لم يأت منذ زمن طويل ،،قال الرحالة الذين دونوا مذكراتهم على جلود البشر
بأنهم لم يعرفوا رمضان منذ نصف قرن ،،وقال الباعة المتجولون في أزقة مدنهم
الذين يبيعونهم الأكفان بأسعار رخيصة تضامنا معهم ومع مصابهم :الشهور كلها
تتساوى في مدنهم
شعبان ورمضان وحزيران وإبريل وجماد
لا فرق
،،كل الشهور تتساوى فالموت قاسم مشترك بين السنوات والشهور والأيام
والعدو لا يرحم أحدا ،،حتى ذلك العجوز الذي كان يحكي لهم قصص خالد وصلاح
وأحمد ياسين ويروي للجيل الجديد المذابح والسير
سير الملاعين والأبطال والمستأنثين والمسترجلين
حتى ذلك الشيخ ساووا منزله بالأرض ولم يتركوا لهم شيخا يروي لهم حكايات
الغابرين والحاضرين
،،
الأطفال يراقبون الهلال بقلق ،،
والنساء تراقب الأطفال بقلق أكبر
هل سيضحك الأطفال في رمضان
هل سيأكلون الحلوى المقدسية ويتذوقون طعم التمر ؟
هن أنفسهن هل سيفطرن على صوت الأذان أم على صوت المدافع والصواريخ
الدموع تنبجس عن دم حزين كالمطر الأسود
والأرواح تسافر إلى أفقها البعيد بلا عودة ،،
مرارة تعتصر النفوس
وتسأل عجوز طاعنة ابنتها التي فقدت طفلتها في رمضان الماضي
تتساءل بقلق : يا ترى أي من أولادك سوف يموت في رمضان هذا ،،
تجيب البنت بحسرة
- وهل سيأتي رمضان حقا؟
http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي