للعيد في الحديدة أكثر من صورة للفقر والحرمان .. وللفرح ذكرى عابرة

14/12/2008

ارتفاع الأسعار والفقر تسرق أفراح الناس

للعيد في الحديدة أكثر من صورة للفقر والحرمان .. وللفرح ذكرى عابرة

خاص / ريف نيوز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تؤرقك مشاهد الألم الطافحة في أسواق الحديدة .. حيث للفقر أكثر من صورة تصدم الزائرين لأسواقها في الساعات الأخيرة التي تسبق العيد .. في اللحظات الأخيرة التي تسبق العيد .. ثمة أشياء كثيرة تختزل فواجع ومواجع الناس هنا في مدينة أزلية الفرح والبساطة ليقبض علي أنفاسها تغيرات تبعث على الحزن والأسى .. أواه كم كنت أتمنى أن ابقي حبيس جدران البيت التي تسكنني ولا تكتحل عيناي بمشاهد الساعات الأخيرة التي تسبق العيد.. يتكوم الألم .. يختلط مع فرحة تتسرب من بين أنامل الطفولة يسرقها فقر موحش يبعث على الخوف والتقزز والبكاء ..
رجولة هدها الفقر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أي خراب يتكوم هنا .. حدقت في أعين مشفقة وأيادي مرتعشة ضلت طريقها الى أرصفة التسول قبل ان تعثر على شيء .. أطفال ونساء وفتيات شباب وعجزة ورجال انكسروا في سقف رجولة أدلها الفقر.. تختلط الأشياء مع بعضها .. تتماهى الصور .. صور الباعة المخذولين .. والزبائن المنكسرين تحت خط الفقر.. يغمرك احساس دامي لأطفال ليس لهم من العيد سوى أحضان أمهات يفترشن قطع الكرتون تتفتح أحداقهم على التشرد والتسول هناك على امتداد شارع صنعاء والعلفي وجمال والشوارع الخلفية والأمامية للمطراق وباب مشرف السوق الذي تتغير سماته رغم احتفاضة بروعة المكان التاريخي الذي خلفه العثمانيون الذين تركوا لليمنيين أكثر من باب يفرون إليها بينما اليوم غدت بوابة للفرار من هاجرة وطن أفسده الحكام بالإهمال والحرمان .. وأطفأ أفراحه حفنة من الناهابة الجدد .. تقف سعده مع طفلها صوت أنثوي مبحوح .. صوت بكاء مر .. حشرجة ونبرة لم تكتمل وزعيق طفل في الرابعة يفرك عينيه ويقف شبه عاري .. أين دار الرعاية الذي يحفظ كرامة هؤلاء ؟ قلتها في نفسي بينما سعدية مشغولة بوضع قطع الكرتون للتدفئة طفلها الذي لا يكف عن البكاء .. هاأنا أبتلع مرارات العالم في حلقي المترع بمشاهد تنز عن البكاء أغالب فرحة الناس بالعيد .. كل شيء له رائحة هنا رائحة البخور والعطور والتمور والبهارات والحلوى تندغم مع رائحة الفاقة والفقر والحرمان ، كل شيء يفضي بك الى ان تتعود بالصبر .. أبتلع صراخي وأسئلتي كصحفي يبدوا موحشا رغم أن اسدال الليل تساعده في إخفاء فداحة الصورة البائسة التي تكتنف هذا السوق الذي أجدني فيه غارقا أبحث عن الصورة التي أرى فيها البلاد السعيدة ..
الغلاء سرق أفراح الناس

