فيما تتواصل المساعي التي تقوم بها لجنة علماء الدين للتقريب بين أحزاب اللقاء المشترك المعارض والحزب الحاكم للدخول في حوار يهيئ لخطوات انتقال سلمي وسلس للسلطة ,توقعت مصادر سياسية مطلعة أن يكون مصطفى أحمد محمد نعمان هو الشخص الأقرب لتولي رئاسة حكومة الوحدة الوطنية إذا ما تم التوافق عليها, كونه يحظى باحترام وتقدير كافة القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية والقبلية .
مصطفى النعمان الذي يشغل حاليا منصب سفير اليمن في كندا يعد شخصية شبابية وكان تولى منصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون أوروبا والأمريكتين قبل أن يتم تعيينه سفيرا في الهند في خطوة وصفت حينها بعملية ابعاد لرجل نزيه وكفؤ ويمثل بالنسبة لشريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني امتداد لتاريخ ناصع ومرصع بالنضال والكفاح جسده والده الاستاذ أحمد محمد نعمان وشقيقه الشهيد محمد أحمد نعمان.
ويرى مراقبون أن مصطفى نعمان هو الخيار الأنسب أمام الرئيس صالح كونه على الصعيد الخارجي مقبول أمريكيا وإقليميا وبالتحديد من السعودية التي كان النعمان الأب أحد رجال الثورة الذين وقفوا خلال حرب الملكيين مع الجمهوريين في صف المنادين بالتهدئة والتفاوض مع الجارة الكبرى وصولا الى مصالحة وطنية وعلاقات طبيعية مع السعودية تضمن مصالح الجميع .
وعلى الصعيد الداخلي فإن مصطفى النعمان حتى وهو يشغل مناصب في الدولة كانت له مواقفه التي ازعجت كثيرين لكونها انتقدت كثير من السياسات وممارسات السلطة وهو في طروحاته اقرب الى ما ينادي به الشباب الغير منتمين الى أحزاب وإنما يعبرون عن تطلعات ومطالب حقيقية ومشروعة.
وينظر هؤلاء الى أن مصطفى النعمان سيكون مقبولا من كافة قيادات المعارضة حيث أن أولاد الشيخ الأحمر وفي مقدمتهم حميد لا يتنكرون لعلاقات ممتازة وفي مراحل تاريخية ربطت بين والدهم وبين الاستاذ المناضل أحمد محمد نعمان , ومن شواهد تلك العلاقة التاريخية أن المجلس الوطني الذي كان تأسيسه أحد ثمار فشل حصار صنعاء، عقد أول اجتماع له في منتصف مارس 1969، ومع أنه كان معينا وليس منتخبا الإ انه كان ممثلا لمختلف الفئات الاجتماعية المناصرة للثورة. وقد انتخب المجلس في أول اجتماع له، الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيسا للمجلس. وليس هناك ابلغ في التعبير عن الارتياح الشعبي الذي قوبل به إنشاء المجلس من الرسالة التي بعث بها الأستاذ احمد محمد نعمان إلى الشيخ عبد الله بن حسين بالمناسبة حيث كتب يقول: "اليوم آمنا أن الشعب هو الذي يحكم وانه صاحب السلطة." وأضاف في عبارة تفيض بالمشاعر الصادقة "لقد قلت للكثير أن ظهور عبد الله بن حسين الأحمر على رأس المجلس الوطني هو ظهور حقيقة شعبنا ببطولاته وأمجاده وحضارته وتاريخه.. وإضافة الى الدعم القبلي الذي سيمنحه اولاد الشيخ الأحمر لابن الاستاذ النعمان سيكون هناك رضا من التيار الاسلامي الذي كان النعمان الأب اقرب إليهم في مرحلة كانوا يقابلون عدائية التيارات الماركسية والقومية .
أما بالنسبة للدكتور محمد عبد الملك المتوكل فهو تأثر كثيرا بالأستاذ احمد محمد نعمان وعنه يقول "كان للأستاذ نعمان تأثير كبير على أفكارنا وآرائنا وتوجهاتنا منذ نعومة أظفارنا وكنا نحبه وكان لنا مثلا وقدوة لا يطاوله العشرات من الهاشميين وغير الهاشميين وكان اليمن بكل أبنائه في عين النعمان سواء ومن روح النعمان تعلمنا روح التسامح والتواضع ومبدأ المساواة وعدم الانحناء إلا لله ولهذا كنت أقود في الخمسينات حملة شعواء ضد تقبيل الركب"..ويرى المراقبون أن المتوكل كفيل بحشد تأييد شريحة سياسية ومذهبية واسعة بما في ذلك حركة الحوثيين الذين سينظرون بارتياح لرئيس حكومة سني كالنعمان مثلما ينظر حزب الله الى عمركرامي ونجيب ميقاتي.
الحزب الاشتراكي اليمني والقيادات الجنوبية في الخارج وقيادات الحراك يعد مصطفى النعمان كشخصية ليبرالية وتحديثية وكحل وسط بين مركزية صنعاء وفيدرالية عدن شخص مقبول لقيادة مرحلة انتقالية على طريق انتقال سلمي وسلس للسلطة..وشخص مثل البيض الذي عاش سنوات من حياته بجنسية غير يمنية سينظر الى أن عودة النعمان الابن الى الواجهة هي اعادة اعتبار للنعمان الأب الذي سحبت منه الجنسية اليمنية يوما, وبالتالي تمهيد لحالات مماثلة.
التنظيم الناصري وحزب البعث بفصيليه " عبدالوهاب محمود " و" قاسم سلام هي أحزاب يشكل أبناء محافظة تعز أغلبية في مواقعها القيادية والقاعدية , وايا كانت لها تحفظات معينة فإنها ستكون مع اجماع شركائها السياسيين ومع الابعاد الجغرافية والاعتبارات الجهوية التي تصب جميعها في خانة تأييد هذا الترشيح.
