الفراسة دليلك إلى معرفة اخلاق الناس وطبائعهم وكأنهم كتاب مفتوح

الفراسة
دليلك إلى معرفة اخلاق الناس وطبائعهم وكأنهم كتاب مفتوح

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله :
" اتقوا فراسة المؤمن.. فإنه ينظر بنور الله" (حديث ضعيف) ثم قرأ } إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [الحجر: 75]. رواه الترمذي

الفراسة لغة :
الفراسة: بكسر الفاء – هي التوسم و الحذاقة..من قولك تفرست فيه خيراً.. وتفرس فيه الشيء..توسمه.
قال في الصحاح :
الفراسة بالكسر الاسم من قولك تفرست فيه خيراً..وهو يتفرس أي يتثبت وينظر.. وتقول منه رجل فارس النظر.. وفي الحديث اتقوا فراسة المؤمن‏.‏

الفراسة اصطلاحاً : هي الاستدلال بالخلق الظاهر..على الخلق الباطن.
الفراسة علم عربي الأصل.. تفرس في الشيء أي نظر وتثبت بتمكن

الفراسة في الكتاب والسنة:
وردت نصوص أثنى الله فيها على أهلها ومدحهم فقال جل ذكره:
" إن في ذلك لآيات للمتوسمين "( الحجر 75 ).
قال ابن عباس رضي الله عنه : (( أي للمتفرسين )).
وقال الله تعالى:
" يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم " البقرة 273، وسمات الفقير المتعفف.. تعرف من خلال هيئته ولباسه وكلامه .
ولكنها تحتاج إلى متفرسٍ.

وقال عليه الصلاة والسلام : "إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم " رواه البزار والطبراني في الأوسط .

الفراسة إيمانية :
وسببها نور يقذفه الله في قلب عبده.. يفرق به بين الحق والباطل... والصادق والكاذب ولا تكاد تخطئ له فراسة .
ومثاله:عن ابن عمر رضي الله عنه قال:
" ما سمعت عمر يقول لشيء إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن "(الرياض النظرة للطبري : 1/324) .
وقال ابن مسعود[6] ـ رضي الله عنه ـ أفرس الناس ثلاثة:
العزيز في يوسف.. حيث قال لامرأته: "أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً" [يوسف: 21[
وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى:
"اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" [القصص: 26[
وأبو بكر في عمر ـ رضي الله عنهما ـ حيث استخلفه، وفي رواية أخرى: وامرأة فرعون.. حين قالت:
"قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً" [القصص: 9[
( انظر : الطبري (12/176) و"مصنف" ابن أبي شيبة (14/574) وابن أبي حاتم 12/81، 221) والحاكم (2/345، 3/90) والطبراني في "الكبير" (9/185) وابن كثير في "التفسير" (4/306).

فكلما ازداد المؤمن إيماناً ازداد تفرساً.. فلهذا لاعجب إن كان الصحابة رضي الله عنهم أكثر فِراسة من غيرهم.. وأفضل تفرس عرفه التاريخ الإسلامي فراسة أبي بكر رضي الله عنه في عمر رضي الله عنه حين أصرّ على استخلاف عمر رضي الله عنه فكان من ذلك خير كثير للمسلمين وغير المسلمين .

ومعظم تعلق الفراسة بالعين.. فإنها مرآة القلب..وعنوان ما فيه.. ثم باللسان..فإنه رسوله وترجمانه.
وكان إياس بن معاوية من أعظم الناس فراسة.. وله الوقائع المشهورة..وكذلك الشافعي ـ رحمه الله ـ وقيل: إن له فيها تآليف.( انظر : مدارج السالكين ، لابن الجوزي )