بمليار ونصف المليار وصبر خمس سنوات، دخلت إمارة دبي موسوعة جينس للأرقام القياسية، بعدما رفعت أعلى برج في العالم ويبلغ ارتفاع (824م)، وشاهد العالم قبل عده أيام في الفضائيات احتفالا مهيبا افتتحه الشيخ محمد بن راشد آلمكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رسميا، بالتزامن مع الذكرى الرابعة لتولي الشيخ (البدوي!) مقاليد الحكم.
بدون فذلكات لغوية وادعاءات كالتي صدع بها رؤوسنا عدد من المسؤولين اليمنيين، أدلى آلمكتوم بكلمة قصيرة غير فيها اسم الوليد الجديد من "برج دبي" إلى "برج خليفة" رئيس دولة الإمارات "نبني القمم العالية بالهمم العالية، ونستثمر في الإنسان للإنسان، اليوم نرسم نقطة ضوء على خارطة العالم الجديد، وكل أعلى نقطة في العالم بناها البشر لا بد أن تقترن باسم الكبار"، مضيفاً " أعلن افتتاح برج خليفة بن زايد". وكان لذلك مدلولات سياسية واحتوائية لاتخفى، في توحيد جهود الساسة على طريق اعمار البلاد واستثمارها.
يوما بعد يوم يتصاعد البناء والعمران في الدول الاقليمية النفطية، التي استثمرت ثرواتها بعقلانية وسط عالم عاصف بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والحروب، وحافظت على أمنها وحفظت آدمية مواطنيها.
صعد الجار إلى ناطحات السحاب والأبراج فماذا رأى!؟
رأى إلى بلد نفطي هو الآخر لكن تبددت ثرواته في الحروب والسياسات الطائشة و القبيلة العاهرة ووو..... ما أكثرهم في الحكومة والبرلمان والأحزاب، وخلال اثنين وثلاثون سنه ضاعت من ثروات اليمن في ملفات الفساد السياسي والإداري، ما يكفي لبناء عشرات الأبراج والفنادق السياحية والمشاريع الإستراتيجية، ومازال اليمنيون يتشاكون في الصحف تردي الأوضاع الخدمية، إذ لم تضع الحكومة خططا لإعادة بناء ما أتلفه الفساد ، وما يزال الشعب اليمني يعاني الفقر والتخلف والبطالة وارتفاع تلال النفايات وليس الأبراج!
أين هي ميزانية اليمن المليارية الانفجارية القادرة على بناء عدة أبراج وليس برجا واحدا، وليكن "برج الصالح" أو برج الحوثي أو برج الفضلي أو أي شخصية كانت ، المهم أنه يقوم بتشغيل (12) ألف عامل من اليمنيين كما وظف "برج خليفة"، ويكون لنا في هذه المرحلة معالم عمران وبنيان نشير إليها بالبنان، ونتحدث إلى الشعوب حولها!
أين هي خطط الاستثمار الوطنية والاعمار والسياحة الدينية وغير الدينية، ومتى يستفيد الوطن اليمني من تجارب دول الخليج، في مجالات البناء والاعمار!؟، وأين السياسيون اليمنيون من (الأمير البدوي) وحنكته!؟، وإلى متى هذه الشرذمة التي تعاني منها الطبقة السياسية اليمنية، وعدم امتلاك الإرادة السياسية وتعلم سياسة الاحتواء لبعضهم البعض لصالح البلاد.
فمتى تتوحد الكلمة ويمتلك ساسة اليمن إرادة سياسية، تعلو الأبراج وتستثمر الأموال في اعمار البلاد، ويسعد الشعب اليمني مثلما تسعد الشعوب في الدول النفطية المجاورة وغيرها.!؟
..