هذي البلاد

[[b]هذي البلاد
شقةٌ مفروشةٌ
يملكها شخص يسمى عنتره
يسكرطول الليل عند بابها
ويجمع الايجار من سكانها
ويطلب الزواج من نسوانها
هذي البلاد مزرعة شخصية لعنتره
سماؤها
هواؤها
نساؤها
حقولها المختوضره
كل الشبابيك عليها صورة لعنتره
كل الميادين هنا تحمل صورة عنتره
عنتره يقيم في ثيابنا
في ربطة الخبز
وفي زجاجة الكولا
وفي احلامنا المحتظره
في عربات الخس والبطيخ
في الباصات
في محطة القطار
في جمارك المطار
في طوابع البريد
في ملاعب الفتبول
في مطاعم البتزا
وفي كل فئات العمله المزوه
مدينه مهجوره مهجره
لم يبقى فيها فأرة او نملة او جدول او شجره
لاشي فيها يدهش السياح
الا الصوره الرسمه المقرره
في غرفة الجلوس
في ميلاده السعيد
في قصوره الشامخه الباذغه المزوره
مامن جديد في حياة هذة المدينه المستعمره
فحشدنا مكرر
وموتنا مكرر
ونكهة القهوه في شفاهنا مكرره
فمذو ان ولدنا ونحن محبوسونا في زجاجة الثقافه المدوره
واللغه المدوره
ومذ دخلنا المدرسه ونحن لاندرس الا سيرة ذاتية واحدة تخبرنا عن عظلات عنتره
ومكرمات عنتره
ومعجزات عنتره
ولانرى في دور السينما الاشريطا عربيا مبجرا يلعب فيه عنتره
لاشي في اذاعة الصباح نهتم به
فالخبر الاول فيها عن عنتره
واخبر الثالث والخامس والتاسع والعاشر عن عنتره
لاشي في ابرنامج الثاني
سوى عزف على القانون من مؤلفات عنتره
ولوحة زيتية من خربشات عنتره
وباقة من اردى الشعربصوت عنتره
هذي بلاديمنح الكتاب فيها صوتهم لسيد المثقفين عنتره
يملون قبحه وينشرون فكره
يؤرخون عصره
ويقرعون الطبل في حروبه المدبره
لانجم فوق شاشة التلفاز الا عنتره
بقده المياش او ضحكته المعبره
يوما يزي الوخ الامير
يوما بزي الكادح الفقير
يوما على دبابة روسية
ويوما على مجنزره
يوما على ضلوعنا المكسره نزار قباني