د.محمد البنًآ
تعز محافظة من محافظات اليمن, هي الاكثر كثافة سكانية والاكثر عطاء بالدم والمال والرجال والاكثر ثقافة وابداع والاكثر سلمية وتحضر والاكثر تجارة ...الخ. اطلقت عليها الكثير من الصفات والاوصاف مثل (الحالمة, مدينة النجوم, نافذة الضوء المضيئة على الدوام بالتضحيات المتواصلة, حاملة مشروع الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة, نواة التنوير للثورة اليمنية وقاعدتها الفكرية والبشرية والمادية). كانت بالامس عاصمة للدولة الرسولية وحكمت اليمن 229 عام.
ناضلت تعز ومازالت من أجل المشروع الوطني والتخلص من الحكم الفردي الاستبدادي, للحصول على الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة، تحت راية الدولة المدنية الديمقراطية. ابنائها مصابون بداء حب الوطن ومشتتون في كل اليمن, وفي كافة الميادين والمرافق والساحات, يحملون مشروعا وطنيا لكل اليمنيين, متناسيين خصوصيتهم واوجاعهم واحلامهم واحتياجاتهم المحلية, فماذا جنوا مقابل تضحياتهم ووطنيتهم وثقافتهم وتحضرهم؟ لم يحصد ابناء تعز سوى المعاناة والاقصاء والتهميش والحرمان والتهكم, والالقاب المنحطة مثل البراغلة واللغالغة, وفي مواجهة افكارهم التنويرية وثقافتهم العالية وعلمهم وتحضرهم وصفوا بالطائفيين والمخربين ووصفت دعواتهم الوطنية ببرتوكولات حكماء تعز.
مؤخرا بدء البعض من ابناء تعز التفكير بجدية بالشكل الفيدرالي لدولة اتحادية من عدة اقاليم, في مقابل تجاهل الاحزاب والسلطة لاوضاع تعز واب والحديدة, حيث تم تجاهلهم في اجتماع برلين التشاوري نحو الحوار الوطني, وهم في الاصل غير محسوبين في أي حوار وطني, وكان على تعز تحمل معاناتها ودفع الثمن. في حين ينبغي القيام بتوزيع المحافظات على أساس أقاليم بصلاحيات كاملة، وحكماً محلياً واسع الصلاحيات للوحدات الادارية الادنى على مستوى كل اقليم حتى يكون الجميع شركاء في بناء دولتهم المدنية الديمقراطية دون ان يكون ذلك على حساب حقوقهم المحلية.
ان على ابناء تعز واب والحديدة, التفكير مليا وبجدية في تقبل فكرة الدولة الفيدرالية الاتحادية بعيدا عن رؤى احزابهم والالتقاء مع اخوانهم من ابناء هذه المدن ومن مختلف الاحزاب والمستقلين للتشاور حول الالية الاكثر قبولا للوصول الى موقف مشترك لايجاد الحلول الفعالة لقضاياهم المستعصية, وفتح باب التنافس بين الاقاليم لاظهار الميزات الايجابية وتعميمها, واكتشاف المناطق الطفيلية التي تعيش من خيرات الاخرين دون ان تقدم لهم بالمقابل شيئا.
دعوة صادقة لجميع ابناء تعز واب والحديدة للبدء في التحضير للمستقبل من خلال لجنة للحوار الوطني المحلي يتمثل فيها بشكل متوازن رجال الاعمال, السياسيين, الشخصيات الاجتماعية, الكوادر الاكاديمية, وغيرهم بعيدا عن الاعيب السياسة والمماحكات ليكون الهدف الاوحد حاليا هو الاقليم, ولتتجه اعمال هذه اللجنة الى:
1- التحضير للمشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني, من خلال الاتفاق على اولويات الاقليم وانتخاب ممثلي المحافظة في لجان الحوار الوطني.
2- البدء بوضع الحلول الجذرية للمشاكل الداخلية في المحافظة من ثارات ونزاعات والانقسامات وغيرها لتوحيد الصفوف.
3- عقد اللقاءات بين ابناء المحافظة من مختلف الاحزاب لتوحيد الكلمة واحترام الراي الاخر والتخلص من التخوين والتشكيك والاتهامات والالتقاء على كلمة واحدة فيما يخص المحافظة.
4- الدفع بجهود ابناء المحافظة الذاتية للبدء بحفظ الامن الذاتي, وفضح البلاطجة والمخربين, وتنظيف المدينة والاهتمام بمظهرها وهدوئها.
بالطبع سيكون لدى الكثيرين غيري افكارهم الايجابية, لذا نكتفي بالقليل من التنظير والتوجه الى الفعل المثمر بتضافر الجهود الخيرة. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.