أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟

اذهب الى الأسفل 
+2
ابوعلي محمدالبكاري
أبونواف البكاري
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبونواف البكاري

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Stars17
أبونواف البكاري


ذكر عدد الرسائل : 4034
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالأربعاء 17 يونيو 2009 - 11:51



[size=16]عن أحداث الحجرية: من قتل المشائخ؟]









كانت الساعة حوالي الـ 11 من أحد أيام يوليو 1978حينما حلقت فوق قريتنا 4 مروحيات، آتية من الجنوب الشرقي، ومتوجهة نحو الشمالالغربي. قيل إنها كانت تحمل الغشمي وقادة حربه العائدين من حرب الحجرية. وقيل إنهممتوجهون إلى مأدبة غداء أعدها لهم قائد معسكر المفرق.يومها ذُعر الناس وبدأوا بالاختفاء. كنت مدرساًإلزامياً بعد الثانوية. الخوف كان هو السيد المطاع، والأمن الوطني حوَّل الوطن إلىثقب إبرة وصار يفرق بين المرء وزوجه، والملاحقات في كل بيت.أحداث الحجرية كانت إحدى تداعيات مقتل إبراهيم الحمديالتي امتدت -بعدها- إلى مقتل سالمين والغشمي. والقول بوجود صلة بين قادة أحداثالحجرية، وخاصة عبدالله عبدالعالم وأحمد محسن، بالجنوب غير مؤكدة، نظراً للعلاقاتالسيئة التي كانت تحكم علاقة عبدالله عبدالعالم والمظلات بالمقاومين، والحزبالديمقراطي في مناطق الشمال، وخاصة في المناطق الوسطى التي يتهم فيها أحمد محسنوالمظلات بقتل مواطنين خارج القانون، وما مقتل قائد المظلات النقيب نعمان إلاالدليل على ما نقول. وكذلك الحال بالنسبة لمظلات التربة التي جيء بهم لقمعالمقاومين في الحجرية، وخاصة في المساحين.كانت علاقة عبدالله عبدالعالم بالجنوب سيئة بدليل خطابهفي التربة الذي قال فيه إنه لا يحب الاستعانة بالشيوعيين، بحسب قول محمد يحيىالزبيري الذي كان مصاحباً له. وحتى لجوء عبدالعالم وأصحابه إلى الجنوب عقب الأحداثكان من باب "مكره أخوك لا بطل". لقدجاء ملف "الشارع" عن أحداث الحجرية ليذكر أصحاب تعز بقتلاهم بعد أن قام الافندمبتذكير أهالي أبين بضحاياهم، لكن الملف لم يستطع الوصول إلى قلب الأحداث، وبقي علىالهامش. وهذا ناتج عن خوف الناس وإحجامهم عن قول الحقيقة. فالذين قابلهم الملف لميكونوا من صناع الحدث، أو من المساهمين فيه. ولذلك لم يستطع الإجابة على كثير منالأسئلة من مثل: من زج بالمشائخ في هذه الأحداث؟ والأهم من ذلك من قتلهم؟ وكيف؟وأين؟ هناك مشائخ معروف، ومشهود على قتلهم، وقد سمعنا ذلك من خلال شهود المحاكماتالتي أجريت لعبدالله عبدالعالم وجماعته. من هؤلاء المشائح البحر، والأصبحي، ومنصورشائف وابنه. ومن عداهم فإن مقتلهم يلفه الغموض. المعروف أن قيادة المحافظة –حينها- هي التي جمعتالمشائخ وزجت بهم في هذه القضية، للضغط على صاحبهم "اللغلغي"، وضغطت عليهم فيالعودة إليه أكثر من مرة ليسلم نفسه. ولم تكن هذه القيادة حريصة على حياة المشائخفوقعوا بين نارين: نار التمرد ونار الحاكم. وقيل إن عبدالعالم نصح المشائخ في المرةالأولى بالعودة، لكنه أمام ترددهم في الضغط عليه وعدم استجابة الحاكم لما يريداحتجز المشائخ كورقة. والمتتبع لأسماء المشائخ الذين اختفوا أو قتلوا سيرى أنهمكانوا على قرب، أو صلة بإبراهيم الحمدي ونظامه. وكان الحكام –حينها- مهتمين بتصفيةكل من له صلة بالنظام السابق، ولم يتنازل عنها. لقد وقع المشائخ في خطر لعبة لم يكونوا يجيدون التخلصمنها، وقد فهمها الشيخ الشرجبي الذي كان له خبرة في خبايا الأمور، وتخلص من الذهابإلى التربة رغم أنها موطنه ومشيخته. فقد أحس الرجل أنه مطلوب. ولم يمهلوه إلاالقليل بعد ذلك. كما فهمها شيخ آخر هو علي لطف هريش الذي كان عاملاً لمديرية جبلحبشي، ورفض الذهاب إلى التربة رغم تهديد قيادة المحافظة له وإبعاده منالعمالة.