كلية الحقوق و"معسكر العقوق"

كليـــة الحقـــوق "معسكر الحقوق"
وجدي السالمي
(تم نشر هذا الموضوع بصحف التالية: الديار ،والمدينة ،والشارع)

كلية الحقوق هو اسم مجازي في جامعة تعز... بعد أن طرأ عليها نظام شبيه بالنظام العسكري كأقرب وصف يمكن أن يتناسب وأسلوبها التعليمي بطريقة غير مباشره تم عسكرة هذا الصرح العلمي الشامخ... جعلت المنتمي إليها يسير بمسار معين يجب على الطالب أن يكون عبارة عن إناء فارغ لا أفكار لديه ولا رأي ولا انتمى سياسي مخالف لحاكمهم!!

هيئة أعضاء التدريس في هذه الكلية الثلثان(الأغلبية المطلقة) منهم من ضباط الأمن السياسي والأمن العام وبهذا النظام الإلزامي والعسكري والذي يفرض نفسه بقوة يقابله رفض وعدم الرضاء بعسكرة القانون عند معظم الطلاب فأحداث استنفار في الوسط الطلابي هذه المرحومة الحقوقية ربا منصور التي أرهقها الأسلوب العسكري وذلك عندما حاول عميد الكلية الأسبق عرفت تعيينها مُعيدة في الكلية إلا أنها رفضت هذا الإذلال العسكري واستنفرت غضباً جم صارخةً وهي تخاطب العميد(انتظرعشرسنوات سأسعى بكل جهد لتحقيق هدفي لأصبح وزيرة وسأعمل على تغييرك وأسلوبك العسكري) ماتت رُبا وتغير العميد العميد ـــــ يجب أن نفرق بين هاتين الكلمتين فالأولى تعني عميد الكلية والثاني رتبته العسكرية-ــ ولم يتغير الأسلوب العسكري معه بل هذا الأسلوب يتوسع عاماً بعد أخر.

هذه الكلية التي يعشقها الجميع أبسط الحقوق غير متاحة فيها تكميم أفواه وإسكات أصوات وسلباً للحقوق لازلت أتذكر تلك الموظفة التي كانت ترتب بكسات في مكتبها وهي تتأفف وتهمهم فسترفت السمع وجدتها تردد كلية الحقوق حيث تضيع الحقوق....إذن في ظل ظروف كهذه ماذا لو تم تغيير اسم كلية الحقوق إلى كلية الشرطة والقانون مع اعتبار أن "الواو"هنا يقتضي التغيير وليس للعطف... ولو كان هذا التغيير يعني عسكرة الكلية المسلوبة إلا أن الوضع هو كذلك... في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات جميع الطلاب بمختلف الكليات في جامعة تعز مناديةً إلغاء جميع المظاهر العسكرية في الجامعة ...وفي كلية العقوق تفاجئ بأن الكلية (تعج وتفج) بطاقم من الدكاترة العسكريين المنتمين إلى مختلف المؤسسات العسكرية ... لذلك ضلت أساليب التدريس تقليدية ورتيبة تعتمد على التحشيد والتلقين بالمعلومة الإلزامية لنبقى نحمل صفة (أجيال الملازم) بعيداً عن الطرق البحثية الأكاديمية الحديثة... مع أن هذا الأسلوب التقليدي في مختلف كليات الجامعة إلا أنه في كلية الحقوق يصاحبه أسلوباً عسكري حتى في لغة التخاطب... (يا حضرات الأشاوس)هذه الجملة كانت تتدحرج من لسان مدرس مادة المرافعات-الضابط الدكتور- كل يوم سبت يخيل لي كأني بمعسكر العند أو معسكر خالد ... خاصة عندما يضرب يده على الطاولة الخشبية إثناء(الداخلية) المحاضرة أقصد فيصمت الجميع...لا يجوز النقاش بل يبدأ الدكتور بالمقدمة الطلية ثم (عطاف)أوراق من المقرر الذي لا يجوز الخروج غالباً مكنت اسمع آخرالمحاضراتالدكتور يؤدي القسم بعدم نجاح أي طالب ... بسبب الضجيج الذي يحدث في القاعة حيث تظم القاعة أكثر من (150) طالب وطالبة تحت سقفٍ واحد.

