منقوووووووووووووول
رؤية اليمن بين حبشوش وهاليفي
تصدير
بقلم الأستاذ يحيى علي الارياني
حبشوش- وهاليفي
مصداقية البساطة- وخيبة العلمنة المتعالية
فقال أعلم أن عند يهود البوادي شرع ومراغه خلاف ما عند يهود المدن, وهو أن حين يسيروا يهود البوادي يخطبوا البنت يأخذوا معاهم كبش لليلة الخطبة حق العشا, وبعد ما يتعشوا يفتحوا الباب حق الزواجه يتشارطوا كلين على مراغة قريته في خوض الفلوس والثياب الذي يعطي المتزوج للوليده, وأكثر الناس الذي في هذه المحلات يشرطوا(1) خرق (66) للحريوه وهن لباس وعنتري ومقرمه وفلوس كلين على قدره, وصونه لام الحريوه يشترطوا كم يجوا رجال مع الحريو للملكه وهو عقد النكاح, فإن كانوا عشرة الذي مع الحريو فساروا مع الحريوه عشرين كم ماجوا رجال مع الحريو ساروا مع الحريوه مثنى, وساعة ما يصلوا بالحريو فيلتقفوهم ويرحبوا بهم ويسلموا عليهم, ثم يعطوهم دهن سمن او سليط ويقبل صاحب البيت يدهن ارجلهم من فوق الركبة الى قاعة الرجل الواحد بعد الواحد الى ان يكملهم ثم يعطيهم المكحلة ليكتحلوا بالكحل الاصبهاني, ثم يعطوهم القهوة والتتن. ثم يقربوا لهم العونه اما عصيد وسمن او خبز وسمن كفاتهم من زيادة. واذا سهي او نسي احد من الدهن صارت عليه حجة فيتحاكموا في الخطا عند شيخ المحل فيوجبوا على المخطي رضا لغريمه ثور او كبش يذبحه للمخطي عليه ولأصحابه. وهكذا على كل خطأ يقع بينهم من دهن او كحل او نوب او حتى القهوة اذا قل فيها القشر فيتحاكموا على الخطأ ويسلم المخطي رضا للآخر كل خطأ على قدره كبش او كبشين او ثلاثة او اربعة. واذا أحد اخطأ على صاحبه بالكلام مثل شتم او غيره فكل كلمة لها قيمة ثور او ثورين او كبش. وقد يجعلوا بدل الثور كبشين وان هد او مد (67) يده على صاحبه مثل ان لطمه فقيمة الملطام ثور وريال واحد وان ثنا الملطام او ثلثه او زيد فلا للمضروب إلا كبش واحد. وان تقاضوا بالضرب فيثمنوا الضرب وعند الزايد سلم للآخر. وان كان سوا اللعنة والضربة بالضربة ولم يزيد احدهم على الآخر فيعطون الاثنين المتضاربين او المتشاتمين رضا للساحة اعني لأهل المحل, وكل شيء على قدر الخطأ. وفي جلوس أهل الحراوه فحال ما يصلوا كل واحد يجلس في مربض واحد لا يتغير ابداً طول ما هو جالس ضيف. وان احد دخل جلس في مربضه فذلك خطأ ويدي الشرع. وفي حال جلوسهم الغنا والنشيد الضيوف اقدم من الغير فيغنوا دول واحد بعد واحد ولا لأحد اعتراض لصاحب الدول في تذكير او لحن او غيره. وإن أحد اعترض فيحمل الصايبه وهو الرضا ثور او كبش. وبعد ما يملكوا يتعشوا ويسمروا على الطبل والرقص. ثم يحضروا اداة الحريوه ويختاروا اربعة عدول عدلين من طرق أهل الحريوه وعدلين من طرف أهل الحريو ليثمنوا الاداه فيثمنوا المكحلة ولو هي من شُبابه اعني من الحلال بثُمن ريال, والميل ولو هو من خشب بثمن ريال, المشط الذي تمشط به شعر رأسها بثمن ريال, وكل شيء يثمنوه بثنا عن قيمته, وإذا شيء فضة طيبة (68) او مغشوشة الوقية بريال, الخرز الذي في رقبتها كيف ما يكونين كانين كل ماه برايل حتى الأذان ولو كانين سلوس من حديد بقيمة غالية وهو بربع ريال او نصف ريال, فيجملوا الفلوس ويسقطوا من الجملة ريال ونصف ويسما غلفة الحريو اعني كسوته. وهذا الريال والنصف مستسن في جميع قطر اليمن يسقطوه من الجملة, فيكتبوا سند ديانه على الحريو للحريوه في ما حصل لها من ما ادخلت الى عند زوجها. ثم يسيروا بالحريوه الى الحريو ممشقرين, ففي حال ما يصلوا الجميع أهل الحريوه والحريو فيرحبوا بهم من زايد ويذبحوا لهم باب البيت ثور او كبش. هذا حق الرحاب فيدخلوا بالطبل او الدف والغناء فكلين يقعد في مربضه. والتدهين والتكحيل والدهن عاده وسنه ان كل ضيف يصل بيت مضيفه فتقدم حرمه من حريم ذلك البيت فتدهنه وتمرخه من فوق الركبة الى قاعة قدمه. والقهوة والتتن والعصيد او الخبز والسمن حسب السنة. وفي العون الثانية يأكلوا لحوح ومرق او عصيد ومرق. واما اللحم ففي آخر العونه يستقيم واحد ويقسم لكل احد الى يده ويسما نوب. فإن نقص نوب احدهم او سها المنوب او نسي فهذا خطأ, ويحتكموا بعد العونه ويسلم المنوب رضا للمنسي نصف كبش او كبش. وفي حال سمرتهم في الليل على المرواس والغنا (69) كل احد من الضيوف يرفد الحريو بكم ما رغب من الفلوس او الحنطة او ما اراد ان يرفد به وهذا حق لازم على من جاء يسمر ولو من القبايل وكذا اليهود عند القبايل. قال المصنف وهكذا المعاملة جارية بينهم الى هذا التاريخ, وكم أصف لك من الخطأ والعدال والصايبه في شرع القبيلة وحكم الطاغوت.
