أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مرارة الذاكرة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نشوان البكاري

مرارة الذاكرة Default4
نشوان البكاري


ذكر عدد الرسائل : 209
العمر : 43
الدولة : السعوديه
تاريخ التسجيل : 05/12/2008

مرارة الذاكرة Empty
مُساهمةموضوع: مرارة الذاكرة   مرارة الذاكرة Emptyالإثنين 13 يوليو 2009 - 17:03

قد لا يتخيل الإنسان أن هناك مرارة تصيب الذاكرة كما المرارة التي يتذوقها اللسان أو كثر من ذلك وتترك فيه طعما غير محبب إلى النفس وخاصة من الذين يعيشون حياة الترف الكامل وليس في قواميسهم مشاكل تعكر حياتهم سواء كانت تفرض عليهم فرضا أو هم من يقتحم مجالها ويدخل فيه ، أنها مرارة المواقف التي لا تنتسى والتي تترك بصمتها في مخيلة الإنسان بكل مواقفها المزعجة وما يصاحبها من كلمات وعبارات وأنواع الصور والمشاهد من التي تنقش كما النقش في الحجر وترافقنا إلى أن يتوفانا الله سبحانه وتعالى ، وخير مطهر لها من أجسادنا هو دودة القبر تلك الدودة العمياء التي لها فضل على الناس ، حيث عندما تلتهم المخ لا تميز بين أوراق وملفات المواقف والذكريات الجميلة وبين المواقف الصعبة التي مررنا بها في حياتنا وكان لها وقع سيء على النفس في حينها ، أن تلك المرارة تتجدد كلما نستعيد ذاكرة تلك المواقف ونحس بطعمها مادام الموقف شاخصا في المخيلة على عكس اللسان الذي يعود طبيعيا بمجرد زوال المادة التي جعلته مرا لدقائق معدودات ، أن أكثر حظوة للمرارة في الذاكرة هي المواقف التي يمر بها الإنسان وهو طفلا حيث أن ذلك الجزء من المخ في أوج نشاطها وتلتقط الصور والمشاهد بدقة متناهية وخاصة المخيفة منها والتي تترك وقع كوقوع الصاعقة في النفس ومنها المشاهد التي تتعلق بالوالدين أو الأخوة أو من هم اقرب من ذلك وهي نفس الطفل ذاته اذاما تعرض جسده لحادث معين، أنا سمعت من أصدقاء عديدين عندما يروي قصة عن موقف مرا به من عشرات السنين نسمعها منه وكأنه يستحضر الذكرى كشريط سينما ترى منه الوقائع كما هي وكأنها وقعت منذ لحظات قليلة وتحس بان المتحدث يتجرع المرارة بعد أن يجترها اجترارا مع سرد الموقف وخاصة ممن توفى احد والديه في حجره ولاحظ وكان شاهدا على أخر أنفاسه أو أخر كلمات وداع قالها لعياله ، والمرارة التي تقبع مع الموقف في الذاكرة تتفاوت من شخص إلى شخص تبعا لهول الوقع ومدى تاثيرة على النفس ، فمنهم من يتجرع المرارة ولا يخسر فيها من شيء سوى الآهات الدفينة والحسرات التي تسمع طقطقتها بين أضلع الراوي ، وهناك من لا يستطيع أن يتحمل الكم الهائل من المرارة التي تخرج مع المشاهد التي خزنت في ذاكرته ألا وتخرج معها الدموع وأحيانا البكاء بصوت مسموع والنشيج المصحوب بالزفرات والأنين ، ولعلي لم أجد لوعة يختزنها إنسان اشد واعتي من اللوعة التي لدى احد أصدقائي الضباط القدماء عندما يروي لي حادثة وفاة والده ألا وأحس أن ذرات من رذاذ المرارة التي لدية يتطاير نحوي وأتذوقه وليست لدي الطاقة الكاملة على تحمله وانهار بسرعة البرق لاجدني باكيا على بكائه ولا ادري أأصبر نفسي أم اصبر على من يحمل أطنانا من اللوعة وكأنه خلق خصيصا ليعيش ذلك الموقف ، الموقف أن استطاعت دودة القبر أن تتجرعه فأنها ستحس بطعم المرارة فيه ومن المحتمل أن تتركه لتتناول جزء من ذاكرة خزينها مواقف جميلة وصور مجسمة الأبعاد وألوانها زاهية ، ويتلخص موقف صاحبي هذا انه كان طفلا لم يتجاوز الثمان سنوات من عمره وحدث أن اصطحبه والده الذي كان يعمل مع شقيقه الصغير و الوحيد سويا بسيارة باص خشب من النوع القديم بعد آن يتم تحميلها ( بالغنم ) التي يتم تهريبها من محافظة ديالى (120 كم ) شرق بغداد إلى الأراضي الايرانيه ويعودان في نفس اليوم بمادة( الرقي ) بدلا عن الغنم كان ذلك في عقد الستينات من القرن الماضي وكانا يعملان بعيدا عن أعين رجال شرطة الكمارك والحدود بين البلدين ، ويعودون إلى قريتهم الحدودية قبل الليل وكان في طريق العودة نهر فيه شارع مكسو بمادة الحجر والحصى وفارغ من الماء نهارا تفتح بوابة الماء فيه عند غروب الشمس في كل يوم ليسقي البساتين في مكان أخر وكانوا دائما يحرصون على أن يجتازوا النهر قبل آن تفتح البوابات فكان لهم