[b]اليمن الواحد الموحد لكل اليمانيين شاء من شاء وأبى من أبى ..
(( فلا هذا شمالي ولا هذا جنوبي)) ..
غريب بل ومستهجن ما يقوم به بعض الاخوة وإن كانوا قلة قليلة في بعض مناطق محافظات الجنوب الحبيبة من نشر أفكار الفرقة وتكريسها لدى الاطفال من الناشئة الذي في يومٍ ما سيحملون على عاتقهم مسؤولية اليمن، وسيحملون راية الوحدة في شتى ميادين الحياة ..
ألا يدرك هؤلاء أنهم يغرسون بذرة الحقد والكره في قلوب أطفالهم الأبرياء الذين حتمًا سيلاحظون تصرفات وأقوال آبائهم.. بل وإملآءات أبائهم لهم من خلال تبادل تلك الكلمات البذئية .. وهؤلاء الاطفال المعلبون دون ذنبًا منهم بمثل هذه الافكار يقومون باطلاق تلك الالفاظ على اخوانهم وزملائهم من اطفال أبناء المحافظات الشمالية الذين يدرسون معهم في نفسم المدرسة في المحافظات الجنوبية او يقطنون معهم في نفس المدن والمحافظات الجنوبية ..
ألا يدرك هؤلاء أنهم بفعلهم هذا إنما يبذرون بذروة الشر في أفئدة اطفالهم ذوي القلوب الخصبة والطرية التي من السهل غرس الافكار لديها خصوصا وهم في مثل هذا السن ..الا يعملم هؤلاء بأن هذا الحقدٍ والبغض الذي يزرعونه الآن سيكون له الأثر المحزن على المدى القريب والبعيد على سلوك أبناءنا ((يمن الثاني والعشرين من مايو الأغر)) ..
ما ذنب هؤلاء الاطفال وهؤلاء التلاميذ ممن أبتلاهم الله بآباء كل همهم مصالحهم الذاتية والآنية حتى لو كان تحقيق هذه المصالح على حساب فلذات أكبادهم وقرة أعينهم؟! .. ما ذنب هؤلاء النشء عندما تُغرس فيهم فكرة النزعة المناطقية الهدامة، رغم أنهم ولدوا في ظل يمن واحد موحد؟! ..ما ذنبهم وقد جاؤوا الى هذه الحياة ليهنؤوا في خير وطنهم الموحد ويعيشوا بأمن وسلام ووئام .. جاؤوا الى الدنيا بقلوبهم البيضاء المتآخية والمحبة ولكن دأب بعض الآباء ممن لا يخافون الله الى دس سمومهم في قلوب ابنائهم بلا رحمة لقد شوهوا تلك الصفحة البيضاء وحاولوا وما يزالون يحاولون تنجيس طهر أحلامهم، وتحوير أفكار أبنائهم، وطمس هويتهم الوحدوية التي فطرهم الله عليها .. فحرص بعض هؤلاء الاباء ذوي النفوس المريضة والحاقدة على الوطن أن يغييروا معالم البراءة في قلوب أبنائهم وجعلوها شبه خاوية من الحب الاخر ..
لقد أصبح بعض هؤلاء الاطفال مشبعون بمثل هذه الافكار .. وصاروا يتنابذون بها حتى على مستوى الصفوف الدراسية، بينهم وبين زملائهم .. بل وصل الأمر الى التنابذ بين أبناء هؤلاء الحاقدين وممن يرافقونهم من زملائهم وبين أبناء أقاربهم وأبناء من تربطهم بهم قرابة نسب أومصاهرة ممّن قدموا الى عدن من المحافظات الاخرى من ابناء المحافظات الشمالية الذين من حبهم وشغفهم ((بعدن خاصة وبعض المحافظات الجنوبية عامة)) جعلوا منها مقرًا لاقامتهم ولسكنهم الدائم بحثا عن لقمة العيش وطلب الرزق .. باعتبار عدن احد المدن اليمنية التي يحق لكل يمني أن يعيش فيها ويتنزه فيها ويستقر فيها شاء من شاء وأباء من أباء ..
وباعتبار أن لا وصاية فردية أو شللية أو مناطقية او عصبية على عدن من أيًا كان سوى وصاية الشعب فعدن يمنية وهي لكل اليمانيين..
فبالله عليكم إليس هذا جرم في حق ابنائنا وأبنائكم .. إليس هذا منكرًا يجب الوقوف ضده والتصدي له، من خلال توعية الأطفال من المدارس والمساجد والمنتديات وحتى على مستوى الشارع عبر الملصقات وعلى مستوى المنازل من خلال تكثيف البرامج والاغاني التي تخاطب الأطفال .. وهناك حلول عدة لهذه المشكلة التي يتجاهلا الناس واذا استفحلت اكثر فسيكون لها عظيم الأثر على المدى البعيد ..