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثمة تفاصيل تختبئ في أحشاء هذه الأسواق المترعة بكل شيء ببذخ الحلوى التي اصطفت الوانها المزركشة وظل الناس الطريق اليها .. بحسب محمد الخولاني بائع الحلوى، المواطنين جوعى يبحثون عن الخبز المبيعات قليلة بشكل كبير وخاصة هذا العام وهذا العيد في هذه الأسواق .. تأوهات مكبوته بالموت ألوذ بالصمت لأداري نزق أسئلتي كصحفي يحاول عبثا التحدث للجميع لمن يقدرون على شراء السلع وومن يشترون بمجرد النظر وممن يختنقون بأسعارها الغالية فيفرغون ضبحهم في محيط مشهد السوق الذي تختلط فيه الأصوات والتي هي أشبح بأنشوطة للنشيج .. الباعة المتجولون .. والمتسولون .. وأستديهات التسجيل .. الجميع يستخدم مكبرات الصوت ولا تدري لمن تستمع لصوت بائع اللعب الصينية " فرح ولدك " أم لطفل في حظن أم تتسول المارة بحق " عرفة والبيت الحرام يرحموا طفلها المعاق " .. تخمد روحك المتعبة .. وجسدك المنهك وانت ترقب هذه الليلة المرتجفة من البرد والفقر .. تتداخل الأصوات لدرجة بالغة القرف ثمة صوت يحشرج في الشارع الخلفي لشارع العلفي صوت دافق بالقرآن لأعمى يمد يده العارية ولسانه رطبة بآيات الله .. كل ما من حولك يشكوا الباعة والمشترون .. على غير العادة منذ 10 أعوام يسمح المرور للسيارات بالسير نحو سوق باب مشرف والمطراق الذي كان يمنع السائقون من التوجه اليه بمركباتهم .. لكن الفقر سبق رجال المرور هو الآخر ورشد من حضور الناس الكثيف في مثل هذه الأيام التي تسبق العيد .. سألت أحد الباعة قال الناس لا يملكون نقود كافية لشراء ما يريدون الفقر والغلاء ابتلع عليهم كل مدخراتهم وعيد رمضان تسترنا صدقة بيت هايل سعيد فيخرج الناس يشترون الملابس وعلى رأسهم الفقراء بحسب فؤاد الوصابي .. لكن كما ترى ليس في السوق الا الميسورين وممن هم قادرون على الشراء ملابس لأطفالهم .. أما بائع الملابس الجاهزة خالد الريمي ..فيقول الملابس غالية والمشتري غير موجود لدى اشترينا كمية قليلة جدا أقل من 40 % عن العام الماضي ، وانت ترى بعينك حالة الناس ؟ تغتالني رائحة الألم التي أشهد صورها المفزعة طفل يبيعك شيئ تافه يمد يدك مغسولة بالفقر ويرفع اليك عينا بريئة مكدودة بالحاجة الى ان يمارس فقط فرحته بالعيد اشتري مني هذه الفناطيس أو أدي لي خمسين ريال الله يحفظ لك ولدك قالها ابن التاسعة بلهجة طفولية وارفة بالأسى البريء .. في التاسعة ويبدوا انه انكسر على رصيف الفاقة للتو ..
وطن حوله المفسدون الى مقبرة
تمر الى حيث لا تجد شيئا سوى الخذلان شابا يتعرض للضرب فقط لأنه سرق شميز أو هكذا قالوا الشاب النحيل الذي أراد ان يكسي عريه حيث وملابسه الرثة تشي بذلك انهال الناس عليه لطما وضربا وهو يستحلفهم بأنه قادم من حرض مرحل من السعودية .. غادرة الشاب الأسمر ذو الطمر تين وانأ أتساءل ما ذا لو يرى هذا الشعب من يسرقون ثروته ومدخراته ماذ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ا لو تتحول كل تلك الثروة الى شيء بيد الناس وهم يرون سرق من من نوع آخر يسرقون من حياتنا كل شيئ ويستأثر بكل شيء ماذا لو انهالت كل تلك الإهانات والمذلات في وجوه السرق الكبار في البلاد لرما كفوا عم ممارسة سرقتهم الراقية سرقة الشريف وسرقة الضعيف متباينة ومفارقة مجتمعية عززتها حكومة لا تعترف بالسرق الا من هم في سجون البحث الجنائي على ذمة قضايا بسيطة بينما لم نجد خجلا من الاعتراف لها من الصحافة والساسة ورجال الفكر ونخبة من يقاربها في أذهان المجتمع لا يرى فيه الناس سوى من يسيرقون لكي يقتاتون بينما من يسرقون لكي يكدسونها في أرصدة الداخل والخارج .. في الصورة الماثلة كهل اتخذ من الرصيف مأوى ممدد عاري من كل شيئ ما عدا شيب في الرأس أنهكه الترحال فختزل الوطن برمته في بقعة من رصيف صار بالنسبة له وطن .. حتى قدماه لفضها الرصيف فحملها بيد مرتعشة .. أي بلاد طاردة لأبنائها هذه التي حولها الفاسدون الى مقبرة ..