اللواء الركن محمد علي محسن نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون القوات البرية في حوار مع صحيفة 26 سبتمبر.
«... نرفع القبعة للقائد اليمني محمد علي محسن الذي ساند ثورة شعب ولم يطلق الرصاص باتجاه صدور الشباب، ولم ينتظر لشروق شمس يوم جديد ليعلن إلتزامه بقرار رئيس الجمهورية بل أعلنها قبل ان يذهب الى فراش نومه»...
هكذا وصف الكاتب الكبير مصطفى راجح في مقال له نشر في صحيفة "الجمهورية" اللواء الركن محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشرقية سابقاً نائب رئيس هيئة الاركان العامة لشؤون القوات البرية، عندما سمع قرار نقله من قيادة المنطقة العسكرية الشرقية الى منصبه الجديد. «26سبتمبر» التقت اللواء محمد علي محسن وناقشت معه عدداً من القضايا الراهنة في سياق المؤسسة الدفاعية.. وفي ما يعتمل على الساحة الوطنية.. الذي اشتمل عليه هذا الحوار:
حاوره: محمد أحمد تلها
< بداية.. كيف استقبلتم قرار تعيينكم نائباً لرئيس هيئة الاركان العامة للقوات البرية؟
<< نرحب بالاخوة رجال الاعلام الواعي المتحرر من ضيق المصالح الشخصية والولاءات الحزبية الى فضاءات رحبة وواسعة بحجم الوطن وطموحات بنّاءة.. اما بالنسبة لقرار الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة بتعييني بالمنصب الجديد فقد استقبلته كأي قائد يدرك مسؤولياته العسكرية، ويستوعب معنى القيادة في القوات المسلحة التي تقتضي التنفيذ الفوري للأوامر والقرارات الصادرة من رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة المنتخب من الشعب، والذي يعمل بكل اخلاص لإخراج الوطن مما هو فيه، وطالما هذه القرارات تصب في مصلحة الوطن وأبنائه وفقاً لرؤية صانع القرار ينبغي احترامها وتقديرها، فأنا لم أكن يوماً متشبثاً بمنصب أو رافضاً للأوامر الحقة والصائبة التي تخدم الوطن والشعب، لذلك كان القرار بالنسبة لي أمراً اعتيادياً لاني اصلاً مع التغيير والتجديد الى الأفضل بقناعة كاملة، وأحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك.
المرحلة الراهنة
< كيف تصفون المرحلة الراهنة في ظل المتغيرات السياسية بعد اعلان حكومة الوفاق الوطني واجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة بنجاح وفوز مرشح التوافق الوطني؟
<< بالنسبة للمرحلة الراهنة وتغيراتها السياسية.. فالمرحلة التي يعيشها اليمن تعتبر من أهم المراحل الصعبة والحرجة والعصية في تاريخنا المعاصر، وبالتالي فهي تشكل منعطفاً تاريخياً فاصلاً في حاضر ومستقبل شعبنا وأجياله القادمة، وهي مرحلة يجدر بكل منا أن يعطيها حقها من التثبت واليقظة والادراك والاقتناع من جميع القوى السياسية ومختلف فئات وشرائح المجتمع.. اننا اليوم على اعتاب عهد جديد يتطلب المزيد من الحكمة وبذل الجهود الوطنية المخلصة المعبرة عن ارادة الشعب الذي حققها يوم ال21 من فبراير الماضي من خلال تدفق ابنائه على صناديق الاقتراع بالملايين.. لتتمكن القيادة السياسية المنتخبة من تحقيق ما اسند اليها من المهام والواجبات الوطنية الكبيرة، التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في مرحلتها الثانية وبما يحقق اخراج الوطن مما هو فيه من الظروف والتحديات الامنية والاوضاع المعيشية المتردية للمواطن اليمني.
مهام كثيرة
< بعد انتقال السلطة سلمياً للقيادة الجديدة ممثلة بالاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة.. ما هي في اعتقادكم اولويات المهام التي يجب الشروع بها لتصحيح الاوضاع.. وكيف تصفون شخصية الرئيس الجديد المناضل عبدربه منصور هادي وقدرته في تحمل مسؤولية قيادة الوطن في ظل الظروف الراهنة؟
<< بالنسبة لأولويات المهام فهي كثيرة ولكن اهمها اصلاح الاختلالات القائمة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والثقافية والاجتماعية بشكل عام وفقاً للامكانات المتاحة، ومن خلال منظومة متكاملة من الاسس والمعايير الوطنية والعلمية التي ترسي مداميك بناء الدولة المؤسسية الديمقراطية الحديثة التي ينشدها شعبنا، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بحسب الكفاءات والقدرات، والمضي قدماً في اعادة بناء وهيكلة الجيش والامن في ضوء مضامين المبادرة الخليجية وبما يكفل اجراء حوار وطني شامل في اجواء ومناخات آمنة ومستقرة باعتبار نجاح هذا الحوار هو نجاح للوطن والشعب.. أما الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي، فكلنا يعلم انه هو الحل الانسب في ظل هذه الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها اليمن، وان يكون هو الحل والتوافق الوحيد وسط كل الاختلافات والنزاعات وهذا يعني انه رجل حكيم.. رجل المرحلة.. قيادي من الطراز الاول.. صاحب تجربة قيادية وحنكة سياسية.. شخصية مجمع عليها شعبياً واقليمياً ودولياً، وهذا الاجماع لم يأت من فراغ وانما لما يتمتع به من صفات وطنية وقيادية فذة وسجايا اخلاقية وانسانية رفيعة - بإذن الله - ستخرج اليمن مما يعانيه ونعلق عليه - بعد الله تعالى - ومعه الكثير من الرجال الاوفياء المخلصين من قادة وابناء هذا الشعب الكثير من الآمال.. فالشعوب بقادتها والقائد بشعبه، وهكذا بالنسبة للجيوش.. فالجيش الذي يستمد عزمه وقوته من ارادة شعبه يكون دوماً منتصراً لان ارادة الله مع ارادة الشعوب، وليست مع ارادة الافراد.
