جناح الحمائم بالمؤتمر الشعبي يجري تحركات سرية في واشنطن
واشنطن خاص:
كشف مصدر يمني في واشنطن أن البيت الأبيض الأميركي رفض استقبال وفد يمني يزور الولايات المتحدة حاليا برئاسة الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية، تعبيرا عن امتعاض الولايات المتحدة الأميركية بسبب الإحراج الذي وضعها فيه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حينما أصدرت الخارجية الأميركية بيانا أعلنت فيه قرب توصل الأطراف السياسية اليمنية إلى حل جذري للأزمة السياسية خلال أسبوع، بناء على وعد من الرئيس اليمني بهذا الخصوص نكثه بمجرد حلول موعد تنفيذه.
وقال المصدر إن إلحاح السفارة اليمنية لدى واشنطن على استقبال القربي وتلميح السفير اليمني عبدالوهاب الحجري بان وزير الخارجية اليمني يحمل رسالة مهمة للإدارة الأميركية من جناح الحمائم في الحزب الحاكم، أجبر حامل الملف اليمني جون بيرنان مستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الإرهاب على الخروج من مكتبه إلى فندق ريتز كارلتون القريب من البيت الأبيض من أجل لقاء سري بالدكتور القربي استغرق عشرين دقيقة فقط.
ووفقا للمصدر فإن الدكتور القربي نجح في إزاحة أحد أعضاء الوفد من المقربين جدا من نجل الرئيس من حضور العشر الدقائق الأخيرة من اللقاء بمستشار أوباما ليتمكن من طرح رسالة شفوية حمله إياها الدكتور عبدالكريم الإرياني تتضمن إبلاغ الإدارة الأميركية بأن شخص واحد فقط في اليمن يقف حجر عثرة أمام الاتفاق على انتقال سلمي وسلس للسلطة في اليمن. وتعليقا على هذه الرسالة بادر مستشار أوباما بالقول: " أعرف ذلك إنه الرئيس صالح" ، لكن القربي صححه قائلا: " ياريت أنه الرئيس صالح، ولكنه نجله قائد الحرس الجمهوري الذي ما زالت فكرة ترؤسه للبلاد خلفا لوالدة معشعشة في رأسه ولم يدرك بعد أن المتغيرات الأخيرة في المنطقة وفي الداخل اليمني لن تسمح له بذلك، كما لم يدرك أن إقصائه قبل اقصاء والده هو الهدف الأساسي من انتفاضة التغيير الشبابية. وهز السفير الحجري رأسه موافقا على هذا الرأي، مضيفا أن قائد الحرس الخاص طارق صالح معتكف حاليا في بيته بسبب خلافات حادة مع نجل الرئيس وأنه يخشى أن ينظم طارق مع حرسه الخاص إلى اللواء علي محسن لأن الاثنين وفقا لرأي الحجري تربطهما توجهات اسلامية وربما تعاطف مع تنظيم القاعدة. وبوغت الحجري بسؤال من مستشار أوباما حسب تسريب المصدر عن شقيق طارق المحبوب بين الشباب والذي يمقت المتطرفين، هل مازال لديه طموح للحفاظ على مجد الأسرة، (ربما أنه يقصد يحي محمد عبدالله صالح) فهز الحجري رأسه ضاحكا " ليس الآن ولكن بعد أن تتوقف بطارية قلب عبدربه منصور"
ومن جانبه شدد مستشار أوباما للقربي بأن الرئيس صالح ونجله يجب أن يرحلا من الحكم كي تتمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على استثماراتها في الجيش اليمني وبالذات في الحرس الجمهوري والأمن المركزي، مشيرا حسب المصدر إلى أن واشنطن لن يرضيها تدمير الحرس الجمهوري والأمن المركزي، في حال اندلاع مواجهات ناجمة عن تشبث صالح ونجله بالسلطة. وقال المصدر الذي استمع للقربي يتحدث مع مستشار أوباما أثناء توديعه له في مدخل الفندق، إن المسؤول الأمريكي، أعرب عن اعتقاده بأن صالح هو السبب في ضياع فرصة تجنيبه المحاكمة لأنه "يدلل أبنائه كثيرا ويريد أن يهديهم بلدا بأكمله بدلا .. وقد كان بإمكانه أن يفعل ذلك في الشهور الأولى من الأزمة، أما الآن فقد أصبح الرفض العارم له ولأفراد عائلته يحرج الولايات المتحدة كثيرا الأمر الذي قد يضطر واشنطن على عدم معارضة إحالة الملف اليمني إلى مجلس الأمن.