أسلوب قراءة المقرر عبر مُكبرات الصوت أو بلُغة الدلع (المايك)استغفر الله الكذب لا يجوز فمُكبرات الأصوات لا تعمل فقط تزدان بها الجدران أتمني ولو بطريق الخطأ لو سمعت حشرجة لهذه المكبرات مذ ثلاث سنوات متواترة... المُهم بعد تقليب أوراق المقرر وقراءة عدداً معيناً من الأوراق مُحددة مسبقاً بعشرين صفحة يصبح الدكتور أسقط الواجب و تكون بالنهاية مُحاضرة محسوبة على الطالب المغلوب على أمره...الأسلوب التقليدي هذا ربما طريقة جميع الدكاترة لكن مدرسو مواد الشريعة ومدرسو قسم القانون التجاري يجب ألاَّ أظلمهم لتمكنهم وللملكة التخصصية أصبح بمقدورهم إيصال المعلومة كأقل تقدير...أساليب التدريس التقليدية المتحدثة بربطة عنق وهندمة نوعاً ما والمصحوبة بالأساليب العسكرية مع التي تفرض نفسها بقوة في أروقة الكلية جعلت الطالب يشعر بالكلل والملل حتى أصبحت المحاضرات ليست مهمة لا جديد مهم فيها حيث أصبح حضور القاعة الدراسية أو الغياب عنها لا فرق بينهما سوى أن حضور الطالب فقط من باب الزيادة العددية في القاعة الدراسية ولأن ما يقوله الدكتور في المحاضرة بإمكان الطالب أن يقتني نسخته من مكتبة دار السلام وأن يقرأ في المنزل لا فرق بين القراءة في الكلية والبيت.لا يوجد محاضرة تُشعر الطالب بأفكار جديدة وخروج عن المألوف المكل..حتى بالأسلوب كي يشعر الطالب بأهمية ما يقوله الدكتور المحاضر ... وحده الدكتور/ محمد الشعيبي عميد شئون الطلاب الأسبق في الجامعة حاول الخروج عن المألوف باعتماده على طريقة حديثة متمثلة بشاشة عرض ومناقشة آراء طلاب وأبحاث وورش طلابية بإشارات خضراء مطلقة وهذا يدل على تطلعاته وحرصه على إلصاق صفة أكاديمي للطالب الجامعي وهذه المحاولة فردية ينبغي على بقية الدكاترة مساندتها واقتفاء أثره فيها... كما ينبغي إقاف عملية عسكرة الكلية التي جعلتنا كطلاب حقوق مسلوبي الحقوق مكممين الأفواه ومكبلي الأيدي عجزني عن إرساء قاعدة الديمقراطية في انتخاب اتحاد طلاب يمثل الطالب بطريقةمشروع تحترم الإرادة الحرة لطالما والشرعية والمشروعية احترام الدستور والقانون وهذا صميم تخصصنا ...بل أسلوب التعيين هو الذي يتحكم بإرادتنا ويقوم بتعيين الاتحاد ولهذا يصبح اتحاد على الطالب لا مع الطالب حيث لا يملك إلا اليافطات الفسفورية التي رحب بها بالطلاب المستجدين وتعبيه استمارة انتمى إلي حزبهم الحاكم.

عام واحدي تبقي لنا في أروقة هذا المعسكر (كلية الحقوق) وسيُطلق علينا خريج مع أن هذا المصطلح أمرٌ يجانبه الصواب لأن الإيمان بأن طالب الحقوق بعد أربعة أعوام محسوباً على المجتمع مُحامٍ أو ناشط حقوقي أو شيءٍ من هذا القبيل...ليس صحيح لأن المُتخرج يرى بأن ما يدرسه يخالف الواقع وهناك فجوةً بين ما يدرسه الطالب في الكلية وبين الواقع العملي...ولهذا يصبح متفرجاً وليس متخرجاً لأنه بحاجة إلى أربع سنوات ضوئية يستنير بها في حياته العملية.. بشهادة الأغلبية المطلقة من الطلاب المتخرجين أن كلية الحقوق أصبحت عاجزة عن إعداد طلاب أرادوا أن يكونوا شيئاً في المجتمع ربما حال بينها وبين ذلك..الكوادر العسكرية التي تستخدم الأساليب الإلزامية الحتمية.تحت شعار اكتب ما يملى عليك وأحفظ ما أقول!.

وكذلك كبت الحريات التي تسير فيه إدارة الكلية بطريقة غير مباشرة وسأورد هنا مثالين الأول في جانب الحرية وهوا في عام 2007م تعرض طالب من كلية الحقوق للضرب(لكن ضرب دسم) من أفراد الأمن بالجامعة تناولت هذه الواقعة في هذه الصحيفة القريبة للمصدر لكن...!!غضب الطلاب في الكلية وحاولوا الاعتصام بطريقة سلمية إلا أنه جاء العميد وجاء مدير أمن المحافظة جاء ضابط أمن الجامعة ونحن نعيط اقصد ونحن معتصمين (ففركشوا الاعتصام)على أن يقوموا بحل الخلاف بطريقة قبلية انظروا تحضر القبيلة في بيت القانون في(كلية القانون)هكذا تُسلب حقوقنا لكن ارتكبنا خطأ لقبولنا ذلك..أتمنى لا يتكرر مرةً ثانية.. أما المثال الثاني:هو محاولة في جانب النشاط الثقافي حيث حاولنا إصدار مطوية كنشاط ثقافي وعلى نفقة الطلاب لنحفز إدارة الأنشطة كي تتبني هذا المشروع لكن روتين ممل اعترض طريقنا أداء في نهاية المطاف إلى إجهاض طموحنا الذي يتحطم على صخرة هذا المعسكروشترطوا علينا إن يشرف عليها اتحادهم الغير شرعي رغم أن كل طالب يدفع مبلغ (2300) ريال تحت بند (رسوم أنشطة).

مقال بدئع من صحفي رائع الشكر لسالمي....لماذا توريت عن المنتدى.. لا نقرأ لك إلا بالصحف....تقبل مروري

ايها السا لمي لقد شكر تك قبل ان تكتب المقال علي المنتدى لانني اتابع كل ما تكتب كما انني ازيد ك شكرآ والف مليون شكر علي تنزيل المقال لتوضيح

» في رثاء صديقي عاشق كلية الحقوق(بيدر غازي الشوافي)
» قصة العقوق
» (( خاتم العيد )) قصة من العقوق‎
» دروغبا يعود إلى معسكر الأفيال
» الفهم النقابي وثقافة الحقوق أهم من كل الأحزاب !