رواتب ولا عمل يبيعون القات في أكشاك الشيخ عثمان وكريتر
لأن النظام تعامل معهم بكل قسوة ولم يعمل لحساب اللحظة التي تحول فيها هؤلاء العسكريون إلى محاربين بملابس مدنية وصاروا أشد ضراوة منهم في المعركة
إن القائد المحنك لا يمكن أن يكون انتصاره سببا لهزيمته
إن معركة الوحده ليست كغيرها لأنها وقعت بين أفراد شعب واحد ونظامين لم يفكرا آلا بلغة السلطة بعيدا عن مصلحة الشعب ولم يحترم أي منهما تاريخ وطن وشعب أوصلهما الى كراسي السلطة والحكم
المعركة هنا تحمل خصوصية معينة كان يجب مراعاتها من قبل المنتصر لو لا تخدره بنصره العسكري
حينها تحققت الوحده
انتصر الرئيس صالح
وفر البيض مهزوما محملا ببنوك الوطن
وانهزم الشعب
واهتز عرش الوحده
وسقطت أوراق التوت عن نظام صنعاء
كيف نطالب إخواننا في الجنوب نسيان الحرب والتغني بالوحدة وقد جاءت حرب الوحدة بأقوام تقاسموا الأرض وأهملوا الإنسان
أقولها بصراحة وأنا وحدوي لم أجن من الوحدة إلا الفقر والتشرد
أقول :إن تلك اللحظة لحظة الإنتصار أو ما بدا لنا حينها بأنه انتصار كان بداية حرب شنها المنتصر على نفسه وعلى الشعب والوطن
كان انهيارا أكبر منه انتصارا
لأنه ظن أن حروب العالم كلها قذره ألا حربه تلك
اعتبر أن الحرب بينه وبين شعب وليست بين وحدوي وانفصالي كما يعلن دايما
لقد زاد النظام الطين بلة
ضاعف أوزار الحرب
ولم يهتم بمناقشة أي قضية رفعها أهل الجنوب
الحراك السلمي الجنوبي بدأ عادلا يطالب بقضايا عادله
فجعل منه النظام المنتصر حراكا عنيفا انفصاليا بغباء تعامله وقلة خبرته
قضايا بسيطه صغيره في الجنوب كان من الممكن أن يعالجها الرئيس بتكاليف أقل من الأسلحة وراجمات الصواريخ التي يستخدمها الآن لإخماد نار من الصعب إخمادها ولو أخمدت فسوف تبقى جذوتها تحت الرماد لأن النظام فشل في التعامل معها
من البداية فلم ينتبه لنفسه الا وقد أوشكت القشة أن تقصم ظهر الوحدة
لقد مارس الحاكم بعد انتصاره في حرب أربعة وتسعين
مارس سياسة الإقصاء
ولم يتوقع الجنوبيون أن يكون الوضع بهذا السوء
قبل الوحدة حكم شمولي يمارس احتكار السلطة ويقدس الحزب ولا يحترم حق الفرد
لكنه على الأقل يضمن لك رغيف خبزك وبيتك وأمنك
وبعد الوحدة
نظام شمولي يحتكر السلطه ويمارس إقصاء الآخر ويقدس القبيلة ولا يحترم حق الفرد
نظام فاسد هش ينتزع منك رغيف خبزك
فأيهما أحق بالولاء بالنسبة للجنوبيين
ويتساء ثالث
فلماذا إذن ضحينا بالأرواح وسالت الدماء
هل فعلنا كل شيئ لنهدم كل شيئ ؟
لا يقولن أجد اني أتناقض بارائي
فأنا مع الوحدة
واهل الجنوب مع الوحدة
والشعب مع الوحدة
سياسة الحزب الحاكم وحدها ضدالوحده
وممارساته هي من تجعل أولئك متقمصي الادوار يصطادون بالمياه العكره