التوجيه المعنوي .. الولاء لله ثم الوطن والثورة والوحدة / فضل علي النويهي

التوجيه المعنوي ..
الولاء لله ثم الوطن والثورة والوحدة

فضل علي النويهي

تعد دائرة التوجيه المعنوي هي المركز التنويري والمعرفي والتثقيفي والتوعوي الذي ينهل منه منتسبي المؤسسة الدفاعية، جنود وصف وضباط، كل في مجال تخصصه وبحسب نوع المهام المناطة به.. فهي الجهة المعنية ببناء الفكر العسكري بناءًا وطنيًا صحيحًا وفق بنود وطنية محضة، أساسها الولاء لله أولاً ثم الوطن والثورة والوحدة، ومادتها الثوابت الوطنية التي حددها الدستور والقانون، فلا خروج عنها كونها خطًا أحمر.
ودائرة التوجيه المعنوي هي من تضبط بوصلة نهج القوات المسلحة، وتحدد سبل سيرها من خلال إعلامها المسؤول والواعي والهادف عبر الوسائل الإعلامية العسكرية المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر مواقعها الإلكترونية أو وسائلها الأخرى، التي تعنى ببناء الفكر العسكري وتنمي الولاء الوطني وتغرس حب الوطن في عقول وقلوب أبناء المؤسسة الدفاعية.
ولن يتسنى لهذه الدائرة التنويرية القيام بدورها المناط بها مالم تكن اليمن أولاً وقبل كل شيء نصب أعين القائمين عليها قيادة وضباط وصف وجنود، ويتجلى ذلك من خلال تنفيذ مهامها الوطنية بحذر شديد كونها تعنى ببناء فكر المقاتل البطل والمدافع الجسور عن حياض الوطن الغالي على قلوبنا جميعًا.
وقبل كل هذا وذاك نشير إلى أن دائرة التوجيه المعنوي هي قلب القوات المسلحة النابض، فإذا صلحت وأصلحت مسارها صلح حال المؤسسة الدفاعية وغدت هي السياج المنيع للوطن، وإذا فسدت فسد حال قواتنا المسلحة وباتت هي سبب تمزق الوطن وخرابه لا قدر الله ..

كان لزامًا علينا أن نتطرق الى هذا الموضوع خصوصًا وأن دائرة التوجيه المعنوي تمر حاليًا بلحظات مصيرية، بعد قيام منتسبيها بحركة تصحيحية في الـ 26 من ديسمبر 2011م، تمثلت بطرد المدير السابق العميد على حسن الشاطر، على خلفية قضايا فساد ونهب واستغلال المال العام واستغلال الوظيفة العامة ومصادرة الحقوق، وتوجيه وسائل الإعلام العسكري في دائرة التوجيه المعنوي- الناطقة باسم وزارة الدفاع والقوات المسلحة - في اتجاه مغاير لاتجاهها الذي أعدت لأجله والمناط بها، وزج بها في معمعة حزبية ومهاترات سياسية بين الأطياف الحزبية الموجودة على الساحة اليمنية رغم أن القانون والدستور يحرم ويجرم مثل هذا النهج الخاطئ الذي سلكته الإدارة السابقة لدائرة التوجيه المعنوي.

ونأمل خلال الفترة الحالية وخلال الأيام القليلة القادمة أن نلمس نهج الدائرة الإعلامي قد عاد بالأمور الى نصابها وعمل وفق الأطر والمهام المحددة له كإعلام عسكري هادف ومحايد دون انحياز أو محابة أو مجاملة لفئة أو شخص أو حزب وأن ينظر من خلاله لكافة أبناء وأطياف وأحزاب وفئات وشرائح الشعب من منظور واحد، خصوص بعد سماع كلمة وزير الدفاع التوجيهية في اللقاء التشاوري الذي عقد في نادي ضباط القوات المسلحة في الفترة الأخيرة حيث حملت بين طياتها ذلك التوجه الحيادي الذي نأمل أن نراه حقيقة مجسدة على أرض الواقع ليس في نهج الإعلام العسكري في دائرة التوجيه المعنوي فقط ولكن في سلوك القوات المسلحة بشكل عام على امتداد اليمن الحبيب.