وحاول القربي التوضيح بأن المحيطين بنجل صالح مازالوا يوهمونه بإمكانية وصوله إلى السلطة عن طريق القوة، معربا – أي القربي- عن خشيته من أن يفقد اللواء علي محسن الأحمر قائد الجيش المعارض صبره ويقتحم بقواته قصر الرئاسة الأمر الذي سيؤدي إلى مواجهات عنيفة قد تدمر الجيش اليمني وتجعل انفصال الجنوب أمرا ممكنا، كما ستسمح للحوثيين بالهيمنة على المحافظات الواقعة شمال وشرق العاصمة صنعاء، كما أن القاعدة قد تحصل على نصيبها من الكعكة. ولوحظ حسب المصدر أن مستشار أوباما كان يقطب جبينه وعبرت ملامحه عن مشاعر الامتعاض من إصرار الرئيس صالح على التشبث بالسلطة. لكنه وعد القربي بتحويل الضغط الأميركي من صالح نفسه إلى نجله لأن الأب حسب قول القربي لن يعمر طويلا وحالته الصحية لا تسمج له بالبقاء في اليمن بسبب ضعف الإمكانات الطبية في بلاده.
وفي سياق متصل نفى مصدر في السفارة اليمنية بواشنطن أن يكون الدكتور القربي أو أي شخص من أعضاء الوفد قد أفصح عن عزمه عدم العودة إلى اليمن، غير أن دبلوماسيا يمنيا طلب عدم الكشف عن اسمه قال أن وزير المالية نعمان الصهيبي يعتزم البقاء في نيويورك والتفرغ لمشاريعه المالية الخاصة لأنه وصل إلى قناعة بأن الدولة اليمنية مصيرها الإفلاس وأن أي حكومة قادمة سوف تواجهها مصاعب جمة.
ويتألف الوفد اليمني الذي وصل مساء الأحد إلى نيويورك قادما من واشنطن من كل من وزير الخارجية، الدكتور أبوبكر القربي ووزير المالية، نعمان طاهر الصهيبي ومحافظ البنك المركزي، محمد بن همام ونائب وزير التخطيط والتعاون الدولي، مطهر عبد العزيز العباسي. وتخلف عن القدوم إلى نيويورك جلال يعقوب وكيل وزارة المالية الذي تولى مسؤولية الترجمة للوفد، وتردد في واشنطن أنه هو الآخر يعتزم البقاء في العاصمة الأميركية وأن صهره الثري محمد يحي المتوكل أبدى استعداده للإنفاق عليه إذا ما قرر استقدام اسرته والبقاء في أمريكا. وكان يعقوب ومحمد المتوكل قد لعبا دورا محوريا في الاستعانة بجماعات ضغط معروفة لإجراء لقاءات هدفت للترويج لنجل الرئيس أحمد علي عبدالله صالح كزعيم جديد لليمن، وتحذير الدوائر الأميركية من مخاطر هيمنة علي محسن الأحمر وحميد الأحمر على عصب صنع القرار في اليمن، لكن محاولاتهم هذه لم تلق آذانا صاغية بسبب التقارير الإيجابية التي نقلها السفير الأميركي في صنعاء للمركز في واشنطن عن انطباعاته عن شخص علي محسن ومرونته واستجابته لكافة الحلول.
وكانت العاصمة الأمريكية واشنطن قد استضافت جلسة مباحثات بين اليمن والبنك الدولي وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي عقدت خلال الفترة من 21 - 25 سبتمبر الجاري.