بالله عليكم يامن تؤججون نار الفرقة والتجزء والترذم دعوا أطفالنا (( احباب الرحمن)) قادة المستقبل وبناة اليمن دعوهم بعيدين عن السخف السياسي الذي غاليتم فيه كثيرًا، أو حتى على الأقل لا تجرحون براءة هؤلاء الاطفال بجرهم معكم الى هاوية الشقاق والنفاق والجدل الذي لا طائل منه ولا فائدة ..
بالله عليكم أن لا تشعلوا نار الحقد والبغض في أفئدة أجيالنا الغضة الطرية ..
اذا كان هناك احد ماء من اي محافظة من المحافظة الشمالية سلوكه سيء فهذا لا يعني أن كل الناس سيئين، وأكيد أن هناك ايضا أناس سيؤون من ابناء الجنوب .. بل في كل بيت واسرة نجد الحسن والسيئ .. ولكننا لم ولن نقتدي ببضع هؤلاء من اصاحب النفوس المرضية ولن نكن لاخواننا واحبابنا وأقاربنا وأصهارنا وأنسابنا من أبناء المحافظات الجنوبية إلاَّ كل الحب والاحترام والتقدير وهذا ماهو حاصل الان على الواقع ..
ولن نوغر قلوب أبنائنا ضد أبناء المحافظات الجنوبية كما يفعل بعض الحاقدون من دعاة التشرذم والتفرقة، ولن نزرع في فلذات أكابادنا إلا الحب .. ثم الحب .. ثم الحب لكل اليمن ولك يمني من أي المدن كان، ومن أي المحافظات جاء .. بل إننا زرعنا ومازلنا وسنبقى نزرع طول حياتنا حب اليمن (( كل اليمن دون استثناء)) نعم إننا نفعل ذلك ونزرع حب اليمن وحب الاخاء والتآزر في قلوب أبنائنا ..
لم أكتب مقالي هذا من باب بغضي لتلك الكلمات التي تطلق على أبناء المحافظات الشمالية .. لا والله ولكن لما رأيته وسمعته ممن ممارسات بعض أمراض النفوس ممن يقومون بتفخيخ عقول أبنائهم بأفكار مناطقية هدامة قد تكون قنابل موقوتة في المستقبل القريب وعندما يصل هؤلاء الاطفال الى مرحلة الشباب فيصيرون عرضة لهذه الافكار التي غرست وتغرس الان في عقولهم .. وقد يقودون حراكا هدام أخر لإقلاق الأمن وزعزعة السكينة وترويع الآمنين، كما هو حال الاباء الآن ..
أخواني وأحبتي وزملائي وكل أبناء المحافظات الجنوبية أحذورا مثل هؤلاء من زبانية العنف وقووا أبناءكم وأبناءنا فلذات القولب من أفكارهم وخططهم المتدنية كدناءتهم والقذرة كقذارة نهجهم والفاسدة كفساد أفكارهم ..
وهنا اوجه سؤال للاخوة والاحباء والزملاء من ابناء محافظاتنا الجنوبية الحبيبة أليس مرحب بكم في أي مكان في المحافظات الشمالية؟ .. ألاَّ تربطنا بكم صداقات وزمالة وود وحب متبادل ..فلا تهكم ولا تلفظ بمسميات عنصرية ولا حتى بمجرد التلمليح او التجريح ولا تعرض ولا اعتداءات كما يحصل لبعض أبناء المحافظات الشمالية في بعض مناطق محافظات الجنوب الغالية على قلوبنا ..
من من ابناء المحافظات الجنوبية الذين أحبوا مدن يمنية اخرى غير مدنهم وفضلوا أن يقطنوا مدنا في المحافظات الشمالية، أو مَن مِن الذين مقر أعمالهم في المحافظات الشمالية أو المقيمين فيها قد تعرض لبعض ما يتعرض له اخوانكم من ابناء المحافظات الشمالية في بعض مدن المحافظات الجنوبية؟!
اننا والله لا ننظر اليكم بتلك النظرة التي ينظر بها بعض ضعفاء النفوس لاخوانهم في بعض مناطق المحافظات الجنوبية .. وهذا ليس مِنَّة أو فضل من ابناء المحافظات الشمالية لا والله وإنما حقكم أن تعيشوا آمنين بأية بقعة من البقاع اليمنة وبأية مدينة من المدن اليمنية فأنتم ونحن يمانيين متآخيين ومتوحدين رغم أنف كل حاقد ورغم أنف كل بائع للضمير ورغم أنف لك خائن للوطن والوحدة ..
كل اليمن لنا ولكم فإينما شئتم أقمتم وإينما شئنا أقمنا في ربوع اليمن الواحد الموحد والوطن يتسع للجميع.. ولن يستطع دعاة الفرقة والمناطقية الى فك عرى الأخوة، وسنبقى أخوة وأبناء بلد واحد موحد حتى يرث الله الأرض ومن عليها ..
تحياتي وخالص حبي لكل يمني وحدوي غيور
فضل النويهي[/b]
