ذكريات الطفولة ( الألعاب الطفولية )
حقاً تتجسد ذكريات الطفولة في كل واحد منا لأنها مرحلة ممتعه من حياتنا تنطق سحراً
وعفوية وبراءة ، ان الفلسفة الطفولية التي عاشها كل واحد منا هي ان كل ما في الحياة هو لعب وحبور ومرح
لحظات طفولية خالدة نعتز بذكراها ولا شك اننا جميعاً حين نسترجع شريط الذاكرة الى تلك الايام الجميلة تعلونا ابتسامة شوق عريضة
في قريتنا (البرحات – جبل حبشي ) كما في كل القرى والاماكن هناك مجموعة من الألعاب التي طالما مارسناها في طفولتنا
قد نتذكر بعض هذه الألعاب وقد يتعذر علينا تذََكر البعض الآخر. وقد يسهم بعضها في
طبع ابتسامة على شفتيك ، وقد يبعث بعضها على التعجب والغرابة . و مما لاشك فيه
أن كل واحدة من هذه الألعاب ستستحضر فيك روح الطفولة الخالدة .
حينها سوف تندفع من اعماق الروح تنهيدة ولسان الحال
كانَ يا قلبي زَمانًا .. ثُم وَلَّى
تلك الالعاب الجميلة والمسلية الممتعة كان يخالطها الضحك والصياح والمكر الطفولي ونادراً الدموع وقد يصل الامر الى التشابك بالايدي ان لم تتدخل احد الامهات ( بس .. بس وااني فدوه العب انت وهوه وااني شاشقيلك)
وكانت تثير فينا روح المنافسة والرغبة الجامحة في الفوز وتحقيق الاهداف
حين نتأمل في تلك الالعاب الطفولية القديمة نجد انها كانت في اغالب الاوقات اما حركية او حركية ذهنية ونادرة ما تكون ذهنية وليست حركية وكانت ايضاً جميعها العاب جماعية أي على الاقل اثنين ولا يوجد من بينها أي لعبة فردية يعني ايش يلعب الواحد لحاله لعبة الثعبان اللي في الجوال ) وهذا بعكس الالعاب الحالية والتي تعد الكثير منها فردية تؤدي الى العزلة والانطواء كما يحذر من ذلك الكثير من الخبراء
والجدير بالذكر أن اللعب حين ننظر للجانب السلوكي منه - له اثر كبير في تكوين شخصية الطفل واتجاهاته وافكاره وعلاقته بالبيئه المحيطة واكسابه صفات التحمل والصبر ومن جانب اخر نجد انه يساهم في النمو الجسمي للطفل وتوليد الطاقة وتفريغها .
طيب خلاص .... كيف صار الوضع الان .. في سفري الاخير الى القرية خرجت يوم من الايام ورحت اسئل الاطفال ..
ايش تلعبو .. ؟ نلعب كرة -
ويش غير الكرة .. ؟ بطة -
- وغيره ... ضومنة ... ونرسل بلوتوث ونسمع اغاني ونكت وبس
- وتشربو سجارة ... مش كلنا البعض بس
طيب ... وين (الغُماية) و(القَدا) و (حبس من) و (بربرة) و( شاط شاط) و (الثعلب)
و( الران)... الشقيف .. الفريرة ... الاكوار ... الدريهه
السؤال الذي يطرح نفسه هل سوف تمحى هذه الألعاب الجميلة من ذاكرة الأجيال القادمة ؟
ومن الذي يتحمل مسئولية تدوينها على الاقل ؟
خلال بحثي عن الالعاب القديمة وجدت ان اكثر هذه الالعاب المذكورة يرجع تاريخ الى القرن الرابع عشر الهجري وان اختلفت التسمية وتغير آلية اللعب بعض الشئ ؟
ان هذه الالعاب الحسية منها والغير حسية تتعرض للنسيان وتتهدد بالإقصاء والتبديل ولذلك لعدد من العوامل منها :
- انتشار التقنيات الحديثة .. المسجلات والراديوهات والتلفزيونات العادية وصولاً الى الستلايت والانترنت ولا ننسى الموبايلات .
- انشغال الشباب منذ سن مبكرة بالعمل والسفر والاغتراب .
- بالإضافة الى التمدن والموضة واطفال من عيال النيدو مش حق لعب بصراحة من هاذيك الالعاب
الحديث عن الالعاب القديمة يحتاج الى الكثير من البحث والتفرغ وفي الحقيقة يعد ذلك امراً في غاية الاهمية ويجب ان يتحمل الجميع مسئولية ذلك .
فكيف بدأت هذه الالعاب قي قَرانا ؟ وكيف ساهمت في تكوين نفسية واتجاهات الجيل السابق اللي هو إحنا طبعاً ؟
بعد ان استرجع كل الالعاب الطفولية وتفاصيلها مع الشباب كما تم الاتفاق كخطوة اولية في اطار طموحي للقيام ببحث يشمل جميع الجوانب . سوف يتناول الموضوع القادم التسمية وسببها ونوع الجنس الذي يقوم بممارسة تلك اللعبة وهل كان هناك العاب خاصة بالاناث دون الذكور ولماذا وماهي فوائد ومخاطر تلك الألعاب .. النظرية طبعاً .
******************
حين كنا أطفالاً
نشاهد أوجهنا في غلاف الاتاريك
كانت تطول
ونخرج ألسنتنا
ونضحك ... ونضحك على بعضنا
وكنا نقول .. !!!
لو أننا هكذا
سوف تضيع الدموع على الخد عند النزول
**************************
حين كنا اطفالاً
نشاتم أصواتنا في الجبال
نصيح فيرجع صدى الصوت..
فنصيح اكثر
وبعد المطر نحاول نبني بيوتاً من الطين
وكنا نخادع بعضنا
ونرمي بأحجارنا في مواقع الماء
ونلعب تحت السحاب المطيرة
تحت المزاريب
كنا نسابق خطانا لنبصر حجم السيول
*****************
حين كنا اطفالاً
نقلد الكبار بأنا نصوم مثلما يفعلون
ولكننا حين نعطش
نلجأ الى غرفةً مظلمة
لنروي ضمأنا
فنشرب ونشرب حتى يزول
*****************************
حين كنا اطفالاً
نتابع ظلنا وهو يهرب
ثم نطارده وهو يركض
ونظل نجري ونجري حتى يعترينا الخمول
********************************
حين كنا اطفالاً
نقلد حشرجة أصوات الكبار
والكلمات الثخينة
وكان يدوي صدانا الخجول
**************************
ولما كبرنا
تلاشى الدلال كثيرا كثيرا
وتبدو المسامير في القلب مغروسةً
والسكون يهرول في طرقات العقول
****************