شبكة الطيف - بقلم : أبو وضاح الحميري
سبق لي ان كتبت في وقت سابق تحت عنوان (رسالة إلى ابناء الشمال ) طالبت فيها سرعة التحرك لانقاذ اليمن قبل ضياعه
من خلال اسقاط هذا النظام الذي يسير باليمن الى الجحيم ،ونشر في العديد من المواقع الاخبارية 0
اما رسالتي اليوم هذه تتناول موضوع في غاية الخطورة وهو محاولات نظام صنعاء لتحويل الصراع معه الى صراع بين المواطن
الشمالي والمواطن الجنوبي وبين الشعبين تحت مايطلق عليه بثقافة الحقد والكراهية التي يغذيها ويفتعلها لتحريض الشارع الشمالي
عن طريق تلك الاعمال الاجرامية التي تطال بعض المواطنين الشمالين ومحلاتهم التجارية والتي تجد مع الاسف انسياق ورائها بدون
وعي ودون التفكر والبحث عن المستفيد من ورائها متناسين اننا كنا نظامين متصارعين ولم تكن من مثل هذه الممارسات والثقافة ولذلك
دعونا اولا نقف امام هذه الحقايق التالية :
اولا: إن الوحدة اليمنية كاهدف ناضل من أجلها اليمنيين شمالاً وجنوباً و قدموا من أجلها التضحيات لم تكن خطأ أو عيب بحد ذاتها
أو هي السبب في فشل ذلك الحلم الجمبل وتحويله الى كابوس وكارثة لدى الجنوبيين ,فلو سارت الوحدة كما كان يحلم بها الحنوبيين
لما وجدت اليوم من يخرج معارضاً لها او ليتظاهر ضدها اذا كان الكل ينعم بالامن والخير في مجتمع يسوده العدل والمساواة 0
إن نظام صنعاء هو المسؤل الاول والاخير عن إقتيال هذا الحلم في مهده وهو الذي أوصل شعب الجنوب بممارساته القمعية الى تشوية
الوحدة في عقولهم والى تحويل حبهم للوحدة الى كراهية ، فالذي يقتل الابرياء ويقصف المدن والقرى باسم الوحدة قد قدم للجنوبين
من خلال ممارسات القمع والقتل والتنكيل والسطو والنهب وانتهاك كرامة الجنوبيين وحرياتهم أبشع صورة للوحدة 0
لقد مارس نظام صنعاء منذو اليوم الاول ممارسات انفصالية من خلال تنصلة عن اتفاقيات الوحدة واقتيال كوادر الحزب ودولة الجنوب
وحوّل مشروع الوحدة الى مشروع أسري والجنوب الى غنيمة حرب أرضاً وإنساناً 00
ثانيا: قدم الجنوبيين للوحدة مالم يقدمه لا الشعب الشمالي ولا حكومة صنعاء لقد قدم الجنوبيين دولة بكل موسساتها وامكانياتها من
مؤسسات ومرافق ومزارع ومصانع واراضي بالهكتارات تملكها الدولة بينما لاتمتلك سلطة صنعاء حتى مرافق عملها المستاجرة من
التجار والملاك0
لقد تنازل الجنوببون عن العاصمة عدن وقبلوا بالعاصمة صنعاء وتنازلوا عن الرئاسة وقبلوا برئيس من الشمال حباً بالوحدة ودليل عن صدقهم
وتمسكهم بالوحدةن إلا إنه مع الاسف صدموا الجنوبيون عندما اكتشفوا إنهم قد أستدرجوا الى فخ وعاشوا في كذبة كبيرة أسمها الوحدة
التي لم يلاقوا منها الى الذل والمهانة والقتل والسجون والمطاردات ويرون بأم أعينهم أراضيهم وثرواتهم الجنوبية تنهب وهم محرومين
منها واصبحوا في وطنهم قرباء 0
