بطولة المرأة في المسرحيات الشعرية لها تأثير شامل

أوضحت د. سوسن رجب أن لبطولة المرأة في المسرحيات الشعرية تأثيرا يظهر عبر عدة محاور تبدأ من العنوان وتنتهي بالرؤية مروراً بالشخصيات والأحداث واللغة.
وحددت رجب حديثها عن بطولة المرأة في المسرحيات الشعرية لأبرز الشعراء الذين يمثلون جيل الريادة في المسرح العربي رغم انتمائهم لمدارس فنية متباينة، مثل: أحمد شوقي وعزيز أباضه وعبد الرحمن الشرقاوي وصلاح عبد الصبور وأنس داود ومهدي بندق.
وقالت رجب في المحاضرة، التي ألقتها في النادي الأدبي بمنطقة تبوك مؤخراً بعنوان «صورة المرأة في المسرح الشعري»: عندما تكون المسرحية للمرأة فان الأمر ينعكس بالضرورة على المسرحية وطبيعة شخوصها وتطور أحداثها، مضيفة أن المؤثر النسائي يترك بصماته الواضحة، ويؤثر شكلا ومضمونا في اللغة وبناء الشخصية وتطور الأحداث من ناحية وفي القضايا السياسية والاجتماعية من ناحية أخرى.
وكانت د. سوسن رجب قد بدأت المحاضرة، التي أدارها أحمد سليم، بالحديث عن التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي على معالجة كتاب المسرح الشعري لقضايا المرأة، والى أي حد يؤثر تباين الاهتمام في تناول قضايا المرأة على صياغة المسرح الشعري واختلاف موضوعاته. وتطرقت إلى الموقع الذي تحتله المرأة في المسرحية الشعرية.
وقالت إن الهم الاجتماعي والقهر العاطفي هما القانون الصارم الذي تخضع له المرأة دون الرجل في مسرح شوقي، وأن العادات والتقاليد القبلية بمثابة الصخرة التي تتحطم عليها الآمال والأحلام، معتبرة أن هذه محنة قيس وليلى معا. وأضافت: لقد وجدا في وسط مجتمع متفسخ يموج بوهم العادات وعقيم التقاليد، وهو ما أفضى إلى محنة وأزمة كل منهما، ويتطور الزمن ولا تتغير هموم المرأة وان تبدلت، مشيرة إلى مسرحية «الست هدى» تقدم مشكلة من مشاكل المرأة العصرية، حيث تجمع الست هدى بين الثراء الفاحش والدمامة، وبفضل هذه الثنائية تتحول إلى مطمع لأزواجها الذين لا يرغبون إلا بالميراث. وقالت عن مسرحية «البخيلة» أنها تقدم وجها مغايرا عبر مشكلة السيدة نظيفة، وهي عجوز تحب المال لدرجة العبادة، فالمرأتان تنتميان للعصر الحديث وهمومه المغايرة لما كان يعرض له شوقي في مسرحياته السابقة، المرأة في المسرحية الأولى مطمع لمالها من ورثه، وفي المسرحية الثانية بخيلة تحرم نفسها ومن حولها،
وعرجت رجب بالحديث عن خصوصية «كيلو باترا» الملكة التي لا تفي عموميتها، فهي امرأة مظلومة تعي مبكرا حكم التاريخ عليها. وتحدثت عن صورة المرأة عند بقية الشعراء.
واختتمت د. سوسن رجب حديثها بقولها: حظيت المرأة بوجود مؤثر فعال في المسرح الشعري، واختلف تأثيرها ووجودها تبعا لطبعة القضية التي يعالجها النص المسرحي ومدى تركيزه على القضايا المتعلقة بها، فقد ظهرت متسمة بالصلابة والفعلية وحب الحياة والتمسك بها، وظهرت تعاني من القهر والظلم الاجتماعي، ووجدت في إطار يمزج الواقعي بالرمزي، وأتت ايجابية فاعلة مؤثرة وأسهمت في طرح ومعالجة العديد من القضايا النسائية والإنسانية المهمة