كان الحكام يعملون للتخلص منأعدائهم وأصدقاء أعدائهم على قاعدة "نيب كلب في رأس كلب". لقد كان من الواجب علىالحكام وطنياً وأخلاقياً الحرص على حياة المشائخ والعمل على تخليصهم من تلك المحنةبشتى الطرق السلمية، ولو استمر الحوار مع المتمردين شهوراً. لكن يبدو أن الحكام لميكونوا حريصين على حياة أحد، وكانوا يتسارعون لتصفية الطريق للوصول إلى كرسي الحكمولو على جماجم الأبرياء. الذينالتقاهم معد الملف على هامشيتهم من الأحداث، لم يكونوا على حياد، فقشنون المعرعرمعروف عنه السكر الشديد إذ لا يصحو إلا عند الواحدة ظهراً بحسب مواطنيه، وحسنتهالوحيدة هي دفن جثة الشيخ البحر ورفيقه. أما العقيد عبدالله شمسان فقد كان هارباًحسب اعترافه و"الهارب لا يؤدي علم"، ويبدو أنه لا يزال مسكوناً بخوف محمد خميس، فقدزعم أن نعمان وأحمد محسن كان لهما صلة "بالمخربين". وهذا كلام غير صحيح فقد كانأحدهما متهماً بإعدام مواطنين في المناطق الوسطى. كما ادعى أن العفريت كان ضابطاً،والحقيقة ليس كذلك، فقد قال لي من يعرف العفريت إنه كان صف ضابط، ومن الفئاتالمهمشة "الأخدام"، وكان سابقاً في المدفعية وفصل منها بعد خروجه من السجن بعدأحداث أغسطس 68، وظل فترة يعمل في البناء ثم التحق بالمظلات في السبعينيات. أماالقاضي الوزير فقد كان سجيناً، وهو يروي ما سمعه وليس ما شاهده، وقد وقع في تناقضاتفي أقواله. الجندي التركي كان أقربهم إلى الصدق والعفوية. وفي كثير من أقوالهمبرأوا عبدالعالم ونعمان من القتل!الشيخ محمد أحمد الوافي (مات قبل سنوات) كان ضمنالمشائخ الذين ذهبوا إلى الحجرية، قال في معرض حديثه عن مقتل المشائخ، إن بعضاًمنهم كانوا محتجزين في بيت الأصبحي، وعندما بدأ القصف حاولوا الهرب لكن قذيفة طائرةلحقت بهم أمام البيت فقتلوا. وفي سياق البحث عن معلومات صحيحة عن مقتل المشائخ ذهبتإلى الشيخ "ع. م. ع"، وهو رجل رافق الأحداث من البداية إلى أن وصل عدن والعودة. الرجل لديه كثير من الأسرار لا زال متحفظاً عليها، كنت أود أن أعمل معه مقابلة لكنهاعتذر قائلاً: إن الوقت غير مناسب لقول الحقيقة كاملة.أول ما فعله أراني طعنة في كتفه اليسرى قال إنها منجندي مظلات. وثانياً قال لي إن كثيراً مما قيل في ملف "الشارع" غير صحيح. ثم أضاف: "وقع قصف بالطائرات اهتزت له الجبال، وقتل فيه من قتل من المشائخ وغيرهم. وهناكضابط اسمه محمد صالح النجار وجندي اسمه الممطا هما اللذان قتلا المشائخ في سائلةالزريقة. وهناك ضابط اسمه عبدالولي الحاج قيل إنه أركان حرب المظلات سلب جنابيالمشائخ. رأيت مقتل منصور شائف وابنه ومقتل الشيخ أحمد عبدالجبار الحمودي وهو يصلي،وكان قد أعطاني 20 حبة ذهب كانت بطرفه".لم يكن هناك جنوبيون ولا مقاومون، كان هناك المظلاتالحاكم الناهي. عندما وصلنا إلى المجزع قال لنا صالح مصلح: أنتم ضيوف علينا وأمربعدم المساس بالأسرى بل أخذ بعضنا بالطائرة إلى عدن. في الزرقة كان هناك بعض مناعترض المظلات فتبادلوا معه إطلاق النار وأصيب ابن الشيخ حسن سعيد منالزريقة.مهاجمة المظلات لم تقتصر علىمركز المسراخ بل تعدته إلى مركز يفرس جبل حبشي الذي هرب منه عامله علي لطف هريش. وجدت المظلات المركز خالياً وأطلقت السجناء عدا أحدهم كان يلقب بالشيخ فأخذوه معهمإلى التربة ثم أطلقوه من هناك. وهناك مشائخ هربوا من التربة قبل وصول الحملة ورهنواجنابيهم لدى الحراسة، منهم حزام مغلس وآخرون. سيطرة المظلات امتدت إلى نجد قسيم بين جبل حبشي وصبر،وفي نجد قسيم أمسكت المظلات بشخص اسمه البيضاني قيل إنه ضابط كان مكلفاً بإدارةمنطقة يفرس بدلاً عن الشيخ علي لطف هريش الذي تم عزله. وقيل إن هذا البيضاني كاندموياً في منطقة ماوية والحشاء، وكان يقطع الرؤوس ويأتي بها جواني إلى تعز.لقد أظهر الملف عبدالله عبدالعالم سكيراًوجباناً، وبرأه بعضهم من القتل كما برئ نعمان، وإذا كان الأمر كذلك فالسؤال يظلباقياً: من قتل المشائخ؟قضية مقتلالمشائخ تحتاج إلى تحقيق رسمي محايد للوصول لتحديد المسؤولية الجنائية بعيداً عنالتسييس، فالنظام استخدم مقتل المشائخ ورقة يرفعها في وجه عبدالله عبدالعالموأصحابه منذ ذلك الحين وحتى اليوم.ورغم هيلمان المظلات وهنجمة عبدالله عبدالعالم وأصحابهفلم تقرح طلقة في وجه الحملة العسكرية التي دخلت الحجرية، ولم يدافع أصحاب الحجريةعن عارهم كما ناداهم بعض الجنود. ويبقى أن الملف لم يكشف مستوراً.وللموضوع عودة...

