النظرة إلى المرأة في الوطن العربي
غريب كيف ينُظر للمرأة في الوطن العربي , وكيف نتحدث عنها وكأنها موضوع يبدأ النقاش به , ثم ينتهي إما
بالوصول إلى آراء مشتركة وهو نادراً ما يحدث , أو بانفضاض مجلس الرجال الأكارم , دونما اتفاق !
أو نتحدث عنها كأي قضية , تظهر زمناً كموسم الزواج , قضية تَشُد عقول رجال اليوم الذين أنستهم الدنيا حتى
بلادهم وديارهم المحتلة , وصبغتهم بثقافة الحدود العربية ذات الصتع الغربي بامتيازٍ صهيوني عالمي , ثم ما
تلبث القضية – قضية المرأة – بعد أن تُمَحَصَ وتُدقق من أن تُنسى!
غريب كيف ينظر للمرأة في وطننا العربي! أوَليست كيا ناً ككيان الرجل تحمل ما يحمله من قيم انسانية ؟ أليست
بشراً يتطور ويتثقف ويزداد علماً ومعرفة ؟ ثم أليست المرأة صانعة الرجال ومربيتهم و داعمة لهم وساندة ؟
فللمرأة إذن أن تناقش كما نناقش وأن تحدد وتقرر ما هي مصلحتها وَفقاً لاحتياجاتها وقدراتها ومميزاتها.
وبعض الناس يقول : ألا ترى المرأة كيف أمست ؟ كيف باتت نداً للرجل لا بالتفوق والعمل والتميز , بل
بالانحطاط والتميع , ما عادت ترى قيوداً تقف عندها ولا هي بقيمٍ ولا بأخلاق تتمسك , أنظر إلى شـوارعنا..
أنظر إلى جامعاتنا.. أوَ هذا ما تريد ؟ أوَتريد لهذه المرأة كياناً وشـخصية وأفكاراً ؟!
هنا أدعي أن من يقول هذا لم يدرك المعنى الانساني لكل بشر , وكأن المخطئ وتارك المستقيم ليس كياناً يفكر
ويعقل , بل كيف إذن يخطئ إن لم يكن يملك إرادة ؟ وهل يُعالج المخطئ بالنفور منه والتسلط عليه والعنف ضده
؟ مع الانتباه إلى أن إطلاق اتهامات اللاأخلاقية على المرأة في هذا الزمن ليس بالكلام الدقيق ولا حتى هو الغالب
أو الدارج , بل هي كالرجل تماماً , لها ما لها وعليها ما عليها. إني أتحدث عن نظرة وطريقة تفكير ترقى بنا إلى
أن نرى كل امرأةٍ انساناً وكياناً مستقلاً لا ينتهي كيانها بنفقة رجل أو رعاية واجبةٍ أصلاً عليه.
منقووووووول