بما أن دور دائرة التوجيه المعنوي دور تنويري وتوعوي في أوساط أبناء المؤسسة الدفاعية فيأتي ضمن مهامها أيضًا تحصين أبناء القوات المسلحة ضد كل من يحاول الزج بهم في ما ليس ضمن نطاق المهام المخول للقوات المسلحة القيام بها وحتى لا تكون المؤسسة العسكرية عصا غليظة بيد (س) أو (ص) من القائمين على سدة الحكم حاليًا أو مستقبلاً أو من يديرون دفة البلد حتى لا يتسنى لهم استخدامها لأغراض شخصية دنيئة حسب أهوائهم أو فكرهم أو انتمائهم السياسي.

لذا يجب أن تقوم دائرة التوجيه المعنوي بدورها المنوط بها حتى يتأكد لنا - حينها- بأن أبناء القوات المسلحة سيعون ماهو دورهم الحقيقي وسيعون أيضًا متى يأتي هذا الدور ومتى يضربون بيد من حديد ضد كل من أراد اليمن بسوء سواءً من الداخل أو الخارج.
فمتى ما قامت دائرة التوجيه المعنوي بدورها الحقيقي سيدرك أبناء القوات المسلحة بأن مؤسستهم الدفاعية هي حزب الوطن .. كل الوطن، وسيتأكد لكل فردٍ منهم بأن أبناء الشعب كلهم سواسية بالنسبة لهم ينظرون لهم من منظور واحد، ويتحملون في الوقت ذاته كامل المسؤولية في الحفاظ على أمنهم واستقرارهم ومقدراتهم.
وهنا تجدر الإشارة بأنه يجب على القائمين على دائرة التوجيه المعنوي بل وعلى كل منتسبي الدائرة - خاصة في ظل القيادة الجديدة- أن يتحملوا المسؤولية وأن يكونوا عند مستوى الثقة الملقاة على عاتقهم، وعند مستوى المهمة المناطة بهم، كونهم لا يقودون أو يعملون في نطاق دائرة التوجيه المعنوي فقط، ولكنهم يتحملون على عواتقهم مهمة أكبر من ذلك وأسمى، كون مهمتهم تتجاوز أسوار دائرة التوجيه المعنوي، وتتخطى نطاق المنطقة العسكرية المركزية وتتعدها لتشمل كل المناطق العسكرية بكل دوائرها وألويتها ومعسكراتها ووحداتها وثكناتها ونقاطها بل انها تشمل كل منتسبي القوات المسلحة، كون دائرة التوجيه المعنوي يجب أن تكون هي النبع الصافي النقي الذي ينهل منه كل جندي، وصف، وضابط، ينهلون فكرًا نقيًا وتثقيفًا هادفًا وتوعية جادة صادقة وإعلامًا محايدًا غير منحاز. وتوجيهًا فكريًا مسؤول منبعه الولاء لله أولاً ثم الوطن والثورة والوحدة.
ولكي نرتقي بوعي أبناء القوات المسلحة وننمي معارفهم يجب أن ترتقي خطط دائرة التوجيه المعنوي إلى أرقى مستوياتها من خلال رفع الحد الأعلى لأهداف الخطط التثقيفية والتوعوية وكذلك البرامج الإرشادية لنصل الى الغاية التي ننشدها وينشدها كل الشعب اليمني في أن يتسلح منتسبو المؤسسة الدفاعية أبناء قواتنا المسلحة بالعقلية المثقفة الواعية المتزنة الناضجة، وبالروح المليئة حبًا لليمن، وبقلب مؤمنًا بالولاء لله والوطن والثورة والوحدة.
حينها وبلا شك سوف نلمس ذلك المستوى الفكري الثقافي المتزن الوسطي ولو في ابسط صوره لدى منتسبي القوات المسلحة، ولن يتأتى ذلك إلاَّ عندما نضاعف الجهد الإعلامي المحايد وكذلك عبر إرسال الفرق الإعلامية التثقيفية الى المناطق والألوية والمعسكرات والوحدات، سوف نجد ذلك عندما نحرص على وصول الصحف والمجلات والنشرات العسكرية الهادفة، الى كل وحدة عسكرية.
