عدد الرسائل : 250 العمر : 35 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 16/11/2008
موضوع: مــشــهــد الأحد 23 نوفمبر 2008 - 8:37
مشهد
صعدت معه في سيارته الكبيرة وجلست في المقعد الخلفي بينما جلس هو وزجته من الأمام . يرمقها بنظرة يمتزج فيها الحزن بالخوف ، ثم ينظر إلى زوجته ويبتسم بخبث ويدير المحرك وينطلق إلى حيث خطط منذ وقت طويل. في مقعدها الواسع لا تدري إلى أين يأخذها ، لقد أخبرها فقط أنه سيأخذها إلى مكان جميل ستجد فيه الراحة والأمان تسائلت في نفسها ما هو هذا المكان ؟ هل مكان آخر غير البيت الذي أستطيع فيه أن أرتاح ، وأضع أوزار شيخوختي على على أرضه ، وأغمر جدرانه بألوان الذكريات ، السعيدة منها والبائسة . تدور في جعبتها العتيقة الكثير من الأسئلة ، تيارات من الأفكار الحائرة تنساب في عقلها وتسبب لها الكآبة ، وتحرك الظنون في نفسها . تضطرب ، وتزداد خفقات قلبها وتتسارع أنفاسها ، لا تشعر أنها بخير وينتابها شعور بالخوف وعدم الاطمئنان ، لكنها تحافظ على رباطة جأشها وتحاول رسم ابتسامة على محياها ،ولو كانت بلون الرماد حتى لا تسبب له القلق أما هو فيحس الآن بمشاعر متناقضة ، بين الخوف والفرح ، لكن نشوة الفرح كانت أقوى ، لقد استطاع ينال رضاها ويحصل على ثقتها وهي تجلس الآن بجانبه تسانده وتقدم له يد العون لتحقيق الهدف. لقد ابتعدت جميع الأفكار عن عقله ، فكرة واحدة هي التي ظلت ولازمت مكانها وهي التي تقوده الآن حيث يذهب . لقد قاربت الشمس على المغيب ، وعليه أن يسرع فالجو قارس البرد والمكان الذي يقصده لن ينتظرهم طويلاً . نظرت العجوز من نافذتها فأحست أنها كتلك الشمس ، أشرقت ، أضاءت ، أعطت الدفء والأمان ثم تعبت وغادرت دون أن يودعها أحد ، وأحست بشعور غريب لماذا ينتابها هذا الشعور ؟ لا تعرف بعد ، لكنها ستعرف حالما يصلون أخيراً وصلوا إلى المكان المنشود القابع وسط أشجار طويلة كثيفة أغصان ،عارية من الأوراق ، واستقرت السيارة أمام شجرة كبيرة بجانبها ممر حجري يمتد إلى باب ذلك المكان الهادئ الغريب. الظلام يحل شيئاً فشيئا ، و هاهو غراب بلونه الحالك يستقر على احد الأغصان في تلك الشجرة الكبيرة ليرى ذلك المشهد. نزل الرجل من السيارة وفتح الباب للعجوز ، ابتسمت ونزلت ، بينما عين زوجته ترمقها بنظرة ماكرة ، وابتسامة خبيثة ترتسم على وجهها . وقفت العجوز بينما الرجل يغلق الباب وتأملته ، لقد كان طفلاً جميلاً ذات يوم ، شهدت كل ما مر به في حياته منذ نعومة أظفاره ، وهاهو الآن يعدها بالسعادة في هذا المكان . أخذ حقيبة من صندوق سيارته الخلفي ، ووضعها أمامها ، وأخبرها أنه سيعود ليصحبها بعد حين. فهمت العجوز أخيراً مايحصل ، وفاضت دمعة حارة تشق أخاديد وجهها التي حفرتها السنين ، قلبها الضعيف يرتعش ، تعتصره غصة عنيفة ، أما عقلها فقد تجمد عند سؤال واحد ، لماذا؟ وضاعت روحها في أعماق الحيرة اليائسة. وبينما هي تراقبه وهو يغادر بسيارته مسرعاً ، تناهى إلى مسامع الرجل صوت ذلك الغراب على الشجرة وهو ينعق بحزن: عاق ،عاق
تحياتي للجميع
ابوعلي محمدالبكاري
عدد الرسائل : 3349 العمر : 39 الدولة : السعودية تاريخ التسجيل : 02/11/2008
موضوع: رد: مــشــهــد الأربعاء 26 نوفمبر 2008 - 8:07
تشكر على هذا المشهد تحياتي
عبد الغني النويهي
عدد الرسائل : 2794 العمر : 35 الدولة : قلوب الناس تاريخ التسجيل : 08/09/2008
موضوع: رد: مــشــهــد الأربعاء 26 نوفمبر 2008 - 11:21
مشكوووووووووووووور حبيبي وليد مزيد من الا بداااااااااااع
محمدالحيدري
عدد الرسائل : 4605 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
موضوع: رد: مــشــهــد الأربعاء 26 نوفمبر 2008 - 16:26
الف شكر
ووليد حبيب الكل
قدك تشتي لنفسك بس
وحياكم الله
ابوسلمان القادري
عدد الرسائل : 8437 العمر : 43 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 12/11/2008
موضوع: رد: مــشــهــد الأربعاء 26 نوفمبر 2008 - 17:10