عبدالله الأحمدي


http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي


عدل سابقا من قبل أبونواف البكاري في الخميس 18 يونيو 2009 - 8:23 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلي محمدالبكاري

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ 15931518
ابوعلي محمدالبكاري


ذكر عدد الرسائل : 3349
العمر : 39
الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 02/11/2008

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالأربعاء 17 يونيو 2009 - 13:27

شكرا لك ابو نواف ويعطيك العافيه وهذا جهدا تشكر عليه
ولكن عندي ملاحظتين وهي اولا عدل الموضوع من اليسار الى اليمين
والثانية كبر حجم الخط
وذلك ليكون سهل على القارئ ان يقراء بدون ملل
تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس4444

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ 322201584
فارس4444


ذكر عدد الرسائل : 11322
العمر : 38
الدولة : اليمـن الجـديـد
تاريخ التسجيل : 02/11/2008

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالأربعاء 17 يونيو 2009 - 13:35

مشكور أخي الكريم أبو نواف
على هذه المعلومات


عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ 191997657
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://fares4.maktoobblog.com/
أبونواف البكاري

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Stars17
أبونواف البكاري


ذكر عدد الرسائل : 4034
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالأربعاء 17 يونيو 2009 - 13:40

تم


http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالخميس 18 يونيو 2009 - 8:09

كنت حابه اقراء الموضوع بس الخط مره ما يبان

شكرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبونواف البكاري

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Stars17
أبونواف البكاري


ذكر عدد الرسائل : 4034
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالجمعة 19 يونيو 2009 - 18:41

تم تعديل وتكبير الخط أختي رياح الشتاء


http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال الدوسري

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ GreenStar
جلال الدوسري


ذكر عدد الرسائل : 6281
العمر : 46
الدولة : اليمن السعيد
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالجمعة 19 يونيو 2009 - 19:30

أتشوق لقراءة الموضوع

إذ لم أستطع
حيث مساحته عريضه
وذهب بعضه لليسار..

أتمنى إعادةالتنسيق
بما يناسب إمكانياتي.
ولك تحياتي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مروان الحمودي

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ 15931518
مروان الحمودي


ذكر عدد الرسائل : 1601
العمر : 44
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالجمعة 19 يونيو 2009 - 21:20

أختيار موفق لموضوع تاريخي كادت الأيام أن تخفي ملامحه بحكم العوامل السياسيه المختلفه
ومن أبرز تلك العوامل كره النظام القائم لتلك الأيام الجميله التي ساد فيها العدل وقلت الهيمنه
وقلت سلطة المشيخ وبرز رجال وقاده كبار من خارج رحم القبيله التي تحلم بالسيطره على كل
شئ وتقف ضد كل مايخرج عن نطاق سيطرتها
ومن أبرز تلك الوجوه والشخصيات الرائد عبدالله عبد العالم قائد قوات المظلات الذي لفقوا له
تهمه قتل المشايخ ليبقوه لاجئاً سياسياً خارج الوطن خوفا من عودته التي يترتب عليها عده أشياء
أبرزها معرفة الجاني الحقيقي في قضية المشائخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تعز العز

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ WNa26594
تعز العز


انثى عدد الرسائل : 2
العمر : 43
الدولة : السوبد
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: القاتل علي عبدالله صالح   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالإثنين 4 أكتوبر 2010 - 13:33

عن القرشي وعبدالعالم وأحداث الحجرية
بقلم/ علي عبدالملك الشيباني


"إن أغلب مشائخ تعز وبعض مثقفيها، أشبه بمجموعة دببة أليفة تقدم عروضها مقابل قطعة سكر"

أنا...

هو مع الجميع وضد الكل، عديم رؤية ولا يرتكز على مبدأ، مع قتل الآلاف هناك ويأسف لعشرة ضحايا هنا، يدافع عن حق عودة بعض ضحايا الصراعات السياسية ويقف ضد عودة آخرين، وفي النهاية كاتب يفتقر لمنهج واضح في التعامل مع القضايا العامة، لذلك لا أعتقد أن ما يقوم به يساعد على تشكيل وعي حقيقي، هي المهمة الأساسية لمشتغلين في حقل الكتابة.

هذا ما يمكن أن يستخلصه القارئ من معظم كتابات عبدالفتاح الحكيمي أو (الحكومي) كأنسب لقب لا ينقصه سوى اللوحة!!

في هذا الاتجاه، قرأت له موضوعاً في صحيفة "الديار" خصصه لـ"عبدالله عبدالعالم وعبدالرقيب القرشي"، والأخير عاد إلى البلاد بدعوة رئاسية بعد غياب قسري استمر 32 عاماً في سوريا، وهما المتهمان بتصفية بعض الشخصيات الاجتماعية على خلفية ما يسمى بأحداث الحجرية. في المقالة المشار إليها كان واضحاً موقفه المسبق من الرجلين، وبدا أكثر أنه على خصومة شديدة مع موقفهما العقائدي.

بدأ بالإشارة إلى ما قال إنها تنازلات من طرف الرئيس، بطريقة قدمته وكأنه خصم في خلاف على أرضية وليس رئيساً لبلاد يحكمها دستور وقانون مفترض. وصفهما بالقتلة، ودعا أولياء الدم للتظاهر أمام السفارة السورية للمطالبة بـ"عبدالعالم" وهي فكرة جديدة بالمناسبة سيأخذها النظام بعين الاعتبار، بالمقابل لم نشاهده بنفس الحماس، أو نقرأ له دعوات مماثلة في قضايا أكبر.

وفق منهج "الحكيمي" فإن على المتضررين من أحداث يناير التظاهر أمام ذات السفارة للمطالبة بـ"علي ناصر محمد" وأمام السفارة الإيرانية لأسر ضحايا حرب صعدة انطلاقاً من التهم الرسمية لنظامها وملاليها بدعم الحوثي. ولا أدري: هل يمنح منهج الحكيمي أسر ضحايا حركة 78 الحق في التظاهر أمام الرئاسة للمطالبة بمعرفة مكان دفنهم وتسليم وفاتهم كأبسط حق أم لا؟

على العكس، قرأنا له أكثر من مقالة يفهم منها اصطفافه إلى جانب الحوثيين، ما يعني أن طبيعة الطرف الآخر في الخلاف مع السلطة هو من يحدد موقفه ويشكل وجهة نظره بغض النظر عن الأسباب وعدالة القضية، وإن كان البعض قرأ موقفه على أنه رد فعل على إقالته من مؤسسة 14 أكتوبر كنائب لرئيس مجلس إدارتها.

كنا نتوقع من مثقف مفترض أن يدعو إلى التسامح وتجاوز ما ترتب على الماضي السياسي من جراح لا يساعد استحضارها على استقرار المجتمع وبناء الدولة، أو على الأقل المطالبة بمحكمة نزيهة تضمن عدالة سير القضية، وسيجدنا حينها أكثر منه حماساً في ضرورة شنق المتورطين في الجريمة بغض النظر عن صفاتهم، وعلى هذا الأساس فإن التعامل مع موضوع عبدالعالم والشهداء خارج سياقه السياسي والاجتماعي وحتى المناطقي هو الظلم بعينه.

أقول هذا و"الحكيمي" يدرك كغيره خلفيات صدور الأحكام، آنذاك والتجربة المتراكمة للسلطة اليمنية، والعربية عموماً، في التفنن بتفصيل التهم وإصدار الأحكام الجاهزة بحق المعارضين من خلال قضاء لا يمت للنزاهة والاستقلالية بصلة.

كنت قد قررت عدم الرد على "الحكيمي" حتى لا أساهم في رفع ثمنه لدى السلطة لولا مقالته الأسبوع قبل الماضي وفي نفس الصحيفة التي أطلق من خلالها كل ما ترسب في نفسه تجاه الناصريين متهماً إياهم بالتسبب في اندلاع جميع المعارك الدامية بدءاً بحرب 79 وانتهاء بحرب "عبيدة وبلحارث".

إذن هي أوراق اعتماد، ورسائل نفهم وجهتها جيداً، وأن إرسالها مرتبط بموضوع وأحداث يدرك حساسيتها بالنسبة للحاكم خاصة ما يتعلق بـ(همزة 78) وتأكيد على أن الرجل مل حياة التسكع ويطمح باستقرار وظيفي، وأن (أجنحته) ستحلق به هذه المرة على موقع دسم يوفر له رغد العيش على ذلكم النحو الذي يعيشه من هم على شاكلته.

ولا شك في أن صحيفة "الديار" ترحب بمثل هذه المواضيع كصحيفة معتمدة في حضورها على الإثارة وخدمة لراعي إصدارها من ناحية أخرى. أستطيع إذن تهنئة الحكيمي على موقعه القادم غير أنني أشفق سلفاً على من سيعمل تحت إدارته بالقدر الذي أشفق فيه على من ارتضى العيش على هذا النحو الانتهازي.