هذا ألا أن أحدى إطارات السيارة ثقب قبل اجتيار النهر مما اضطرهم إلى الترجل لغرض أبدالة بالإطار الاحتياط ، يقول صاحبي الطفل بينما أبي وعمي يهمان برفع العجلة عن الأرض بواسطة الرافعة الصغيرة الخاصة بذلك انحرفت الرافعة عن مكانها وسقطت العجلة بثقلها على إحدى ساقي والدي وأصبحت قدمه بالكامل تحت حديد السيارة ، يقول كنت جالسا على حافة النهر وانظر إلى والدي وهو يحاول أخراج قدمه لكن دون جدوى وعمي يصرخ ويبكي بأعلى صوته ويحاول جاهدا لاانقاذ أخيه وانأ لا استطيع أن افعل شيء غير البكاء ، في هذا الموقف الرهيب والمكان المنقطع عن العالم تماما ، حيث لاعون و لا منقذ لوالدي غير الله سبحانه وتعالى ونحتاج وقتها إلى معجزة ، فاشر لي والدي بيده أن اقترب مني ، فاقتربت منه فاحتضنني وشمني وقبلني وأوصاني بالدراسة وإكمال التعليم وان ارعي أن كبرت أمي وجدتي، وطلب من عمي ا ن يأتي بالسكين ويقطع القدم بعد ان بداء الماء بالتدفق شيئا فشيئا وأصبح الظلام يتلمس المكان الذي نحن فيه ، ويرفض عمي أن يفعل هذا وازداد تدفق الماء وأصبحت حالة إنقاذ والدي غير ممكنه تماما عندها طلب والدي من أخيه ان يأتيه بالسكين ليقوم بقطع قدمه بيده من حد الفخذ وعمي يصرخ ويرفض الا ان وصل الماء الى منتصف أبي ، هدئ عمي وسكت عن البكاء وجلس على جرف النهر وأصبح ينظر إلى اخيه وأبي ينظر إليه وفي نظراته نوع من التوسل المصحوب برباطة الجأش والجلادة والصلابة التي يتصف بها إلى ان خيم علينا الليل كليا ولم نعد نرى أبي ، وعمي في غاية الهدوء الى انتصف الليل ولم اعد أرى والدي ألا نوع من أنواع الخيال البعيد لكني أحسست بان والدي قد غرق لأنه ضرب الماء ضربات قوية جدا بعد ذلك هدئ ، وساد المكان الهدوء التام الا من نباح الكلاب البعيدة ونقيق الضفادع على جرف النهر ، عندها قام عمي ومشى في الظلام وهو يردد بين فترة وأخرى كلمة{ راح } فقط وليس على لسانه كلمة أخرى أطلاقا مشيت اتبعه دون ان يحس بوجودي معه ، إلى ان وصلنا أحدى القرى مع وجه الصباح وعمي لم يعر لي أي أهمية رغم مهاجمة كلاب القرية لنا وانا متعلق بأذيال ملابسه ، فتعرف عليه بعض رجال القرية دون ان يعر لهم أي اهميه او يتكلم معهم أي كلام ، فقط أنا قصصت لهم جزء من الحادثة التي وقعت لوالدي ، عندها أوصلونا الى قريتنا وعلم اهلنا بالخبر ، واخلوا جثة والدي وعمي فاقدا لرشده ليس لديه أي كلمة غير الـ ( راح ) واخذ يجوب القرى بشعر اشعث و أثواب بالية واقدام حافية وليس في حياته غير تدخين السكائر والكلمة التي لايعرف غيرها ويتصدق عليه الناس ذو القلوب الطيبة بالملابس والأكل ، والأطفال في القرى المجاورة يتبعونه ويصفقون من خلفه ( جاء المجنون هذا المجنون) الا ان فارق الحياة بعد اقل من سنة تابعا اثر آخاه ، والاثنان سببت وفاتهم الى وفاة جدتي التي ماتت كمدا عليهم ..... أنني ارويها ليس كما يرويها صاحبها الشرعي الذي تذوق مرارة مشاهدها على ارض الواقع ، اللهم اجعلنا نتذوق مرارة العلقم من أفواهنا ونطلب من عدلك الكريم ان تمحو من ذاكرتنا كل المشاهد التي هي فوق طاقتنا والتي لانتحملها مهما صبرنا ومهما أوتينا من القوة والمطاولة انك ارحم الراحمين بخلقك ياعظيم ياكريم يأرب ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس4444

مرارة الذاكرة 322201584
فارس4444


ذكر عدد الرسائل : 11322
العمر : 38
الدولة : اليمـن الجـديـد
تاريخ التسجيل : 02/11/2008

مرارة الذاكرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرارة الذاكرة   مرارة الذاكرة Emptyالثلاثاء 14 يوليو 2009 - 13:15

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://fares4.maktoobblog.com/
ابوسلمان القادري

مرارة الذاكرة 322201584
ابوسلمان القادري


ذكر عدد الرسائل : 8437
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 12/11/2008

مرارة الذاكرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرارة الذاكرة   مرارة الذاكرة Emptyالخميس 16 يوليو 2009 - 11:53

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.j-7abashi.com
 
مرارة الذاكرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الملتقى العلمي والطبي-
انتقل الى: