تعاني متاجر التجزئة الكبيرة من انخفاض كبير في مبيعاتها بدبي وسط قلق المستهلكين من أثر الأزمة المالية العالمية على دخولهم. كما يشهد قطاع العقارات تراجعا ملحوظا عكستها زيادة في المعروض وحرص المالكين على بيع عقاراتهم ولو بأسعار منخفضة للتخلص من أعبائها الإقراضية.
ويعد التسوق من العلامات المميزة لدبي وبقية الإمارات التي اعتادت على بذخ المتسوقين في ظل الإعفاءات الضريبية على المبيعات.
غير أن الأوضاع آخذة في التبدل، فقدر أحد أصحاب المتاجر الكبيرة نسبة تراجع المبيعات بـ20% في الأسبوعين الماضيين فيما يتعلق بمبيعات التجزئة. وأضاف في البداية لم يكن الناس يأخذون الأمر -في إشارة للأزمة المالية- مأخذ الجد، ولكن عندما بدأت البنوك ترفض بطاقات الصرف الآلي بدؤوا يدركون جدية الأمر.
ورغم عدم تأثر منطقة الخليج بأزمة الائتمان قدر تأثر أوروبا والولايات المتحدة بها، غير أن العدوى أصابت أسواق الأسهم فتهاوى المؤشر الرئيس العام لسوق دبي بأكثر من 65% منذ بداية العام, كما تراجع مؤشر سوق أبو ظبي بأكثر من 37%.
وأضرت تراجع السوق بشروط الإقراض وأثارت مجموعة من المحاولات من جانب حكومات وبنوك مركزية لتهدئة الآثار.
وقال رئيس مجموعة بن هندي إن مجموعته ستتخذ خطوات تحسبا لمزيد من التراجع في إنفاق المستهلكين بحيث يتم تخفيض الكماليات.
وقال رئيس المجموعة التي تعمل في الخليج والهند بأنهم سيقلصون من عدد الوظائف غير أن القرار لم يتخذ بعد حول الحجم الذي سيستغنى عنه. مشيرا إلى أن الأزمة لن تنقشع بسهوله وتحتاج إلى تعامل بحكمة وذكاء.
مؤشرات مقلقة
وتتمتع دبي منذ فترة طويلة بأنها من أهم مناطق التسوق، غير أن المستهلكين أخذوا يلمسون مؤشرات مقلقة نتيجة الأزمة المالية، كان أبرزها تخفيض العمالة وتراجع في الإقراض.
يذكر أن تقريرا سنويا عن العام 2007 أشار إلى أن حجم إنفاق زوار دبي بلغ 69% من الإنفاق على مبيعات التجزئة من السلع الكمالية والفاخرة.
ويسود الحذر كل مناحي الإنفاق الاستهلاكي فقالت طبيبة أسنان في دبي إن أعمالها تراجعت بنحو 40% هذا العام، مشيرة إلى أن الناس ينظرون لهذا العمل على أنه تجميلي.
تضرر العقار
ودلالة على تعثر بيع العقارات منحت شركة إعمار العقارية -أكبر شركة عربية للتطوير العقاري- مؤخرا المشترين مزيدا من الوقت لدفع أثمان المنازل الجديدة نظرا لصعوبة الحصول على تمويل عقاري.
في حين أوقف بنك الإمارات دبي الوطني -أكبر بنك في الإمارات- إقراض الأجانب العاملين في الشركات العقارية، خوفا من أن يهدد التباطؤ فرص عملهم ودخولهم.
وأوقفت شركة أملاك للتمويل العقاري منح قروض جديدة في الوقت الراهن.
وتراجعت أسعار العقارات في جزيرة نخلة الجميرة الاصطناعية -التي تعد من أحدث وأبرز معالم دبي- بنحو 40% منذ سبتمبر/ أيلول مع معاناة المشترين في الحصول على قروض رهن عقاري.
من جانب آخر أفادت وكالات التسويق العقاري بأن السوق تشهد زيادة في المعروض بدبي، إذ يسعى المستثمرون للتخلص من أعبائها.
وأشار مستشار عقاري إلى أن عدد المبيعات المتعثرة آخذ في الارتفاع منذ بداية الشهر الجاري وأن مستثمرين يبيعون عقارات بأسعار تقل 5% عن السعر الأصلي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]