شارك في معركة نقيل يسلح لفك الحصار عن العاصمة صنعاء خلال ملحمة السبعين يوماً
ألقى القبض على المرتزق الإيراني وتعرض لانفجار لغم في البيضاء
محمد عبده سفيان
فقيد الوطن المناضل العميد غالب حسان اسماعيل واحد من المناضلين الشرفاء الذين سطروا أروع الملاحم البطولية دفاعاً عن الثورة والنظام الجمهوري .. فقد كان رحمه الله ضمن طلائع الشباب بمحافظة تعز الذين سارعوا للانضمام إلى الحرس الوطني للدفاع عن ثورة الـ 26 من سبتمبر بعد انطلاقها مباشرة ،حيث التحق بالحرس الجمهوري في مدينة تعز بتاريخ 21/11/1962م وتلقى التدريب العسكري لفترة وجيزة في تعز وتم إرساله على رأس سرية من أفراد الحرس الوطني إلى محافظة حجة للمشاركة في التصدي لفلول النظام الإمامي البائد وأظهر شجاعة كبيرة خلال المعارك التي دارت بين القوات الجمهورية بمساندة القوات المصرية وبين القوات الملكية المدعومة بالمعدات العسكرية والمرتزقة من الخارج ،وظل مع سرية الحرس الوطني في جبل حارثة بمنطقة الأمان في محافظة حجة حتى عام 1964م ،حيث عاد مع السرية إلى تعز وتم تشكيل لواء السلام بقيادة العميد عبدالرحمن أحمد عبدالله صبر فانضم إلى اللواء ،وفي عام 1960م تمكنت القوات الملكية من قطع طريق «تعز ـ صنعاء» في نقيل يسلح فتحرك ضمن كتيبة مشاة من لواء السلام إلى نقيل يسلح للمشاركة في فتح الطريق ثم لحقت بها كتيبة أخرى وكان على رأسها العميد عبدالرحمن أحمد صبر قائد اللواء وكان المرحوم العميد غالب حسان اسماعيل من الذين يثق بهم قائد لواء السلام العميد عبدالرحمن أحمد فكان إلى جانبه في كل المعارك التي دارت بين قوات لواء السلام والقوات الملكية ونظراً لما أظهره من شجاعة وإقدام في تلك المعارك تم ترقيته إلى ملازم ثاني وعندما تم محاصرة مدينة معبر تحركت قوات لواء السلام لفك الحصار عن المدينة وظلت كتيبة من اللواء في نقيل يسلح بقيادة المرحوم العميد غالب حسان اسماعيل وظلت قوات لواء السلام مرابطة في معبر حتى عام 1969م وحينها كان العميد غالب حسان ينوب قائد اللواء العميد عبدالرحمن أحمد في معبر تحت قيادة العميد محمد صالح الكهالي قائد المحور الجنوبي للعاصمة صنعاء وخلال عمله نائباً لقائد لواء السلام في منطقة معبر شارك في عدد من المعارك ضد القوات الملكية ومنها معركة نقيل يسلح والتي تعد واحدة من أهم معارك ملحمة السبعين يوماً ،حيث تم فتح طريق تعز ـ صنعاء والتي كانت المعركة الحاسمة لإنهاء الحصار على العاصمة ،وفي إحدى جولاته التفقدية للمواقع التي ترابط فيها قوات لواء السلام القى القبض على أحد المرتزقة «جاسوس إيراني» والذي كان يعمل جاسوساً للقوات الملكية وقام بتسليمه لقائد اللواء العميد عبدالرحمن أحمد وتم إبلاغ القيادة بصنعاء بوجود الجاسوس فتم إرسال العميد عبدالله الرحمي بطائرة لاستلامه.
كما تولى العميد غالب حسان منصب مأمور مركز ذي السفال بمحافظة إب وعمل على تأمين طريق تعز ـ صنعاء من التقطعات التي كانت تقوم بها إحدى العصابات المسلحة وتمكن من إلقاء القبض على رئيس العصابة.
