يقول: طوبى لكل من يبارك «اسرائيل» واللعنة على كل من يعلن «اسرائيل»، ولذلك يعتمرني شعور بالثقة المفرطة عندما أنحاز إلى جانب «اسرائيل» وهي فكرة جيدة أن نفعل.من جانبه، يشير «راي ستيرن»، الكاتب في صحيفة «فينكس نيو تايمز» إلى أن العجب يزول من كون هذا السياسي أحد أبرز الداعمين لـ «إسرائيل» اذا كانت هذه هي عقيدته الدينية إذ ينتمي عضو الكونجرس المقرب من اللوبي الصهيوني إلى تيار من يسمون بـ «المحافظين الجدد» أو «اليمين الأمريكي»، من أتباع كنائس «المعمدانيين»احدى فرق الإنجليبين «البروتستانت».
جدير بالذكر أن لهذا الممثل الجمهوري سجل حافل بالتصريحات والمواقف المعادية للإسلام وتبني قضايا مثيرة للجدل متعلقة بالمسلمين.
كما يعرف عن «ترنت فرانكز» هوسه الشديد بالتنصير الذي تعكسه تصريحات سابقة له منها قوله:
– إن تمثال الحرية الحقيقي هو الصليب الذي علق عليه المسيح!
– إن الغاية من ايجاد أمريكا يمكن في مهمتها الأولى للسعي بنشر «الانجيل» في العالم بأسره.
_ إن أمريكا هي القاعدة التي تنطلق منها حملات التكريز بالإنجيل حول العالم «التنصير».
– فقط الإنجيليون من المؤمنين منا برسالة التنصير هم الأمريكيون الحقيقيون وحدهم أما الآخرين فهم أخطر علينا من المسلمين «الجهاديين»
كل هذه الأقوال كان قد أدلى بها ممثل ولاية أريزونا الجمهوري في «عظات الأحد» وكلمات حماسية ألقاها بكنيسة المرشح الجمهوري الخاسر للرئاسة «جون مكين» وفي وجوده كون الأول من أصدقائه المقربين!!
وعلى خلفية هذه التصريحات التي استعرضها كاتب أمريكي معارض للمحافظين الجدد، تساءل مندهشا وحق له أن يتساءل: «هل يؤمن جون مكين أن رسالة أمريكا هي تنصير العالم وتحويل الشعوب إلى الإنجيل؟».
لكن يبقى أخطر قول منسوب لـ «ترنت فرانكز» في تسجيل صوتي له يقول فيه:
– بغض النظر عما أخبرك به الرب أيها المستمع لو كنت نصرانياً في زي نجار أو نصرانياً مثلي يتخفى في زي عضو الكونجرس، فإننا جميعاً نشترك في الغاية السامية ذاتها وهي السعي لنشر «الإنجيل» في الأرض!
وبعبارة اخرى، فإن عضو الكونجرس البارز يعترف هنا أنه مهووس بالتنصير أولاً ثم اضطر بعد ذلك إلى التخفي في زي السياسيين نظراً لأن نظام بلاده العلماني مؤسس على مبدأ «فصل الدين عن الدولة». وليس أسهل على المنصر من لبس ثوب ليس له وتصنع الإسلام لو تطلب الأمر ذلك [كما يفعل أكثر نصارى القبط والعرب خلف شاشات الحاسوب في الإنترنت] لأن المدعو «بولس الرسول» هو أول من أسس هذا المبدأ البراجماتي في التنصير:
فإني إذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس - مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح - لأربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوما. وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه [رسالة كورنثوس الأولى 9: 19–23].