في ذات السياق، أصدر أولياء الدم بياناً لا يختلف في لغته مع ما تضمنته مقالتا الحكيمي، وقد قرأنا حينها –المقالة والبيان- على أنها مقدمة لشيء ما، وهو ما حصل بالفعل فقد تعرض "القرشي" بعدها بأسبوع تقريباً لمحاولة اغتيال برصاصة قناص من سلاح كاتم للصوت وسط العاصمة وأمام فندق سبأ الذي ينزل فيه ضيفاً على الرئاسة، وما زال بسببها فاقداً للوعي حتى اللحظة. وبارتكاب هذه الجريمة، نعتبر أن الرصاصة التي استهدفت القرشي واخترقت رأسه هي قبل كل شيء موجهة "لشخطة" وجه الرئيس ومصداقيته المتعلقة بمنح الأمان للقرشي، ما لم تكن رسالة قصد بها من يفكر بالعودة من معارضة الخارج على أن أقر أولاً، أن القتل يظل فعلاً شنيعاً في كل الأحوال، وأن عدد الضحايا لا يحرف معنى الكلمة كما أن صفاتهم لا يغير في مفهومها.

بالمقابل على الآخرين الإقرار، أن الاقتصاص دون محاكمة نزيهة في موضوع سياسي وخارج ساحات القضاء هو جرم مضاعف من حيث كونه تكريساً لثقافة ما قبل الدولة، وتجذيراً لواقع فرضه مشروع غير وطني ما زال يتغذى على هذا النوع من الصراعات الاجتماعية، في وقت يحتم علينا السير سوياً في طريق التقاء حاجاتنا والمفترض أن يصل بنا إلى دولة وطنية عادلة.

ولا أظننا نختلف في النظر إلى أن التوظيف السياسي والاجتماعي لهكذا قضايا يعد عملاً لا أخلاقيا وخارج وظيفة الدولة.

وأن الاستجابة له لا يعني أكثر من (قطرنة) عصرية تؤكد استمرار سباتنا وتعمل على طمأنة الآخر باستحالة التغيير ولو على المدى القصير، خاصة عندما يتعلق الأمر بمحافظة تميزت بمستوى عال من الوعي والثقافة العامة.

للمرة الثانية أخوض في هذا الموضوع، ليس دفاعاً عن "عبدالعالم والقرشي" بقدر ما هو حرص مني على مجتمع محلي تتعرض سكينته الاجتماعية لمحاولات إلحاقها بواقع اجتماعي يعتقدون في تعميم نموذجه عاملاً أساسياً من عوامل بقاء النظام. أكتب تحت ضغط الحاجة لمجتمع يسوده السلام والمحبة والطمأنينة، بعيداً عن القتل والصراع وسفك الدماء. من أجل خبر جيد نقرأه في الشريط الإخباري لقناة الجزيرة بدلاً عن (خطف، قتل، اعتقل، وتقطع)، وكي لا نستسلم لوضع سيء ونقتنع به لمجرد أن هناك من يهددنا بما هو أسوأ كـ"الصوملة والعرقنة" (فالكبة) الأرضية تمتلئ بما هو أفضل وأسمى من النماذج.

فيما يخص شهداءنا الكبار، كتبت في مقالة سابقة "إن من فقدناهم هم آباؤنا ومشائخنا الذين نكن لهم ولأسرهم كل المحبة والاحترام، وإننا نتذكرهم بكل حسرة وألم حين نستعيد ظروف وملابسات مقتلهم، خاصة ونحن ندرك أن دماءهم لم ترق بفعل ظروف معارك ومواجهات أودت بهم إلى هذا المصير، بل أريقت برخص شديد من قبل طرف أراد توظيف نتائجها في الوصول إلى غايات سياسية واجتماعية لا أخلاقية، وكم هي صراعاتنا السياسية قاسية عندما تحول دم الإنسان وببساطة إلى واحد من شروط لعبها، وروحه إلى كرت ضروري في مسألة الحسم، ورجوت من أسر الضحايا بأن لا تكون أكثر قسوة باستخدام دمائهم وسيلة تقرب وبطاقة عبور لتمثل في النهاية المؤهل الوحيد لتحقيق طموح يمكن الوصول إليه بمؤهلات أخرى، فيما لو كان الوضع إيجابياً، غير أن استمرار أولياء الدم بالتمسك بمواقفهم يدفع بي إلى ثقة القول بأن هناك من لا يزال يحركهم كالدمى، بل ويصدر البيانات باسمهم ويوقع بدلاً عنهم، مع ثقتي الكاملة، بأن الشهداء لو كانوا ذهبوا ضحية رصاص قبيلي من المناطق إياها لأي سبب من الأسباب لكان ذووهم طوال هذه السنين يقضون نهارهم في المحاكم وليلهم أمام أبواب المسؤولين طلباً للعدالة، ولكانت مناشداتهم تملأ الصحف ونشاهدهم كل ثلاثاء في ساحة الحرية توسلاً للاقتصاص، بل وحتى لو صادفوا القاتل في مفرق (ماوية) أو (التربة) فلن تتجاوز ردة فعلهم حدود السؤال (لمو قتلتهم يا ابن العم؟) بينما عندما يتعلق الأمر بـ(عبدالعالم والقرشي) اللذين لم يثبت تورطهما بالجريمة نراهم يشحذون الهمم ويتنافخون شرفاً أخذاً بالثأر لمعرفتهم المسبقة أن أخاهم المسكين لا ينتمي لقبيلة يخشونها كما هو حالهم أيضا.

