المَوتُ يَركضُ في الأَزِقَّةِ حافِيا
و (تَعِــزُّ) تَغزِلُ مِن خُطاهُ قَوافِيا
و صَدى المَدافِعِ طَبلةٌ مَخروقَةٌ
مِن خَلفِها ، تَذَرُ القُبُورَ مَشافِيا!
و على المَداخِلِ و المَخارِجِ صِبيَةٌ
يَرمُونَ بالأحلامِ صُبحاً غافِيا
و الغَيمُ في (صَبــِرِ ِ)الصُّمودِ كأَنَّهُ
أرواحُ مَن قُتِلُوا بأيديْ المافِيا
و صَبيَّةٌ في (بابِ مُوسى)أَخرَجَت
مِن سَلَّةِ الآهاتِ صُبحاً صافِيا
و أَبٌ يُسَبِّحُ في (المُصَلَّى)بَعدَ أنْ
صَلَّى و ضَمَّ الجُرحَ حُزناً خافِيا
و هُناكَ إخوةُ يُوسُفٍ مِن حَولِهِ
أَلقَوا بهِ في (بئرِ باشا) طافِيا
و الصَّوتُ يأتي مِن هُناك ولم يَزَل
(سأعُودُ نُوني في يَدَيَّ و كافِيا
و أُحِيلُ هذا الجُبَّ نَهراً جارياً
و حدائقاً و مَشاتِلاً و مَصافِيا
و أُحِيلُهُ للكادِحينَ مَزارِعاً
و لِمَن يَلُوكونَ الجِراحَ مَنافِيا
سأعودُ و الفَجرُ الخَجُولُ براحَتي
لَحناً أُعَتِّقُ مِن صَدَاهُ زِفافِيا)
يحيى الحمادي