وهكذا صار المنصر «ترنت فرانكز» سياسياً بارزاً لكي يربح مواقف تأييد سياسية لصالح العدو الصهيوني، وما أكثر شواهد دعم التنصير لهذه الحركة اليهودية الخبيثة فهما وجهان لعملة واحدة هي الاستيطان والتوسع لنهب مقدرات الشعوب وسحق من تقاوم منها «باسم الرب»!! فكم من منصر متصهين مثله في أردية السياسيين تحت قبة الكونجرس أو مجلس الشيوخ أو حتى في «البيت الأبيض»؟
الرد على كلام السياسي / المنصر الأمريكي
والحقيقة أن هذا السياسي قد تعمد تحريف النص الموجود في كتابه بقراءة تأويلات الصهاينة والمنصرين الباطلة ونسبتها إلى الله دون أن نجد كلامه بالالفاظ التي ذكرها على ضوء الفقرات الثلاث الأولى من الإصحاح الثاني عشر بأول أسفار التوراة والكتاب [ سفر التكوين]:
وقال الرب لابرام: «اذهب من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت ابيك الى الارض التي اريك. (2) فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك وتكون بركة. (3) وابارك مباركيك ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الارض».
بمقارنة كلام عضو الكونجرس الأمريكي السابق بنص كتابه يظهر جلياً تحريف المعنى المراد وتنكشف الحيلة التي يلجأ إليها المنصرون والصهاينة إذ يفترضون أن عبارة «الأرض التي أريك» المقصود بها «فلسطين» والتي تصبح فيما بعد «أرض اسرائيل» بزعمهم، وأن بركة الرب على نبيه ابراهيم إنما المخصوص بها اليهود من نسل الاسباط من يعقوب أي «اسرائيل» بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام، فصار المعنى في ظنهم أن من يحسن إلى اليهود تحصل له البركة بسبب ذلك حتى تتبارك فيهم جميع الأمم وأن من يسيء إليهم تحل عليه اللعنات!!
ورداً على كلام هذا السياسي أقول وبالله التوفيق:
أولاً: يُستفاد من النص أن في هذا القول المنسوب للرب دليل على الأمر الإلهي لنبي الله إبراهيم بالهجرة المعروفة لمكان بيت الله الحرام بمكة المكرمة حيث أرى الله ابراهيم موضع البيت بدلالة قوله له في نص التوراة هذه «إذهب.. إلى لأرض التي أريك»، وأن الله هو الذي تكفل بهداية خليله إلى ذلك المكان المقدس. يوافق هذا النص قوله تعالى في القرآن الكريم: {وَإِذْ بَوّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ م؟؟؟؟انَ الْبَيْتِ أَن لاّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهّرْ بَيْتِيَ لِلطّآئِفِينَ وَالْقَآئِمِينَ وَالرّكّعِ السّجُودِ} سورة الحج 26
وهذا يشير إلى أنه قد كان مكانا مهجوراً ومجهولاً غير معلوم عند أحد من الناس إلا الله وحده، بل يكن ثم مدينة أو قرية باسم مكة، وإلا لما كان قال له «الأرض التي أريك» بدون أن يسمي له تلك الأرض. وهذه المعاني الضمنية لا تنطبق على فلسطين، زمن تنزل هذا الأمر، لأنها كانت مأهولة بالسكان ومعروفة لجميع الأمم المجاورة بـ «أرض كنعان» عندما دخلها سيدنا ابراهيم عليه السلام.
ثانياً: ويستفاد من النص السابق أن في ذلك الموضع – أي بمكة المكرمة وهذه هي الحقيقة الجغرافية – سوف تنشأ «الأمة العظيمة»، والحقيقة التاريخية تقول أنهم من نسل اسماعيل. فكان لابد من الارتحال أولاً إلى ذلك المكان لكي يصير فيه خليل الله «أمة عظيمة» بدليل لفظ «فأجعلك»، أي بعد ذلك سأجعلك يا ابراهيم أمة عظيمة والفاء تفيد الترتيب الزمني.
يتعضد هذا الفهم بما جاء في نفس السفر من وعود الهية لهاجر عليها السلام بخصوص وليدها اسماعيل: «قومي احملي الغلام وشدي يدك به.لاني ساجعله امة عظيمة» التكوين 21/18، وكذلك ما جاء بسفر التكوين 17/20 أن الله وعد بمباركة اسماعيل ونسله وأنه سيجعلهم أمة كبيرة.