أيها الصوت ذوا القناع المخيف ابتعد فلم يعد لي جو ذو نسيم ينتابني فقد جرفه الشلال في دنياي .. الفرح يختنق في حلوق صبية هدهم الفقر وأضناهم العجز ودلق بهم الى حيث للحزن ألف قصيدة ، تصادر كل ما هو جميل وسامق لنصرخ مع شاعر تركي يقول لنا أن الأيام السعيدة لم تولد بعد .. أختبئ في إيهاب الليل أتوارى وأنا في أمكنة خذلها الفرح .. تحتضر روحي كي أبتعد .. شيئ يجذبني وشيئ يتركني وبين لمسات الحرف تتماثل أمامي لحظات مصفره كئيبة كغروب بلدة تمتلئ بالمرض امتصت أحاسيسي المتدفقة نحو فرح يتم سرقته بعناية فائقة وجميع من السفينة يضحكون .. غادرت هذه الأسواق بعد شعور مخيف فقداني لمهنتي الصحفية وتحولي الى ما يشبه جمعية خيرية فقيره أو شاعر ينتحر بالقصيدة .. ويذوي صوته مع المتنبي " بأي حال عدت يا عيد " ..
سياح يشكون المتسولين وقلة الفنادق
وفي أيام العيد شهدت محافظة الحديدة ومنذ اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك تدفق عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف المحافظات اليمنية .. وبحسب مصادر في مكتب السياحة بمحافظة الحديدة ، ان انتعاش السياحة الداخلية من المحافظات اليمنية الى محافظة الحديدة تأتي في الأجواء المناخية والمناظر الطبيعية التي تعيشها الحديدة في فصل الشتاء وتعدد شواطئها الجميلة المنتشرة على امتداد مدينة الحديدة والمديريات الساحلية الأخرى الواقعة الى الشمال والغرب والجنوب من مدينة الحديدة إضافة الى انتشار الأودية الزؤراعية في شمال وشرق وجنوب المدينة وخاصة أو دية سهام وسردود وزبيد وملحقة معها بمئات المزارع الخضراء ومحمية برع التي تمثل عامل جدذب سياحي كبير ، وفي إحصائية لمكتب السياحة فإن عدد الزوار المحليين بلغ حتى ثالث أيام العيد 260 زائرا من أرجاء الوطن ومن دول صديقة وشقيقة وخاصة المملكة العربية السعودية ، وقالت زائرون قدموا من محافظتي صنعاء وذمار والمحويت وحضرموت وشبوة أن الفنادق هذا العام أرتفعت أسعارها بشكل كبير عن العام الماضي مضيفين ان مدينة الحديدة بحاجة الى فنادق كبيرة نظرا الى إزدحام الزائرين لها وخاصة في فصل الشتاء والربيع .. ويضيف جمال وعبد الرحمن الحيمي أن ما يقلق وينغص على السواح هو تواجد المتسولين بشكل كبير ومقرف الذين تواجدوا حتى في المديريات الثانوية مثل زبيد وللأسف فإن شاهدنا سياح أجانب يحيط بهم أطفال متسولين في بعض الأماكن .. كما شهدت المتنزهات والشواطئ تواجد كبير وازدحام في عدد الزائرين وخاصة في الصباح والمساء أثناء قيام بعض الزائرين بالسياحة والتنزه .. أما حاج عبد الله ، وراسم زفران فيقولان ان الحديدة بحاجة الى متنزهات كبيرة لمثل هذه المواسم ، وأن على المسؤلين أن يقوموا بإيواء المتسولين في دار الرعاية لأنهم يشوهون المدينة .. ويضيفا انهم استمتعا بجو معتدل في المدينة وفي الخوخة التي زارها الا أن المحافظة بحاجة إلى اهتمام وخاصة في جانب السياحة إكتضت بهم الفنادق في مدينة الحديدة والمصايف القريبة في الخوخة وزبيد والمديريات الساحلية الأخرى .. وفي إطار تدفق السياح الأجانب الى اليمن عبر محافظة الحديدة الساحلية وصلت الى ميناء الحديدة أمس الأول باخرة بنمية وعلى متنها 383 سائح من مختلف الجنسيات في العالم والتي غالبا ما تأتي في مثل هذه الأيام .. ..في الحديدة تختلط الأشياء وتندغم بشكل درامي .. شواطئ واسعة وجمال طبيعي ومتنزهات طبيعية مسكونة بالفاقة والفقر والإهمال .

لا حول ولا قوة الا بالله

مناظر مؤلمة

اشكرك اخي الكريم

مشكور اخي مطيع