صعوبة المهمة
< اللجنة العسكرية امامها اجندة عمل واسعة من ضمنها هيكلة الجيش (القوات المسلحة).. كيف تنظرون الى عمل هذه اللجنة ودورها في تطبيع الاوضاع.. وما مدى النجاح الذي حققته اللجنة في مهامها حتى هذه اللحظة؟
<< اللجنة تسعى بما تستطيع لتنفيذ مهامها وقد بدأت وانجزت ما استطاعت من حيث تهدئة الاوضاع في مناطق التماس بالنزول والمتابعة الميدانية الى هذه المناطق، ومع اننا نتطلع منها الى المزيد فاننا نقدر صعوبة مهمتها وها هي اليوم تواصل اعمالها بنشاط ملموس وبخطوات جادة لإزالة ما تبقى من متارس وسواتر وحواجز وموانع في عدد من أحياء وشوارع أمانة العاصمة.. ونسأل الله لها التوفيق.
الالتزام بالقرارات
< ما هي رؤيتكم حول مسؤولية اعادة هيكلة القوات المسلحة.. وهل سيستجيبون لقراراتها حتى وان طالت تغييرات قادة القوى والمناطق؟
<< بالنسبة لمهمة اعادة بناء وهيكلة الجيش واللجنة المكلفة بتنفيذ هذه المهام، فاننا كنا اول المطالبين بذلك منذ ما قبل الاحداث بسنوات.. أما الآن وقد تم -بحمد الله وبتضحيات خيرة ابناء هذا الشعب- تشكيل وبدء مهام هذه اللجنة.. فالواجب علينا جميعاً ان نلتزم وننفذ القرارات على ارض الواقع، وإن كنا فعلاً صادقين في ان مصلحة الوطن لدينا هي فوق وقبل أية مصلحة أو مصالح اخرى.
أخذ العبرة
< الولاء الوطني أمر مقدس تفرضه الشرائع والقوانين على كل ابناء الوطن وعلى ابناء القوات المسلحة.. كيف تصفون حالة الولاء لمنتسبي القوات المسلحة اثناء الأحداث التي دارت وجرت في اليمن.. وما تخللها من حالات انشقاق البعض وتأييد البعض الاخر؟
<< على كل منا أن يعمل كما يمليه عليه ضميره وعقله، وما أجدرنا وأحوجنا جميعاً لمراجعة تعاليم وقيم ديننا الاسلامي الحنيف وتاريخنا الحضاري العريق وأخذ العظة والعبرة منهما.. كيف كنا وكيف أصبحنا وما الاسباب والعوامل في كلا الحالتين.
الحرية والمساواة
< مؤتمر الحوار الوطني مطلب ملح واحد المكونات الرئيسية في بنود المبادرة الخليجية.. كيف تنظرون الى اهمية انعقاده ومؤشرات نجاحه؟
<< مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيرسم رؤية مستقبلية بالاجماع لبناء دولة يمنية مدنية حديثة تقوم على مبادئ الحرية والمساواة وسيادة القانون، وواجب الجميع ان ينهضوا بدورهم، ويصطفوا متوحدين تحت هدف هام في صياغة الحلم الوطني الجامع وتحقيق بناء اليمن الجديد، وينبغي على كل ابناء الوطن بمختلف مكوناتهم السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الوطن ان ينطلقوا من قاعدة المسؤولية الوطنية المشتركة.. يجمعهم الايمان بأولوية صياغة مستقبل اليمن وأجياله، على ذات الاسس والمبادئ التي تقوم عليها وبها الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها شعبنا.
يومنا وغدنا
< كلمة اخيرة تودون قولها عبر الصحيفة للقيادة السياسية وللمسؤولين مدنيين وعسكريين ومواطنين؟
<< اقول لكم ولكل ابناء الوطن، لقد مررنا بفترة من الزمن الاصلح تركها للاستفادة واخذ الدروس ليومنا وغدنا.. ولنركز على البناء والاهتمام بالمستقبل بكل جوانبه وفي مختلف المجالات.. علينا ان نخلص لله ثم الوطن وإرادة الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه.