وسنجد ذلك المستوى الثقافي والمعرفي لدى أبناء القوات المسلحة عندما تُنتِج دائرة التوجيه المعنوي برامج عسكرية مرئية كانت أو مسموعة ترتقي إلى المستوى الذي نأمل أن نجد عليه مستوى أبناء القوات المسلحة، فكلما بذلت الجهود أكثر سوف نرى نتائج أفضل.
ولا نغفل هنا عن دور أركانات التوجيه في المناطق والألوية والمعسكرات وهنا يأتي دور قيادة دائرة التوجيه المعنوي الجديدة إذ يجب عليها أن تعيد النظر في هذه المسألة .. بل يجب عليها أن تسأل نفسها من هم اركانات التوجيه في الألوية والمناطق والمعسكرات؟ .. وما هي مؤهلاتهم؟ .. وهل هم على قدر المسؤولية ليقوموا بهذه المهمة الوطنية؟ ..وهل يمثلون دائرة التوجيه خير تمثيل؟ .. وقبل كل هذا كيف تم اختيارهم ؟ وهل تم ذلك وفق معايير وأفضلية ومؤهلات ... إلخ.
فقيادة الدائرة الجديدة تعي جيدًا ماذا يعني ركن توجيه .. وتعي بأن ركن التوجيه هو نقطة الوصل بين دائرة التوجيه المعنوي وبين الوحدات أو المعسكرات أو الألوية أو المناطق ..
لذلك يجب أن يمثلوا هذه الدائرة خير تمثيل ولن يكون ذلك إلاَّ إذا أحسنت دائرة التوجيه المعنوي في اختيار أركاناتها.
أما أذا أستمر الوضع كما كان عليه في الوضع السابق فلن نلحظ أي تغيير في هذا المجال (وكأنك يا بو زيد ما غزيت)، وكلنا نعلم أن قيادة دائرة التوجيه المعنوي السابقة لم تتحرى في اختيارها لأركانات التوجيه، فمنهم ليسوا عند المستوى المطلوب من حيث الإعداد لكي يكونوا اركانات توجيه.
نأمل من القيادة الجديدة أن تتتبع مواطن الخطأ فتصلحها، وتتحسس مواطن العيوب فتتلافاها، حتى لا يتكرر الشيء نفسه في المستقبل، وحتى لا نجد قواتنا المسلحة منقسمة مرة أخرى في أول أزمة تواجه اليمن وتستعصي عن الحل وتطفو على السطح كما رأينا انقسامها إثر الأزمة السياسية التي اجتاحت اليمن في العام المنصرم ولازلنا نعاني من نتائجها، فقد كاد هذا الانقسام الذي حدث في المؤسسة العسكرية أن يجر البلد الى أتون حرب طاحنة تحرق الأخضر واليابس فانقسام المؤسسة العسكرية كان قد أزم الوضع أكثر وزاد الطين بله، خاصة بعد أن فقد الشعب اليمني الأمل في حل الأزمة بعد أن رأى هذا الشرخ في هيكل المؤسسة الدفاعية التي كان يؤمل الشعب (كل الشعب) عليها بأن الجيش هو طوق النجاة الذي سينجيهم من هول الكارثة المحتملة ولكن باءت ظنونهم بالفشل ومنية آمالهم بالخيبة.
بل أن الأنكى والأشد إيلامًا عندما قامت بعض الوحدات العسكرية هنا أو هناك في بعض المحافظات بالضرب بالأسلحة المتوسطة والثقيلة على بعض الأحياء والقرى السكنية دون بمسوغ أو بدون مسوغ، أو حسب إملاءات حزبية أو طائفية أو شخصية، متناسيين المهمة الأساسية التي أوكلت للمؤسسة العسكرية وهي الدفاع عن أبناء الشعب وحماية سيادة الوطن والذود عن ترابه، وليس قصف أبنائه وتشريد أسره.

موضوع جميل وطويل هههههه

لي عودة للتعليق ،،،، شكراً فضل ،،

» منتسبو التوجيه المعنوي يهددون بطرد المدير الجديد في حال تم قبول الضباط المطرودين أنباء عن عودة ضباط إلى دائرة التوجيه بعد طردهم خلال الانتفاضة ضد الشاطر
» حماة الوطن أم ضحايا الوطن
» تعرض الشاطر للضرب داخل دائرة التوجيه المعنوي
» استغاثة يطلقها منتسبي دائرة التوجيه المعنوي ..أغيوثنا من ظلم العميد الفاسد علي حسن الشاطر
» الولاء الوطني