أكد الأستاذ يوسف فرحات القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ان الاحتلال الصهيوني يتحمل المسئولية الكاملة عن انتهاك التهدئة وذلك نتيجة لاختراقاته الفضة والمتكررة للتهدئة منوهاً إلى أن أي عرض جديد لتهدئة قادمة لابد أن يخضع لشروط جديدة .
وشدد على ان التهديدات الصهيونية باغتيال قادة كبار في حماس لم تزد حماس إلا قوة وثباتاً ومنحها مزيداً من ثقة والتفاف الجماهير .
وقال القيادي في حركة حماس الاستاذ يوسف فرحات في حوار خاص لـ"موقع القسام " :" ان حماس وكتائبها مستعدة لأي سيناريوهات قادمة قائلاً " إذا اضطر العدو الصهيوني حماس للمواجهة فستقوم حماس بواجبها على أتم وجه "،وإليكم نص الحوار الذي أجراه مراسل المكتب الإعلامي في المنطقة الوسطى :
** التهدئة انتهت , باعتقادك ما هي السيناريوهات التي تعتقد أنها ربما تكون في الأيام القليلة القادمة ؟؟
بداية نقول إن التهدئة التي أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم عن انتهاءها ، يتحمل الاحتلال وحده المسؤولية عن انتهائها ، وذلك نتيجة الخروقات المتكررة لهذه التهدئة ، مما اضطر فصائل المقاومة أن تضرب بها عرض الحائط ، مع العلم إنه ليس من مصلحة الاحتلال الدخول في جولة جديد من التصعيد والمواجهة ، كما أنه ليس من مصلحته أيضاً أن تنعم فصائل المقاومة بثمرات هذه التهدئة ، لذا السيناريو المتوقع هو ن تعيش المنطقة حالة من التهدئة واللاتهدئة ، وربما أن تكون علاقة الاحتلال في هذه المرحلة مع فصائل المقاومة قائمة على سياسة ردود الأفعال ، ولاسيما أن توسيع جبهة المواجهة لا تخدم الاحتلال ، حيث تنشغل الجبهة الداخلية في انتخابات جديدة للكنيست ، لكن في نفس الوقت إذا شعر الاحتلال أن المقاومة ستوسع من عملياتها ، فلا يستبعد أن يلجأ إلى عمليات اغتيال التي ربما تطال قادة كبار، سيصحبها اجتياحات كبيرة لعدة مناطق حدودية .
**في ظل التجربة التي خاضتها الفصائل , باعتقادك هل بالإمكان العودة لتجديد التهدئة ؟؟ وما هي أهم المشاكل التي سودت الصورة بهذا الشكل تجاه موضوع التهدئة ؟؟
في عالم السياسة ليس هناك شئ مستبعد ، مع العلم أن التهدئة انطلقت من قاعدة تحقيق المصلحة لشعبنا ، لذلك عندما وجدت الفصائل أن الاحتلال يتفلت من استحقاقاتها ضرب بها عرض الحائط وأعلن عن انتهائها ، لذا فإن أي عرض لتهدئة جديدة فمن المفترض أن يخضع لشروط جديدة وأن يستفيد من التجربة السابقة
** بعد تجربتكم للوساطة المصرية في موضوع التهدئة , هل بالإمكان لمصر أن تكون وسيطاً ناجحاً في ملفات أخرى , خاصة لو تحدثنا عن موضوع صفقة تبادل الأسرى ؟؟
دعنا نتحدث بصراحة بأن مصر تتحمل المسؤولية عما آلت إليه التهدئة ، وذلك بأنها لم تقم بالدور المطلوب منها في مراقبتها وتحميل المسؤولية للطرف التي يخرقها ،والعالم كله يعلم أن الاحتلال هو الذي قام بخرق التهدئة وعدة مرات ، لكننا لم نسمع كلمة واحدة من الجانب المصري يحمل الاحتلال المسؤولية ، لذا في حال ما أرادت مصر أن تقوم بدور الوسيط من جديد ، عليها أن تتابع الأمور بصورة جدية سواء كان ذلك يتعلق بالتهدئة أم بصفقة تبادل الأسرى .
** كيف استعدت حماس سياسياً وعسكرياً للمرحلة القادمة والتي يبدو أنها ستكون معقدة وصعبة ؟؟
حماس كانت تعتقد منذ اللحظة الأولى أن الاحتلال لا يلتزم بالتهدئة ، لذا استغلت الفترة التي ساد فيها الهدوء وتوقفت المواجهات لتطوير قدراتها العسكرية ، حيث تعتقد أن المواجهة الكبيرة مع الاحتلال قادمة ولابد ، مع العلم أن الاحتلال يدرك ذلك وطالما تحدث عن استعدادات حماس لهذه المرحلة ، وقد سمعنا حديث الصحف العبرية ، عن مدن أقامتها حماس تحت الأرض .
ومع كل هذه الاستعدادات ، إلا أن حماس لا تتمنى لقاء العدو ، لأن أي مواجهة مع العدو ستكون قاسية ومكلفة للغاية ، ولكن إن اضطرت حماس للمواجهة فسوف تقوم بواجبها على أتم وجه
** ربما سمعتم عن التصريحات الصهيونية التي تهدد باغتيال قيادات كبيرة في حماس , في ظل وجود ضوء أخضر عربي ربما , كيف تقرؤون هذه التصريحات ؟؟ وهل تستطيع حماس تجاوز أزمة غياب القادة بالاغتيال ؟؟
حماس حركة تحمل مشروع كبير وهي تسعى لتحرير الأرض للإنسان ، فضلاً أنها اليوم تقوم بدور الدفاع عن الأمة ، لذا من الطبيعي أنها ستتعرض للمخاطر وسيتعرض قادتها للاغتيالات ، وقد نال العدو في الماضي من قادتها وقدمت الحركة في سبيل الله والوطن صفها القيادي الأول ، إلا أن ذلك لم يزد حماس إلا قوة وثباتاً ، ومنحها مزيداً من ثقة الجماهير ، لذلك لا يمكن لحماس أن تتأثر أو تتراجع من جراء غياب القادة لأنها حركة ولادة للقادة ، فإذا غاب قائد جاء بعده آخر ، فضلاً أن الحركة اليوم أضحت حركة شعب وأمة .
** باراك يصرح ويقول " التهدئة لم تكن خطأ " هل تعتقد أن التهدئة كانت في صالح الصهاينة ؟؟ وما الذي دفع باراك للحديث بهذا التصريح ؟؟
بلا شك أن الاحتلال قد استفاد إلى حدٍ كبير من التهدئة ، حيث جلبت لقراه المجاورة لغزة شيئاً من الأمن ، ومن المعلوم أن قادة العدو مختلفون بشأن التهدئة وجدواها ، وبارك هو واحد من الذين يتبنون التهدئة ، والحديث عنها في هذا الوقت ربما يخدم دعايته الانتخابية
** بعد الحشد الهائل الذي ناصر حماس في يوم انطلاقتها الحادية والعشرين , هل نستطيع القول أن حماس قادرة على فرض شروطها في المرحلة القادمة ؟؟ وهل من مكاسب خلفها الوقوف الشعبي الكبير خلفها ؟؟
مما لا شك فيه أن الحشود الكبيرة التي شاركت حماس في انطلاقتها الحادية والعشرين كانت رسالة قوية للاحتلال والقوى المحاصرة لغزة بأن حماس لم يزدها الحصار إلا قوة وثباتاً ، لذلك وجدنا وسائل الإعلام في الكيان الصهيوني مازالت حتى هذه اللحظة تتناول مهرجان حماس بالتحليل والتعليق ، ومن ثم نقول من الطبيعي أن تكون حماس قادرة على فرض شروطها حيث تستمد قوتها أولاً من الله ثم من جماهيرها .
** إلى موضوع آخر .. ما موقف حماس بعد تاريخ 9/1 ؟؟ وهل ستنصب حماس دويك رئيساً ؟؟ وفي حال ذلك من الذي سيسير الأمور خاصة في ظل اعتقال الدويك ؟؟ وما هي الصفة التي سوف تطلقونها على عباس ؟؟
لقد قالت حماس أكثر من مرة إن الحكم في هذه المسألة هو القانون ، حيث لا يسمح القانون للرئيس عباس بعد هذا التاريخ أن يبقى رئيساً ولو ليوم واحد ، لذا فإن حماس بعد هذا التاريخ ستتعامل مع محمود عباس بصفته كان رئيساً في الماضي ، وحسب القانون فإن رئيس المجلس التشريعي يصبح رئيساً إلى أن تجرى انتخابات لاختيار رئيس جديد .
** حماس هل يمكن لها تحت أي ظرف الموافقة على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة ؟؟ وماذا لو نفذ عباس تهديده بإجراء انتخابات في الضفة وحدها ؟؟
حماس من حيث المبدأ لا تمانع من إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة ، ولكن بشرط أن يكون ذلك في إطار توافق وطني ، ومسألة إجراء انتخابات في الضفة الغربية وحدها كما هدد الرئيس عباس أمر مرفوض ولا يمكن أن يكتب له النجاح فضلاً أنه يعزز من حالة الانقسام القائمة
** بعض المحللين يقولون أن حماس هي أقل الخاسرين من عدم وجود وفاق وطني , كيف تقيمون هذا الكلام ؟؟
إن تقييم حماس للأمور ينطلق دائماً من مراعاة المصلحة الوطنية ، ولا يمكن لحماس أن تقدم المصلحة الحزبية للمصلحة الوطنية وهذا جعلها دائماً الأحرص على الحوار وإنهاء حالة الانقسام ، وطالما قدمت كثيراً من التنازلات من أجل إنهاء حالة الانقسام ، لذلك تؤكد حماس وبصورة لا تقبل التأويل إن استمرار هذه الحالة تضر بشكل كبير بالمصلحة الوطنية ومشروعها التحرري .
** بعد هذه الأزمات المتعاقبة , كيف تجدون مستقبل الحوار الفلسطيني وهل نستطيع القول إن الأمور وصلت إلى مرحلة اللاعودة ؟؟
بالرغم من أن حركة فتح وضعت كثيراً من الألغام والعراقيل في طريق الحوار وذلك من خلال تصميمها على اعتقال المئات من أبناء حماس في الضفة الغربية فضلاً عن حالة الانقسام التي تعيشها حركة فتح وعملها من خلال أجندة صهيونية وأمريكية ، إلا أن حركة حماس ترى أن الحوار وإنهاء حالة الانقسام هو واجب وطني ومن ثم هي مازالت تأمل أن يستجيب العقلاء في حركة فتح لنداء العقل والوطن وأن يتحرروا من الفيتو الأمريكي حتى يتمكن الفرقاء من إنهاء حالة الانقسام المشئومة التي يعيشها شعبنا .
** كلمة توجهها إلى الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة على أعتاب مرحلة جديدة من التضحيات والمقاومة على ما يبدو ؟؟
نقول لشعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج بأن الفرج قريب فاصبروا وصابروا ورابطوا ، فلابد أن يطلع الفجر وعما قريب سينكسر الحصار ، فشعب يتمسك بخيار المقاومة سيبقى عزيزاً بإذن الله تعالى ، وهذه التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا لا يمكن أن تذهب أدراج الرياح فعما قريب سنقطف ثمرتها ونفرح بها ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم
المصدر : القسام