مع ذلك، أشك تماماً أن يكون أي من أولياء الدم هم من يقفون وراء محالة الاغتيال، لثلاثة اعتبارات:

الأول: إن شجاعة أبناء تعز القتالية وحملهم للسلاح، تتجلى عادة في الدفاع عن القضايا الوطنية، ومن خلال مؤسسات ..... أيضا، وقد جربوا في الدفاع عن الثورة وحرب التحرير ....... الجبهة الوطنية.

الثاني: لكونهم لا يقدموا على القتل غدرا.

الثالث: البيئة المدنية لتعز النابذة لثقافة الثأر منذ ما يزيد عن 100 عام، ونضالهم المستمر من أجل بناء دولة مؤسسات ومواطنة.

وبالعودة إلى بيان الداخلية بخصوص الجريمة، يرتسم أمامنا سؤال كبير: كيف استطاعت أجهزة بهذا الضعف الكشف عن أسماء وألقاب من قالت إنهم وراء العملية وحتى نوع السيارة وبتلك السرعة.

هذا لا يعني سوى أن الرغبة في توظيف أحداث الحجرية ما زالت على ما هي عليه، وأن بيان الداخلية وإيراد الأسماء قصد منه تسهيل المهمة أمام من يريد الانتقام ليس إلا، ولن يبخلوا في توفير الأسلحة "الخاصة" والمال وحتى السيارة.

غير أني أستغرب موقف المتهمين وأسرهم في مسألة نفي الخبر أو تأكيده.

كم هو معيب، ففي الوقت الذي يذهب فيه أبناء المحافظات الجنوبية إلى التصالح والتسامح في أحداث جميعنا يعرف دوافعها وما ترتب عليها، يظل هؤلاء يلعقون من قيح جرح لا يعرفون أصلاً من تسبب في حدوثه.

فيما يخص الجريمة، فقد تعددت الروايات حول أسباب وملابسات مقتلهم، فهناك من يقول إنهم قتلوا نتيجة لقصف جوي في طريق محاولة اقتيادهم إلى الجنوب، وآخرون يؤكدون بأن هناك من أخذهم من السجن بعد دخول القوات الحكومية إلى المدينة ثم ساقهم إلى خارجها وقام بتصفيتهم، بينما يذهب طرف آخر في شهادته إلى أنهم ذبحوا من قبل بعض العناصر التابعة لقوات "عبدالعالم" بعد مغادرته التربة وأنه لم يكن على علم بما حدث. أما "عبدالرقيب القرشي" فقد تواجد حينها في منطقة "راسن" البعيدة عن مدينة التربة.

لقد أراد "الغشمي" التأسيس لمشروع آخر يتناقض كلياً مع مشروع الشهيد الحمدي، لهذا كان لا بد من القضاء على كل من ارتبط بالعهد السابق له، وتثبيت رجال المرحلة الجديدة من مشائخ وقادة وحتى مثقفين.

من هذا المنطلق، أرجح ما جاء في الشهادة الثانية استناداً إلى الحقائق التالية:

1- كون الشهداء كانوا في مقدمة من حضروا مؤتمر الروضة بصنعاء عام 75 والذي عقد برئاسة الشيخ الشهيد منصور شائف العريقي، وصدر عن المؤتمر بيان أعلن فيه الحاضرون مساندتهم لحركة 13 يونيو ووقوفهم الداعم لكل توجهات قائدها.

2- إن الشهداء انتموا لحركة يونيو والحركة الوطنية عموماً فقاموا ببناء المدارس وشق الطرقات بما عزز حضورها في عموم أرياف المحافظة.

3- رفض الشيخ الشهيد أحمد سيف الشرجبي، كبير مشائخ الحجرية وقائد الحدود آنذاك الانضمام إلى قافلة الوساطة المتجهة من تعز إلى الحجرية لخشيته من حدوث شيء ما، ويبدو أن الرجل كان ذكيا بما يكفي، إذ أنه وبهذا التقدير نجا من مذبحة الحجرية، غير أنه بعد ذلك اغتيل على طريق التربة تعز، وهو ما يشير إلى وجود قائمة أعدت سلفاً بمن يجب تصفيتهم وإلصاق التهمة بالرائد عبدالله عبدالعالم. وأن من تجرأ على قتل الحمدي بتلك الطريقة البشعة واللاأخلاقية، لا يصعب عليه الإقدام على مثل هذه الجريمة.

على أن نظام الرئيس صالح، استفاد من القضية بكل ما يخدم مشروعه وطريقة إدارته للبلاد، وإلا ماذا يعني اشتراطه لعودة "عبدالعالم" تسوية الموضوع أولا مع أولياء الدم، على الرغم أن ما حدث في الحجرية – مع كل أسفي- لا يساوي وزن ريشة في ميزان الصراعات الدموية الأخرى، بالنظر إلى ما ترتب عليها من الناحيتين البشرية والمادية، بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معها.

