وجمعةٌ ليست كسائر الجمعْ
لأن يومها فريدٌ
ليس له نهايةٌ
لأنه مجيد
***
فحين تحشد الكرامةُ
مليون ثائرٍ
منذ البكورِ
توافدوا نحو الصلاةِ
والكرامة
***
وكانت جمعة الكرامة
وجمعة مغمودة بالحريةْ
لكنها كانت تخبئ المفاجئاتِ
للحضورِ
في موسم الربيعِ
لسائر الجمهور
***
وأقبل الحجيج للصلاة
ثائرون .. طاهرون
وكانوا يشعرون
بموعد من المفاجئات
فأوجسوا من السماء خيفة
وظلوا يرقبون
كأنهم يرتقبون
موعدا من الألم
***
والدنيا أيقنت
باقتراب الموعد
وأعلنت سقوط ليل من سمائنا
على النهار
وكانت ساحة الصلاة ترتدي الخمار
والتحفت تلك السماء الداكنة
عباءة قاتمة
وفار خلفها التنور
وأبرقت وظلّت ممطرةْ
فكانت الرعود والبروق والسيول
وكانت الرصاصُ والحقول
وتساقطت جماجم الشباب
والدماء خضبت جبين صنعاء اليمن
كما ارتوى من فيضها
ذاك الثرى
و هذه الأرض المحول
***
ومن أمامنا تمدد العَلَمْ
فالأبيضُ .. لون النهار والصلاة
والكرامة
والأسودُ .. لون السماء والدخان
لون الظلام والألم
ولون قاتل السلام
والأحمرُ .. لون الدماء الطاهرة
لون الشهيد
لون الإباء والصمود
والجروح والفداء
***
في ذلك اليوم المجيد
يسقط الشهيد
يُقبِّل الترابَ
يحضنُ اليمن
ليستفيق ذلك الوطن
***
وتُمزَجُ الدموعُ بالدماء
والأنينُ بالألم
وبسمةُ الشهيد بالوطن
***
واندثرَ الكلام بيننا
بين الحشود
وبهجة الزمان فارقت حياتها
وعاد مرةٌ أخرى الحزن
واستيقظت حمامة السلام
وودعت – من دون إذنٍ – خدرها
باحثة عن نفسها
مشتاقة إلى المسير
تواقة إلى الخلود
تريد أن تكون
شهيدة السلام
***
وكان ليلٌ
والقلوب تشهد الصموت
كأنها تصلي للقيام
وتستعد للصباح
والشمس حينها توشحت
وشاحها الجميل
وأشرقت من كل وجهةٍ
من كل منزلٍ
من كل ساحةٍ
من وَجْهَةِ الشروق والغروب
والشمال والجنوب
واندحر الظلام
والنور كان يستفيقُ من جديد
معانقاً شمس الكرامة المجيدة
والشعب والكفاح والأمل
وهكذا تجمعت حروفنا
لعقد بيعةِ الكرامةِ
لعقد بيعة الوفاء للشهيد
----
عبده نعمان السفياني
25-3-2012
----------------------------------
http://alsofyani.blogspot.com/
---------------