ولم يحصل من العظمة والبركات والخيرات الدنوية لبني اسماعيل عليه السلام – من مثل اشتهارهم بشدة البأس في الحرب وبقوافل التجارة بطول الجزيرة العربية وعرضها ومع الدول المجاورة – كما حصل لقريش العدنانية الاسماعيلية وفي مكة المكرمة، قبل الإسلام حتى سادت كافة القبائل العربية، مكة التي فيها كذلك كان بدء واكتمال بركات الله الروحية لخيري الدنيا والآخرة بمبعث رسول الله (ص) منها ودعوته فيها ومن ثم فتحه لها وتطهيرها لعبادة الله وحده والحج والانطلاق منها لنشر ملة سيدناابراهيم عليه السلام والفتوحات وقوافل الدعاة.
ونقول للمعاندين المجادلين: إن لم تكن مكة المكرمة هي المكان الذي تحققت فيه هذه الوعود والبشارة بالبركات لنبي الله ابراهيم وابنه اسماعيل فاين اذاً ومتى؟ فإن قالوا» في القدس قد صار اليهود أمة عظيمة»، فإني أقول لهم أن اليهود أبداً ما كانوا أمة عظيمة في ذلك الموضع وكتبهم المقدسة تشهد عليهم ما فعلوه من فجور وكفر وجرائم في قدس الاقداس وكل الأرض المباركة. ولم تتبارك فيهم القبائل والأمم من ذلك المكان بل على العكس حاربتهم الأمم وابغضهم جيرانهم وتسلطوا عليهم الكل فأين العظمة وقد بددهم الله وشتتهم وهدم هيكلهم مرتان؟!
فإن قالوا أن «نبوءة هذا النص لم تتحقق وأن اليهود سيحققون هذا الوعد في زمننا هذا» ولو بهذه الطريقة التي نراها على شاشات التلفزة، وقد قالت اليهود والنصارى هذا الكلام وخصوصا في الغرب وأمريكا، فهم اذا قد شرعوا لهذه الجرائم المرتكبة ضد الانسانية ولهذه الانتهاكات وقد أضفوا عليها هالة من القداسة توقعهم في تناقضات صارخة مع ما أعلنوه من مباديء «حقوق الانسان» و «المساواة» و«التعايش» فظهر نفاقهم!!
فهل يريد الله يا نصارى كل هذه الدماء الزكية البريئة لتسيل فوق الأرض المباركة من أجل مباركة «شعبه المختار» بزعكم؟ هل «بركة ابراهيم» هي عنوان ثالوث الحصار والنار والدمار الذي يصيب غزة؟ أم هل صرتم ترون هؤلاء الصهاينة الأوغاد المجرمين «أمة عظيمة»؟!
إن مشاهد غزة اليوم فضحت وتقضي على كل تحريفكم وأكاذيبكم على الله ورسله، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس حتى يظهر لكل متأمل وذي لب وعقل وضمير حي، أن الأمة المحمدية إذ تصمد وتقاوم هذا الصمود العجائبي الخارق في غزة بهذه الروح رغم كل هذه التضحيات، لا بد وأنها هي ولا ريب «الأمة العظيمة» التي تلجأ إلى ربها وحده بلا ند ولا ولد، مولية كل وجه حزين شطر تلك الأرض المقدسة التي أراها الله ابراهيم عليه السلام حتى حقق له ولذريته فيها من بعده كافة وعوده. فالتحقيق التاريخي للعرب قبل وبعد الإسلام وخاصة قريش، مقترنا بالتحقيق الجغرافي، يثبت ذلك.
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) سورة البقرة
ثالثاً: ويستدل من قوله «وابارك مباركيك ولاعنك العنه» أنه ما من أمة اليوم تبارك سيدنا ابراهيم وتذكره في صلاتها أكثر من خمس مرات يومياً، كما تفعل أمة الإسلام في مساجدها وبالبيت الحرام على وجه الخصوص، بل ليس هناك أمة الآن تباركه غيرها، ونعني بذلك «الصلاة الابراهيمية» التي تقال بعد التحيات في كل صلاة من الصلوت الخمس اليومية وغيرها.
