سقوط ليلة الخميس

بعدَ أن كانت ليلةُ الخميسِ من أجملِ الليالي التي يترقبها سُكّانُ الغربِ!ويتسارعون إليها بلهفٍ وصفاءَ نيّةٍ لمايسودها من الوقارِ والكلمةِ الطيبةِ والصُحبةِ الخيّرةِ.
أمست تلكَ الليلةُ الجميلةُ بغمضةِ عينٍ من أبشعِ
الليالي التي تمرُ عليهم لما "خالطَ" تلك الليلةِ من الخِسّةِ والنجاسةِ القادمةِ
من سُكّانِ الشرقِ! تلقاءَ مَبَارِكَ الإبلِ ومأوى الشياطين!
فبعدَ أن كانت تلكَ الليلةُ تحُفُّهَا البساطةُ في الملبسِ والمأكلِ والمشربِ.
أصبحت إحدى ليالي البذخِ والتكلّفِ في المظهرِ والمخبرِ!
وبعدَ أن كانت روحُ الدعابةِ والضحكاتِ البريئةِ تُزيّنُ أحاديثَ تلكَ الليلةُ.
أصبحت المجاملات والضحكاتُ الصفراءُ ظاهرها فيهِ الرحمةُ وباطنها عذابُ الحقدِ الذي يتلظّى في صدورهم .
وبعدَ أن كان الجمعُ يجتمعون في فناءِ الدارِ.
أصبحوا يتجمهرون في الشوارع ليس لضيقِ الدارِ بهم ولا لأن نفوسهم قد ضاقت بهم! بل لرؤيته ماذا يركبُ خريجوُ السُجونِ! ومدمنوُ الحرامِ!وآكلوُ الرِّبا! وجاحدوُ الحقِ! وناهبوُ الأموالِ!

وبعدَ أن كانت تلكَ الليلةُ ترسيخاً لمبدأ كرامةِ النفسِ والعزّةِ والإباءِ والرجولةِ.
أصبحت مرتعاً خصباً للابتذالِ والخضوعِ والطاعةِ العمياءِ والانقيادِ المُذِلِ .
وبعدَ أن كانت رائحةُ العودِ والطّيبِ تعبقُ بالمكانِ.
أصبحت رائحةُ الخمورِ التي تنبعثُ من أفواههم الكريهةِ تعجُّ بالمكان.
فانقلبت مبادئُ ليلةِ الخميسِ من الحُسنِ والتواضعِ إلى القُبحِ والتَجبّرِ .وضربت عليهم الغطرسةُ القادمةُ من الشرقِ أطنابها!
ولم يعِ ويعتبر أولئك ماذا حلَّ بسُكّانِ الجنوبِ الذين سلّموا إرادتهم! وآرائهم! وعقولهم! وأموالهم! لسُكَّانِ الشرقِ الذين بادلوهم بالجحودِ والنكرانِ والغطرسةِ ومارسوا عليهم عبوديةً لا تليقُ أبداً بالرقيقِ فكيفَ تليقُ إذن بعليّةِ القومِ ؟!
فالمبدأ الخبيث الذي سلّطهُ فرعونُ على قومهِ وهو مبدأ التبعيّةِ الفكريّةِ
" ما أريكم الا ما أرىَ وما أهديكم الا سبيلَ الرشادِ "
هو ذلك المبدأ الخبيثِ الذي يمارسهُ أولئكَ " الشرقيينَ! " على من يجالسهم ويصاحبهم ليس لِعُلِّوا قدرهم ولا لِشرفِ نسبهم بل لأن فتنةِ المالِ التي ذلَّ بها العزيزِ وعزَّ بها الوضيعِ قد جعلتهم أعزاءَ من بعدِ ذِلّةٍ.
وهاهم يسومون الأعزاءَ سوءَ العذابِ وهو العذابُ الذي قد طالَ كبرائهم وسيخلّفونهُ رغماً عنهم لأجيالهم اللّاحقة لأنهم رضوا به وارتضوه لأجيالهم الأ إذا أخرج الله من أصلابهم رجالاً تحطّم "أصنامُ الشرقِ"!وجواثيمُ المجالسِ!
فما يطمع إليهِ سُكّانُ الشرقِ اليوم بعد أن وَصَدَ الشرفاءِ الأبوابَ في وجوههم وبعدَ أن لفظتهم و" تقيئتهم " مجالس بنو عمومتهم.!
هو التوسّعُ لمدِ نفوذهم ومبدأهم من خلال زرعِ الجواسيسِ "والأذنابِ" الذين باعوا ضمائرهم بثمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودةٍ كي يوافونهم بما يدورُ في تلكَ المجالسِ ويحاولونَ تلميعَ صورةَ مُعزبوهم وسادتهم وأولياء نعمتهم!..

حقّاً لقد تَعِسَ عبدُ الدرهمِ! وعبدُ الريالِ! وعبدُ المُعزِّّبِ! وعبدُ الخمرِ! وعبدُ المتغطرسِ!.
تَعِسُوا وأنتكسوا رُوّادُ المراقصِ! شاربوا البُطولِ ومدمنوا الكحولِ!
تَعِسَ الذين يحاولون أن يجعلوا ليالينا إحدى الليالي الحمراء! التي تُقرعُ بها الكؤوس! وتتمايلُ طرباً بها الأكتافُ والأرداف! ويبدأ النتقيط على صخبِ ألحانِ الدانة!.

يا سادة .. لقد سقطت ليلةَ الخميسِ بأسبابٍ قد ارتضيناها بأنفسنا

فحتى لا تسقطَ لياليكم اجعلوا مبدأكم دائما
الأبواب مؤصدةٌ ... مؤصدةٌ ... مؤصدةٌ

في وجوهِ زُمرةُ الغطرسةِ وأذنابهمُ المرتزقةِ ...

يا سادة .. تذّكروا.. أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم.

----------
أشكرك
وبارك الله فيك
----------

بارك الله فيك وأحسن إليك..

رااااااااااااااااااائع يا أبو محمد

وننتظر المزيد