عندما فاجا احد التشكيلات الشبابية للثورة باعلان مجلس انتقالي انتفض الجميع سلطة ومعارضة ضد هذا الكائن الجديد وبدا المنظرون من الطرفين في تحليل هذه الخطوة حيث اعتبرها البعض متسرعة واعتبرها اخرون قاصرة وغيرهم ميتة. شكك البعض بنوايا القائمين عليها وعمل الاخرون على اغتيالها باعلان مجلس اخر. كل وسائل الاعلام ناقشت هذه الخطوة واشارت اليها بيانات الدول الخليجية والغربية.
ماذا نستنتج من كل ذلك؟
هي فعلا خطوة غير مدروسة بعناية ولم تاخذ راي شركاء الثورة, لكنها حركت المياه الراكدة منذ حادثة الرئاسة. يمكن اعتبارها زلزال غير متوقع من كل الاطراف ولم يعمل له حساب.
فيما يتعلق بالمعارضة التي ركنت الى الثقة في نفسها بانها الممثل السياسي والوحيد للساحة اليمنية لا ينافسها في هذه المكانة احد, انتفضت من مرقدها وقد تغير الواقع عليها فجاة بوجود شريك.
بالنسبة للسلطة فقد انهت هذه الخطوة مخططاته بابتزاز قيادات في المعارضة النائمة بملفات سياسية للحصول منها على مكاسب سياسية بالتنسيق مع دول الخليج.
اما الذين ذكروا في هذا المجلس فقد اصبح لزاما عليهم اظهار مواقفهم الحقيقية من الثورة, فاذا تحملوا المسئولية في هذا الوقت العصيب فهم منا ونحن منهم واذا رفضوا لاي سبب من الاسباب فهم منافقون يبحثون عن الراحة والامتيازات والمناصب.
بالنسبة لشباب التغيير فقد اعادت لهم هذه الخطوة الثقة بانفسهم وانهم قادرين على القيادة والتاثير وفرض الوقائع, مما سيدفعهم الى مواصلة مثل هذه الخطوات. وقد تقنعهم نتائجها بتشكيل مؤسسة تنظيمية سياسية موحدة للشباب تفرضهم على الواقع السياسي كطرف فاعل له رؤيته ولايمكن تجاوزه.
اخيرا فمن السهل على اي كان اذا ارد ان يبحث عن الاخطاء ان يجد ما يشاء منها فالذي لا يعمل هو فقط من لا يرتكب خطا, ومن يعمل لابد من ان يخطئ وهذه سنة التطور من الاخطاء يتم التطور والتقدم. فلماذا لا نترك اخطاء الذين عملوا ونعينهم على تجاوزها ونسحب البساط من تحت ارجل الشامتين بان لا نعطيهم الحجة للتشفي بنا وننتصر على انفسنا ونتوحد. فهل نحن فاعلون؟