فالأمة التي تبارك ابراهيم عليه السلام هي أمة مباركة وهي هذه الأمة وحدها، ومقدساتها مباركة لأن المكان الذي حصلت فيه البركة لنبي الله ابراهيم ولذريته الصالحة من بعده هو مكان مقدس ومبارك.
إن هذا النشاط البشري الديني الفريد من نوعه عند المسلمين – إلى اليوم وهذا حالهم في الصلاة بهذا الموضع في مكة المكرمة واستقبالهم بالبيت الحرام قبلة – لدليل، في المكان والوظيفة الدينية فيه، على تحقق هذه البشارات والوعود الكتابية، في أحوال عبادة المسلمين وسائر دلالاتها الدينية في هذا المكان وأنه مقدس (أي مكة المكرمة بالضروة).
وإلا فليحضر لي اليهود أو النصارى أين من كتب صلواتهم الكنائسية القديمة والمعتمدة مباركتهم لسيدنا ابراهيم عليه السلام؟ لأن النص التوراتي واضح الدلالة والمعنى «وابارك مباركيك». قارن هذا بالصلاة الإبراهيمية التي يحفظها كل طفل مسلم: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
رابعاً: وفهم البعض من بشارة سفر التكوين «وتتبارك فيك جميع قبائل الارض»، أنها دليل على عالمية هذه البركة، أي رسالة الدين الإسلامي، بل وعالمية هذه الأرض التي سيذهب إليها ابراهيم عليه السلام وقد كان ولله الحمد والمنة من قصاد بيت الله الحرام من معتمرين وحجاج.
وختاماً أقول: ما احتلال فلسطين وكل هذا البطش والعربدة فوق ثرىأرضها المباركة إلا عمليات تحريف قيصرية لحقائق الجغرافيا من اجل الرجوع بعجلة التاريخ للوراء عملاً على إلغاء ما تحقق في الزمان من بركات حصلت للمسلمين، بمعطيات يفرضها مسلسل الأحداث الدموية المفتعلة في المكان، كما يحصل من جديد في غزة وغيرها.
والهدف من خلال العمل العسكري المسلحهو نقل المسرح الجغرافي لهذه البشارة التوراتية من مكانها الحقيقي إلى موضع آخر، واحلال شعب مكان آخر، حتى يجحدوا نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث من مكة المكرمة من نسل اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام، فلا كأنه خرج ولا كأن أمته العظيمة خرجت من هذا المكان المقدس. ويهدفون بعد الصد عن سبيل الله، اعلاء كفرهم والانتصار لكلمة الباطل فوق كلمة الحق، ولكن كلمة الله تظل هي العليا أبد الدهر والله غالب على أمره ولا غالب لهم.
نصر الله أهلنا في غزة وأمدهم بمدد من عنده!
الرجاء ذكر المصدر عند النقل ولو كان في صياغة خبرية للمواقع الاعلامية مراعاة للحقاس
أيها السياسي الأمريكي أنت تقول نبارك الحرب على حماس… أليس كذالك ؟؟؟
نحن نرى عكس ذلك … أنتم يا قردة ويا خنازير تحاربون أطفال ونساء وشيوخ عُزّل. ولا تحاربون الرجال الشرفاء المجاهدون ؟؟؟؟
أليست هذه هي الحقيقة ؟؟؟ كل ما تقوم به مدللتك إسرائيل هو الحرب من الجو وليس البر لأنها جبانة أن تحارب برّا. فنصيحتي لك يا من تزعم نفسك كاتب …
أكتب أن مدللتي إسرائيل الجبانة لا تحارب الرجال ، فهي لا تملك الرجال فلديها الجنس الثالث كما يقولون. ونساء وأطفال فلسطين أطهر منهم وأقوى منهم .
