طالب فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم") اليمنيين بالوحدة والحوار الجادّ للخروج من الأزمات التي يشهدها اليمن حاليًا، محذرًا من الدعوة للانفصال.
وخلال مقاله الذي نُشِر مؤخرًا تحت عنوان "حكـ....مة اليمن المشطورة" على موقعه تزامنا مع صحيفتي الوطن القطرية وعكاظ السعودية، دعا فضيلة الشيخ العودة "أهل اليمن جنوباً وشمالاً إلى طاولة الحكمة واللِّين والصبر والوحدة، مؤكدًا أنّ التنازع المفضي إلى الاختلاف مَدْعاة للفشل والهزيمة وذهاب الريح, والتي من صورها الحرب الأهلية الطاحنة, التي ستُخرج من الطرفين أسوأ ما في النفس الإنسانية من الغضب والاتهام والعصبية والثأر واللجاج.
وجاء مقال الشيخ العودة تزامنا مع دعوة علماء وشيوخ ووجهاء اليمن إلى عقد مؤتمر وطني للخروج بالبلاد مِمّا أسموها الأزمات المتفاقمة في أعقاب اجتماعات استمرت يومين بالعاصمة صنعاء والمحافظات الجنوبية التي شهدت بعض مناطقها أعمال عنف ورفع شعارات تدعو للانفصال.
وقد أشار في مقاله إلى أنّ أهل اليمن موصوفون بالحكمة والفِقْه, وموصوفون باللِّين في قول النبي صلى الله عليه وسلم, كما في الصحيحين: « أَتَاكُم أهلُ الْيَمَنِ هُم أَلْيَنُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ »، مؤكدًا أنّ هذه التزكية هي مطالبة في الوقت ذاته.
وأوضح أنّه من أعظم مظاهر اللِّين الاستعداد الدائم للحوار الجادّ, والاستماع للآخرين بقلب مفتوح, والتعرّف على مصدر الانزعاج بواقعية وإنصاف وتجرّد, وبدون اتّهام أو تخوين أو توظيف الاختلاف لضرب الأطراف بعضها ببعض.
وحذّر فضيلته من التسرُّع في الاستجابة لضغوط النفس التي تتبرم من الواقع أكثر مما تفكر في المستقبل, وتقبل على الشكوى أكثر مما تبحث عن البدائل والحلول, أو فيما يمكن أن تؤول إليه الأمور بعدُ.
وبين أنه من العقل والحكمة ألا نتوقع في حال ظهور أي دولة إسلامية أو عربية جديدة أنها ستكون كما يريد لها الناس, بل ستدخل في دهاليز التخلف من أبواب متفرقة , وليس باب واحد , وسينتظر الناس قليلاً ليستأنفوا الشكوى من جديد , وتبدأ " محاولات التصحيح" وتعود المعزوفة التاريخية سيئة الذكر.