ثالثا: لقد كنا في الماضي دولتين ونظامين متصارعين دخلا في حروب عديدة لكننا كنا شعب واحداً وكانت علاقاتنا وتواصلنا أفضل
وأكثر من اليوم بكثير ولم تكن هذه النظرة ولا هذه التعبئة الخاطئة موجودة وسجل ابناء الشمال والجنوب مواقف اخوية مشتركة في كثير من
المحافل الدولية وفي المهجر وعاشوا معاً أخوة لايعرفون هذا التشرذم ونظرة العداء والتفرقة الافي ظل دولة الوحدة وبفضل هذه السياسة
الحكيمة لنظام صنعاء التي يطلق عليها ثقافة الحقد والكراهية 00
رابعاً : إن العلاقات بين الشعبين الشمالي والجنوبي هي علاقات تاريخية أمليها علينا ديننا وطبيعة الارض والجغرافيا والمصالح
المشتركة والعلاقات الاخوية والاسرية والتي لايمكن أن يتنكر لها أحداً لقد تزاوج واختلط الشعبيين فنزح الكثير الى عدن وعاش واستقر
فيها وعاش واستقر العديد من الجنوبيين في تعز وصنعاء والحديده الخ 0000 وشكل كل بلد ملجاء وسند لثورتي سبتمبر وأكتوبر وللملاحقين والمعارضين السياسين في هذا البلد او ذاك 00
الخــلاصـــة
إن مصدر أي صراعات هي الانظمة التي تشن الحروب بقصد التوسع والسيطرة والاستيلاء على الثروات وهي وحدها المسؤلة عن
كل ويلات الحروب ومئاسيها ولذلك فان قضية أبناء الجنوب هي مع نظام صنعاء القمعي الذي أستباح الارض والعرض ، وعانا ولازال
يعاني شعبنا من بطشه ونهبه لثروات واراضي الجنوب وقمع وتنكيل وقهر هذا الشعب المسالم وهو المسؤل وحده عن كل تلك الدماء
التي تسيل يومياً وعن الزج بالالاف الجنوبيين بالسجون ومطاردتهم وترويع المواطنين وقصف ومحاصرة وتجويع القرى بقصد تركيع
وإذلال هذا الشعب الذي يناضل من أجل حريته 0
إننا في الوقت الذي نقدر تعاطف ومؤازرت أبناء الشمال لاخوانهم الجنوبيين من كتاب وصحفيين وأحزاب وشخصيات اجتماعية ورموز
قبلية وعلماء الدين أكان من خلال الصحافة أو من خلال الاعتصامات والمظاهرات المساندة لاخوانهم الجنوبيين ومايتعرضون له من قمع
وظلم ،فإننا ندعوهم للعمل سوية من أجل الخلاص من هذا النظام الفاسد الذين يعانون منه قبلنا واكتوا بناره طويلاً، وحوّل اليمن الى بؤرة
للصراعات والحروب ومصدر غلق وإزعاج للجيران والعالم من خلال إحتضانه وتمويله للارهاب وتجارة المخدرات والسلاح والاطفال
والقرصنة وحوّل اليمن السعيد يمن الايمان والحكمة الى أتعس بلد تضرب به الامثال السيئة .
....................
وعلية فانه يتطلب من كل الشرفاء و الأحرار في الجنوب والشمال على السوى التنبيه واخذ الحيطة والحذر في عدم الانسياق والانجرار ورأى مخططات نظام صنعاء الرامية الى تحويل الصراع بين الشعبيين من خلال ما يروج له بثقافة الحقد و الكراهية التي يمولها ويغذيها من خلال أقدامه على تلك الأعمال الرامية لقتل واستهداف ابناء الشمال و إلصاقها بالحراك الجنوبي وأبناء الجنوب للزج بالشعبيين في صراع وحروب اهليه لا يستفيد منها إلا نظام صنعاء الذي يعيش على دماء وماسي و أنات الشعب اليمني .