حكايات شعبية ايطالية حكايات إيتالو كالفينو

منقووووووووووووووول

حكايات شعبية ايطالية

حكايات إيتالو كالفينو

ترجمة: نجلاء والي

كولا السمكة

يحكى انه في مسينا كانت هناك أم تعيش مع أبنها, وكان أبنها الذي يدعى "كولا", يسبح في البحر طوال النهار, وكانت الأم تنادي أبنها من الشاطئ:

كولا! كولا! تعال الى الشاطئ! ماذا تفعل عندك؟ أتظن نفسك سمكة لتظل في البحر طوال اليوم؟

وكان كولا يواصل السباحة مبتعداً عن أمه, حتى تقلصت أمعاء المسكينة من كثرة الصراخ والنداء.

وذا يوم نادت عليه كثيراً لدرجة أنها لعنته قائلة:

عسى أن تصبح سمكة!

ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة في ذلك اليوم فتحققت لعنتها, وفي لحظة أصبح كولا نصف سمكة ونصف إنسان, وقد التصقت أصابعه ببعضها البعض مثل البطة, وأصبحت رقبته مثل رقبة الضفدع.

وهكذا لم يعد كولا الى الشاطئ أبداً, وبقى في البحر, وحزنت الأم كثيراً لذلك, وبعدها بقليل توفيت.

وصل خبر أن في بحر مسينا كائناً نصفه سمكة ونصفه إنسان الى مسامع الملك, فأمر الملك كل البحارة أن يخبروا كولا عندما يرونه برغبة الملك في التحدث معه.

وذات يوم خرج بحار بمركبه بعيداً عن الشاطئ ورأى كولا فقال له:

كولا! ملك مسينا يود التحدث معك.

سبح كولا فوراً الى قصر الملك, وعندما رآه الملك انفرجت أساريره وقابله بترحاب قائلاً:

كولا, أنت سباح ماهر, اسبح حول جزيرة صقلية واخبرني أين توجد المناطق الاكثر عمقاً في البحر وماذا يوجد بها!

أطاع كولا أمر الملك وأخذ يسبح حول صقلية, عاد بعد مدة وجيزة وحكى للملك أنه شاهد في قاع البحر جبالاً وأودية وكهوفاً وأسماكاً من كل نوع, ولكنه شعر بالخوف عندما مر بالفنار لأن لم ينجح في رؤية قاع البحر هناك.

سأل الملك:

إذن فوق أي ارض شيدت مسينا, يجب أن تنزل الى أسفل لترى ما يوجد تحت المدينة وعلى أي شيء تستند!

غطس كولا في البحر وبقى تحت المياه يوماً كاملاً ثم عاد الى السطح وقال للملك:

شيدت مسينا فوق صخرة, والصخرة تستند الى ثلاثة أعمدة, عامود صحيح, عامود متهدم, وعامود مكسور.

آه مسينا, مسينا

يوم وآخر ستصبحين مسكينة

دهش الملك جداً عند سماع ذلك واراد أن يذهب كولا السمكة الى نابولي ليتفقد قاع البراكين هناك, غطس كولا في المياه وعندما عاد حكى للملك أنه وجد أولاً مياها باردة ثم مياهاً ساخنة, وفي بعض المناطق وجد أيضاً عيوناً للمياه العذبة.

لم يصدق الملك روايته, فعاد كولا ومعه زجاجتين ملأ احداهما بالمياه الساخنة والاخرى بالمياه العذبة.

ولكن مسألة أن البحر عند منطقة رأس الفنار لا قاع له, كانت تؤرق الملك بشدة.

عاد الملك بكولا الى مسينا وقال له:

كولا, يجب أن تخبرني بعمق البحر تقريباً هنا في منطقة الفنار!

نزل كولا الى قاع البحر وبقى يومين, وعندما عاد قال إنه لم يستطع رؤية القاع لأنه وجد عاموداً من الدخان يخرج من اسفل الصخرة ويعكر المياه.

والملك الذي لم يعد يستطيع السيطرة على فضوله قال:

الق بنفسك من قمة برج الفنار.

كان البرج على طرف رأس الفنار, وكالعادة في الزمن القديم كان يوجد أحد من الحراس يراقب التيار, وعندما يشتد كان ينفخ في البوق ويرفع علماً لتحذير السفن كي تبحر مبتعدة عن منطقة الفنار.

ألقى كولا بنفسه من قمة البرج وغطس في البحر.. انتظره الملك لمدة يوم.. يومين.. وثلاثة ولم يعد كولا.

وأخيراً, عندما عاد كان شاحب اللون كالميت.

سأله الملك:

ماذا بك يا كولا؟

قال:

لقد مت من الرعب, فقد رأيت سمكة يتسع فمها لسفينة بأكملها, وكي أهرب منها, أختبأت خلف عامود من الثلاثة أعمدة التي تحمل مدينة مسينا.

استمع الملك الى حديث كولا فاغراً فمه, إلا ان الرغبة الملحة في معرفة عمق البحر في منطقة الفنار لم تفارقه. عاد وطلب من كولا النزول الى البحر ولكنه أجابه:

لا لن أغطس مرة أخرى, أنا أشعر بالخوف.

وعندما فشل الملك في إقناع كولا بالغطس مرة أخرى, خلع التاج المرصع بالأحجار الكريمة التي تبهر الأبصار وألقى به في البحر وقال:

اذهب يا كولا واحضر التاج!

كولا:

ماذا فعلت يا مولاي؟ إنه تاج المملكة!

قال الملك:

إنه تاج لا مثيل له في الدنيا, ويجب أن تحضره!

قال كولا:

حسناً يا مولاي سأنزل, وإن كان قلبي يحدثني بأنني لن أعود الى الشاطئ مرة أخرى! أعطني حفنة من العدس, إن نجوت سأعود بنفسي, أما إذا رأيتم العدس طافياً فهو دليل على أنني لقيت حتفي.

أعطوا كولا حفنة العدس ونزل الى الماء.

انتظروا كولا كثيراً, وبعد أيام طويلة طهر العدس طافياً فوق مياه البحر.

ومازالوا ينتظرون عودة كولا في صقلية.

(باليرمو)

مشكووووووووووور
استاذ مبارك الفقيه
على المرووووووووور
تحياتي وخالص شكري
فضل النويهي

» عروض مميزة من شركة برنرتك لاجهزة المطابخ البلت ان ( ماركات المانية و فرنسية و ايطالية و انجليزية و تركية )
» مهاجل شعبية
» اكلات شعبية يمنية
» عاجل : المقال الاكثر شعبية + 21
» ورطة عاشق (شعبية من تأليفي)