تدرك السلطة الحجم الحقيقي لمن تسميهم بمشائخ تعز، كما تدرك في الوقت نفسه أن المناخ السياسي والثقافي للمحافظة لا يسمح بنمو هكذا حشائش متطفلة. كما وأن معدتها المدنية لا تهضم مثل هذه المعلبات المصنعة خارج المواصفات الوطنية، ما لم تكن بنكهة ولون وطعم حمود سعيد المخلافي وعبدالرحمن الصبري وسلطان السامعي وعبده عبدالله الشرعبي وعلي شكري ومن استشهدوا، بإجراء مقارنة بسيطة بين الحياة النظيفة لشهدائنا الذين انتموا لمشروع وطني، وبين مشائخ 78 المستمدين لمشروعية وجودهم من خارج بيئتهم الاجتماعية، تجعلنا نشعر لأي مدى خسرناهم، وفي هذا الصدد تحضرني مواقف الراحل الشيخ "علي شكري الشيباني" –أحد الناجين من المذبحة – الرافضة بالإبلاغ عن نشطاء الجبهة الوطنية وبقية فصائل العمل الوطني من أبناء المنطقة برغم المغريات التي كانت تعرض عليه، وكيف أنه سجل موقفاً لا ينسى أمام مسؤول الأمن الوطني بالتربة حين وصل إلى ديوانه بحث عن "إبراهيم سعيد" و"سلام التلاحة" الهاربين من قبضة الأمن، حيث وصفهما بالسفهاء والمخربين ووعده بملاحقتهما والقبض عليهما بينما كانوا يتناولون القات إلى جانبه.

وبين ما حدثني به زميل من قيام شيخ المنطقة بالطلب من أحدهم وضع قنينة "ويسكي" في سيارته بهدف الإيقاع به لمجرد أنه اختلف معه حول إدارته المالية لمشروع عام.

لقد ظلت تعز ومنذ 15 أكتوبر 77م بالنظر إلى ثقلها السكاني والسياسي، مؤشر قياس لنبض الشارع اليمني عموماً، والنظر إلى مشائخها وبعض مثقفيها، وتحديداً الحجرية، أشبه بمجموعة دببة أليفة تقدم عروضها مقابل قطعة سكر، تستحضرهم السلطة متى دعت الحاجة وفي مواسم الانتخابات العامة، إذ يقومون بأكثر مما هو مطلوب منهم، من تزوير صناديق الانتخابات إلى تزوير إرادة الناخبين، وفي سبيله لا يتورعون في تهديد عجائز القرى بقطع المياه والكهرباء والضمان الاجتماعي، وتخويفهم باعتقال أقاربهم المقيمين في المدن، إضافة إلى العمل كمخبرين وكاتبي تقارير.

ولو أن الواحد منهم يقدم هذه الخدمات مقابل 10% مما يمنح لأصغر شيخ من المشائخ في المناطق الأخرى، وتصرف لهم ولو سيارات شاص 78 لعذرناهم وتفهمنا مصالحهم غير أنهم يفعلون كل ذلك مقابل 2000 ريال يتسلمونها من مصلحة شؤون القبائل.

وعموماً، إذا كان هؤلاء ينظرون إلى أن المبلغ كافٍ لإهدار كرامتهم، فإنني مقابل ذلك أعلن عن تخصيص مبلغ 2500 ريال لكل منهم أي بزيادة خمسمائة ريال، ولا أطلب منهم بالمقابل غير احترامهم لأنفسهم، وأزيد أعفيهم من تقبيل اليدين ومذلة الدعاء بالصحة والنصر على الأعداء!!

أسرتي، كواحدة من الأسر المتضررة

قد ينظر البعض إلى ما سطرته حول أحداث الحجرية، على أنه نتاج لموقف سياسي لا أكثر، أو أنني أكتب بعيداً عن الشعور بالخسارة التي عاشتها أسر الضحايا، غير أنني أتبنى هذا الموقف وأسرتي هي إحدى الأسر المتضررة جداً من تلك الأحداث وهذا ما يكسبني كل المصداقية.

وقد يقول آخرون إن الإصابة لا ترتقي لمستوى القتل، على أنه وبالنظر إلى ما ترتب عليها من بؤس وفقر وحرمان ومذلة الحاجة للناس يقدم ضررنا بشكل مختلف وبما يساوي أو يفوق ضرر الآخرين.

تتمثل مأساتنا بإصابة والدي برصاصة انطلقت من بندقية أحد جنود "عبدالعالم"، اخترقت ساقه الأيمن وأدت إلى تهشم كامل العظام تماماً، كنت حينها أدرس في الحديدة في الصف الثالث الإعدادي وأبلغ من العمر سبعة عشر عاماً ولم يتبق على أداء الامتحانات سوى شهر واحد. برغم ما حدث والحالة النفسية التي أصابتني إلا أنني أديت الامتحانات بنجاح وسافرت مباشرة إلى التربة حيث كان والدي يرقد في مشفاها وكان "عبدالعالم" ومن معه قد غادروا إلى الجنوب.