في عام 1969م تم تشكيل اللواء الحادي عشر مشاة في معبر بقيادة العقيد عتيق الحداء فكانت قوات لواء السلام ضمن تشكيلة اللواء وتولى المرحوم العميد غالب حسان قيادة مواقع نقيل يسلح حتى العام 1970م ،وبعدها تم نقل اللواء الحادي عشر إلى رداع والبيضاء وتم تعيينه قائد سرية مشاة ثم ضابط تسليح اللواء وفي عام 1972م تم تشكيل سرية الشرطة العسكرية في لواء البيضاء من أفراد اللواء الحادي عشر مشاة وتم تعيينه قائداً لها وفي تلك الفترة كانت تقوم عصابة مسلحة بقيادة «جرعون» بأعمال التقطع وزرع الألغام في الطريق بين رداع والبيضاء وكان العميد غالب حسان يقوم مع طقم من أفراد الشرطة العسكرية بتأمين الطريق ،وفي إحدى جولاته لتأمين الطريق ونزع الألغام مع فريق من المهندسين يوم 13/6/1972م وأثناء قيامه بنزع لغم أرضي في منطقة العزة بمحافظة البيضاء والتي تبعد عن مدينة البيضاء بحوالي كيلو ونصف انفجر به اللغم ملحقاً به إصابة خطيرة في رجله اليسرى وتم نقله بطائرة عسكرية إلى المستشفى العسكري بالعاصمة صنعاء ،حيث أجريت له عمليات جراحية وظل يتلقى العلاج في المستشفى لمدة ستة أشهر وبعد شفائه عاد لمزاولة عمله وتم ترقيته إلى ملازم أول وفي عم 1974م عين قائداً لكتيبة المشاة المرابطة في موقع سود غراب بمنطقة آل جمعان في محافظة البيضاء وفي عام 1975م نُقل اللواء الحادي عشر إلى العاصمة صنعاء وتم إرساله للدراسة في المركز الحربي بتعز «معهد الثلايا حالياً والذي تم نقله بعد إعادة الوحدة إلى عدن» ..وبعد إنهائه الدراسة في المعهد «دورة قادة كتائب» أُرسل إلى حجة عام 1977م ،حيث كان اللواء الحادي عشر مرابطاً هناك وتم ترقيته إلى رتبة نقيب وفي عام 1978م نقل اللواء إلى معسكر خالد بن الوليد بمفرق المخا محافظة تعز ،حيث بقى ضمن قوة المعسكر وقد تدرج في الرتب العسكرية «رائد ـ مقدم ـ عقيد» حتى تم إحالته إلى التقاعد وترقيته إلى رتبة عميد.
لم يقتصر نضال المرحوم العميد غالب حسان اسماعيل على الجانب العسكري في الدفاع عن الثورة والجمهورية فحسب بل شمل نضاله مختلف المجالات ،حيث يعود إليه الفضل في إنشاء أول مدرسة بعد الثورة في عزلة بني عيسى بمديرية جبل حبشي وهي مدرسة «الشارق» في مسقط رأسه وكان من المؤسسين للعمل التعاوني وتم انتخابه عضواً لهيئة التعاون الأهلي للتطوير في المديرية ثم عضواً للمجلس المحلي للتطوير التعاوني وله بصمات تعاونية وخيرية عديدة على مستوى مديرية جبل حبشي.
كان رحمه الله يتمتع بعدد من الصفات الحميدة والتي أكسبته حب الناس ،حيث كان يحرص على إصلاح ذات البين ويبذل كل مافي وسعه لإنهاء الخلافات التي تنشأ بين المواطنين على مستوى المديرية بل والمديريات المجاورة.. وعرف بتواضعه وكرمه ومبادراته لأعمال الخير.
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين الموافق 27 ديسمبر الماضي 2010م في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة صنعاء عن عمر ناهز السبعين عاماً بعد صراع مرير مع المرض الذي ألم به ،حيث كان يعاني من فشل كلوي.. وتم تشييع جثمانه يوم الثلاثاء 28 ديسمبر الماضي في موكب جنائزي كبير من المستشفى العسكري بتعز إلى قرية الشارق عزلة بني عيسى مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز حيث ووري الثرى في مسقط رأسه بمقبرة القرية وكان على رأس المشيعين اللواء سلطان مهيوب مجاهد السفياني والشيخ محمد عبدالجبار نعمان وكيل وزارة الإدارة المحلية السابق والعقيد عبدالحليم نعمان نائب مدير أمن محافظة تعز ومدير عام مديرية جبل حبشي عبدالجبار البركاني ومحمد عبدالباري السفياني أمين عام المجلس المحلي وأعضاء المجلس والمشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وأصدقاء الفقيد ومحبيه.
وكانت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قد نعتا الفقيد وأشار بيان النعي أن الفقيد رحمه الله كان من المناضلين الشرفاء الذين شاركوا في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية وكان واحداً من المقاتلين الشجعان الذين أبلو بلاء حسناً وسطروا أروع صور التضحية والبطولة والفداء دفاعاً عن الثورة والنظام الجمهوري.
الفقيد أب لعشرة أبناء ـ خمسة أولاد هم: «عبده ومهيوب وخالد وفواز» وخمس بنات.
