ساعات من الزمن مع صقر اليمن(عمرو الحاتمي)..
------------------------
بكيبورد:جلال الدوسري..20/2/2012م.
كان الواحد منا يفاخر ويعتز ويتباهى وينتشي لمجرد أن يتصادف مروره من طريق أو وقوفه على رصيف مع مرور موكب الرئيس أو نائبه أو أي مسئول أخر..
وفي أحيان كان الكثير منا يصطفون على جنبات الطرق وأرصفة الشوارع لساعات طويلة تحت الشموس الحارقة,والرياح المغبرة,والأمطار المُغرقة لمجرد العلم أو إشاعة أن مسئول ما سيمر من هنا,ليكون لنا عن جهل وسخافة شرف توجيه التحية للموكب والهتاف (بالروح بالدم نفديك يا زعيم)..
ومع الإستفاقة الشعبية بهبوب نسيم ثورات الربيع العربي أختلف الأمر كثيراً,وصار الواحد منا لا يصادف تلك المواكب إلا نادراً فلا نبالي ولا نهتم لها,وأكثر مايمكن أن نفعله هو أن ننظر إليها نظرة غضب بنصف عين ونصرخ أو نهمس(الله يقلعك)..
وعوضاً عن ذلك صار الحلم والأمنية أن يشاهد أحدنا في الساحة والميدان أوالشارع
أو حتى عبر الشاشة واحد من الرموز الذين كان لهم بصمات في صنع الثورة ونالوا شهرة كبيرة,حتى وقد تذبذبت مواقفهم وخفت بريق معظمهم..وهم الذين لم ترمزهم سوى كتاباتهم أو أصواتهم ولعلعاتهم أمام ميكرفونات المنصات وكاميرات القنوات..
ولا يستثنى من أولئك سوى ثائر واحد فقط,قام بما لم يقم به أحد,لا من أجل الشهرة
وجذب الأنظار وإنما من أجل البلد..وذلك هو الثائر الحر الشهم البطل,الملازم أول/
عمرو سعيد الحاتمي صقر اليمن في القوات الجوية والدفاع الجوي,الذي بلغ منتهى الشجاعة والبطولة والبسالة والتضحية والكرم وهو يقف من بين مئات الضباط وبكل
شموخ وكبرياء وعزة وثبات,ليقذف بفردتي حذائه في وجه أحد أعمدة نظام الظلم والطغيان وقائمة من قوائم القهر والإستبداد وهو اللواء الركن طيار/ محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية والدفاع الجوي,الأخ غير الشقيق لرأس النظام البائد/علي عفاش..فكانت فعلته العظيمة هي الشرارة التي فجرت ثورة صقور الجو في مختلف ألوية وقواعد ووحدات القوات الجوية والدفاع الجوي مطالبة بإقالة القائد الأحمر ومحاكمته على قضايا ظلم وقهر وتسلط وفساد أرتكبها ومارسها طوال فترة توليه هذا المنصب والتي تقارب الثلاثين عام..
ومع الثائر الحُر/عمرو الحاتمي كان لي شرف الإلتقاء وجهاً لوجه,ومصافحته يداً بيد,ومعانقته خداً بخد,مع قبلة ثورية سُعدت بوضعها على رأسه الأنيف.ولساعات من الزمن جلست إلى جواره..ومع تبادل الحديث وفي وقت كان بتواضع يسرد لنا تفاصيل ملحمته البطولية العظيمة؛كنت أتطلع إلى رأسه وكله إباء وشموخ,وفي وجهه ترتسم صور العزة والكرامة,ومع نظرات عينيه تنبعث الأماني بالخير للوطن,ونبض قلبه لا ينبض إلا بحب اليمن..كما شممت رائحة الحرية الزكية وهي تجري مجرى الدم في أوردته وشرايينه..ويكفي من كل ماقال((من أجل الوطن)) لأتأكد أن المستقبل يبشر بالخير وقد عقدت الأمل بهذا الثائر الحر وبأمثاله..
فالحمدلله أن وفقني لنيل هذا الشرف,ولي أن أعتز وأفتخر وأُباهي..وليكن هذا اليوم الأغر يوم عيد فريد في تاريخ حياتي..يوم مع المجد الذي سيأتي..