قرر الأطباء في التربة بتر ساق والدي واضطررنا بسبب ذلك نقله إلى تعز، ونتيجة لمضاعفات الإصابة، كان للأطباء في تعز نفس رأي أطباء التربة، لذلك قمنا بنقله إلى صنعاء.

كان والدي فقيراً ويعمل بالأجر اليومي ووحيد أسرة، يعول أماً وزوجتين وستة من الأبناء والبنات، أنا أكبرهم ولا يوجد مصدر دخل آخر غير ما كان يحصل عليه من عمله اليومي.

ثلاث سنوات على هذا الحال عرفنا خلالها كل أنواع الفقر وبعنا كثيراً من أراضينا الزراعية ومساحات أخرى صالحة للبناء.

بداية العام الدراسي الجديد اضطررت للالتحاق بقسم داخلي "المدرسة الفنية الصينية" التي توفر السكن والمأكل والدراسة في آن.

وعلى الرغم من حصولي على الماجستير في هندسة المنشآت المائية من الاتحاد السوفيتي، وبلوغي سن الخمسين، إلا أن تلك الفترة وما ارتبط بها، ما زالت محفورة في جدار ذاكرتي كأنه اليوم.

أتذكر الآن حياتي المحاطة بكل أنواع البؤس، وأنا أختلس النظر إلى أقراني وهم يلبسون بنطلونات "الجينز والفانيلات الجميلة"، بينما كنت وزملائي في غرفة القسم الداخلي نتبادل ما أمكن من الملابس وحتى الأحذية، لعابي وهي تسيل استجابة للرائحة الصادرة من المطاعم التي أمر جوارها، وكيف أن وجبة فيها قد تعفيني من وجبة القسم الداخلي المسببة للإسهالات اليومية.

أتذكر، كيف كنت أكمل الامتحانات النهائية وأذهب في اليوم التالي بحثاً عن عمارة قيد التنفيذ للعمل فيها. حملت أكياس الأسمنت والبلك والأحجار، عملت في الرنج ولا زلت أتذكر الشقوق في يدي وآلامها بفعل النورة.

أتذكر أحد الأقرباء وهو يجري خلفي في الشارع ويتحلق الناس حولي لمجرد أنني تجرأت على تناول طبق فول ولم أستطع دفع ثمنه. لا أنسى سبة أحدهم البذيئة، حين صادفته في الشارع وسألته عشرة ريالات توصلني إلى شارع حدة، مع ذلك تجاهلت ما صدر عنه طمعاً في الحصول عليها.

أكاد أذرف الدمع وأنا أستعيد ملامح أسرتي البائسة، والرقع المنتشرة على ملابسهم، ووجباتهم التي لم تكن تتجاوز "العصيد والفتة الغرب والدخن"، أما المكرونة والرز فقد كانت أشياء نسمع عنها فقط.

بل أذرفها الآن وأنا أستعيد صورة والدي وهو على فراش المرض، يسأل عن "س" و"ص" من الناس أملاً فيما يمكن أن يدسونه تحت وسادته من نقود ليقوم بإرسالها إلى أسرته في القرية. مع ذلك لم نشعر بالكراهية تجاه من تسبب في هذا الحال "رحمه الله" أو تجاه قائده أطال الله في عمره.

ليس هذا فحسب بل ظل والدي يعاني من عاهة العرج حتى وفاته العام 97م في محله بصنعاء إثر نوبة قلبية وهو يبذل حتى آخر لحظة من حياته كل الجهد في سبيل تربية أبنائه وبناته الذين وصل عددهم إلى 15 فرداً.

واليوم ينظر لعائلتنا "الملك"، كما يحب أن يطلق عليها الآخرون، بكل احترام ويعتبرونها نموذجاً للتحصيل العلمي والمستوى الثقافي والنجاح التجاري وحتى العلاقات الأسرية القوية التي تجمع أفرادها، خاصة بعد أن صار اسم "الملك" اسماً تجارياً لمجموعة من الشركات الناجحة.

هكذا عشنا، وهكذا بفضل الله وجهدنا أصبحنا، دون الحاجة لاستجرار الماضي والعيش على فتاته.




صورة تاريخية للمشير عبدالله عبدالعالم عضو مجلس قيادة الثورة نائب رئيس الجمهورية اليمنية يقلد أحد الضباط وساما ويظهر خلفه علي عبدالله صالح وهو يحمل له صحن الأوسمة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مروان الحمودي

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ 15931518
مروان الحمودي


ذكر عدد الرسائل : 1601
العمر : 44
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟   عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟ Emptyالثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 2:04

اعتذر منك اخي المشارك ( تعز تعز ) فلقد أضطريت لحذف الصوره لأنها كانت كبيره وخربت الموضوع شوي
حاولت إصلاحها ولم أستطع فحذفتها المعذره منك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عن احداث الحجرية من قتل المشايخ؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» احداث غزه الا ليمه
» احداث غزة اليوم
» شلة المشايخ
» احداث غزه هل هي فرصه للعرب
» احداث مثلث برمودا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الـمـنتــــدى :: أخبــار جــبل حبـشي والحـجــرية-
انتقل الى: