وسط مخاوف جدية من انتهاء حلم الثورة، وارتباك يسود الساحة السياسية، يدلي ملايين المصريين اليوم (السبت) بأصواتهم في صناديق الاقتراع في اليوم الأول من جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، لاختيار رئيس جديد للبلاد تحت حماية الجيش والشرطة العسكرية، بعد ساعات عصيبة عاشتها البلاد ليل الخميس الجمعة في أعقاب قرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان واستمرار المرشح أحمد شفيق في السباق الرئاسي، ما جعل المصريين يتطلعون بعين على صندوق الاقتراع وأخرى على مصير الثورة وتداعيات التحول الديمقراطي، وتسليم السلطة التي باتت جميعها مهددة بالفعل، في وقت عززت أجهزة الأمن إجراءاتها داخل اللجان الانتخابية وفي محيطها، ودفع الجيش نحو 150 ألف جندي لتأمين جولة الإعادة في مختلف المحافظات تحسباً لاندلاع أي أعمال عنف طوال يومي التصويت .
وتظاهر آلاف المصريين في ميدان التحرير وسط القاهرة، أمس، احتجاجاً على قرارات المحكمة الدستورية، ورددوا هتافات مناهضة لشفيق وتطالب باستبعاده من جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، كما ردّدوا هتافات ضد المجلس العسكري متهمينه بالانقلاب على الثورة، فيما نددت قوى ليبرالية ويسارية وعلمانية بالمجلس العسكري الذي اعتبرته "قائد الثورة المضادة"، ودعت نواب مجلس الشعب إلى العودة إلى صفوف الثوار "لوقف سيناريو الانقلاب العسكري" .
وأبلغ المجلس العسكري رسمياً أمس الأمانة العامة للبرلمان، بقرار حله تنفيذاً لقرار المحكمة الدستورية، فيما استبقت أجهزة الأمن قرار العسكري بإغلاق بوابات البرلمان، ومنع الدخول إليه اعتباراً من صباح أمس، وقد شمل قرار المنع النواب والمصورين الصحفيين والمحررين البرلمانيين . وتوقعت مصادر برلمانية للبرلمان، أن يشمل حكم الدستورية مجلس الشورى كون القانون الذي أجريت الانتخابات التشريعية للمجلسين على أساسه واحداً .
ونفى رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني، صحة ما نقلته عنه تقارير إعلامية عن عزمه إصدار بيان اعتذار للشعب حول أداء المجلس، مشدداً على اعتزازه بكل النواب وبأدائهم الذي كان على قدر المسؤولية التي حملهم الشعب إياها، لافتاً إلى الحملات الموجهة ضد البرلمان خلال الأشهر الماضية وزيادتها بعد التوافق الوطني على تشكيل الجمعية التأسيسية .
إلى ذلك، دعا المجلس "الاستشاري" نظيره "العسكري" إلى تأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية الجديدة، لما بعد إصدار الدستور الجديد، مطالباً بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، لتصبح جمعية مستقلة ومنفصلة تماماً عن البرلمان والرئيس القادم، ما يضمن حيدتها وتمثيلها لجميع أطياف المجتمع المصري .
أمريكا قلقة لحل مجلس الشعب المصري
أعربت الولايات المتحدة، أمس، عن "قلقها" حيال قرار المحكمة الدستورية العليا في مصر اعتبار نتائج الانتخابات التشريعية في هذا البلد غير قانونية، وتدرس تداعيات هذا القرار .
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين "نحن قلقون حيال قرار المحكمة (الخميس) الذي سيؤدي إلى حل هيئة منتخبة ديمقراطياً" .
