إلى من ملاء حبها قلبي وإشتعلت نار الشوق باحشائي للقياها
فسلام من المولى الكريم عليك عدد الشجر والحجر والبشر وقطرات المطر
آه يا أماه كم سودت من صفحات وكم كتبت من مقالات وكم سال بين أصابعي مداد القلم ولكنه اليوم يرتجف كعصفور بلله المطر هاأنذا أعصر
القلب مداداً وأسطر إليك رسالتي وأتساءل: بأي لغة سأكتب وأرقى حتى أصل إلى مقامك العالي وعرشك السامي ؟!!
آه لو كنت بقربي لألقيت برأسي في حجرك وبكيت كما لم يبكي أحداً حتى أغسل بالبكاء أحزان قلبي وأوجاعه التي تكاثرت عليه حتى صار
أعشى وأخاف أن يعمى فـ ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).
مازلت أتذكر يا أماه في تلك الليالي في قريتنا كنت كلما أفزعني دوي الرعد
هدهدت يداك رأسي مثلما هدهد الفجر رياحين الروابي.
أتساءل وأعلم أنك لا تملكين لي جواب أما زالت قريتنا يا أماه يأتيها المطر كما كان ؟!!
أما زالت حقولنا تزرع الذرة وتزدان بالسنابل وكيزان الشام ( الهند ) كما كانت أم أن القات قد احتلها كما سمعت ؟!!
أخشى يا أماه إن زرتها أن لا أجد تلك الرائحة التي تفوح من السنابل والزرع وتعطر المكان وتلك العصافير التي كنت أطاردها كل صباح
وكلما هاجمت السنابل قرب موسم الحصاد وأن أجد رائحة سموم القات قد اجتاحت المكان .
أماه أنا مشتاق إليك شوقاً يفوق الوصف وأكاد أطير إليك بغير جناح.
إنني أكتب إليك الآن وفي العين دموع وفي القلب جروح تنزف وصدأ لن يصفوا إلا بلقاك .
كنت أحسد بقرتنا على تلك الرعاية والعناية والدلال الذي فازت به وتلك الحفاوة التي تلقاها منك أسألك بالله ما كل الحب بينك وبينها؟!!
أماه وقد صار بيني وبينك اليوم مفاوزا وقفار وقد فرقتنا الأقدار ليس لي إلا أن أدعو المولى الكريم أن يمطر على وادي قلبك الفسيح سحائب
الغيث الهاطل حباً وشوقاً ودعاءاً وشكراً وبرداً وسلاماً .
منقول