قررت دائرة في محكمة جنايات القاهرة تحاكم وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من كبار ضباط الشرطة السابقين في قضية قتل المتظاهرين ضم محاكمتهم الى القضية المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك والتي سيبدأ نظرها في الثالث من أغسطس اب أمام دائرة أخرى في المحكمة.
وقتل أكثر من 840 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة آلاف اخرين خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني وأطاحت بمبارك بعد 18 يوما.
وأحيل العادلي والضباط الستة الكبار الذين كانوا من أقرب معاونيه وكذلك مبارك للمحاكمة بتهم تتصل بقتل المتظاهرين عمدا مع سبق الاصرار والشروع في قتل المتظاهرين الذين اصيبوا بغرض اخماد الانتفاضة.
ونظرت قضية العادلي والضباط الستة في أكثر من جلسة لكن اضطراب قاعة المحكمة التي اكتظت بمحامين ومصابين وأقارب قتلى وكذلك اعتراض محامين على رئيس الدائرة المستشار عادل عبد السلام جمعة قائلين انه أصدر أحكاما لمصلحة مبارك في السابق حالت دون المضي قدما في نظر القضية.
وقال جمعة يوم الاثنين وقد مثل العادلي والضباط الستة في قفص الاتهام "بعد أن أحالت محكمة استئناف القاهرة القضية المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسني مبارك للدائرة الخامسة جنايات شمال القاهرة عن ذات التهم وذات أدلة الثبوت التي يحاكم بها المتهمون قررت المحكمة تطبيقا للقانون ضم القضية المنظورة بجلسة اليوم للدائرة الخامسة جنايات شمال القاهرة لنظرها مع الجناية رقم 3642 لسنة 2011 مع استمرار حبس المتهمين."
وكانت الدائرة التي يرأسها جمعة بدأت نظر قضية العادلي والضباط الستة في أبريل نيسان.
وفي أوائل الشهر الحالي اعتذر جمعة عن عدم نظر قضية أخرى خاصة بقتل المتظاهرين متهم فيها رئيس مجلس الشعب المنحل فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى المنحل صفوت الشريف و23 من المسؤولين والنواب ورجال الاعمال قائلا ان دائرته مشغولة بنظر كثير من القضايا بحسب صحف محلية نقلت عنه.
لكن نشطاء كانوا اعترضوا على احالة القضية التي تعرف بقضية موقعة الجمل الى جمعة.
وكان راكبو جمال وخيول هاجموا المعتصمين في ميدان التحرير في الثاني من فبراير شباط وقتلوا عشرات منهم وأصابوا مئات اخرين. واتهم سرور والشريف واخرون بتدبير الهجوم.
ويعتصم ألوف النشطاء في ميدان التحرير بالقاهرة وفي مدينة الاسكندرية الساحلية وبضع مدن أخرى منذ الثامن من يوليو تموز الحالي احتجاجا على ما يقولون انه بطء محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين وبطء تنفيذ اصلاحات طالب بها من قاموا بالانتفاضة.
وفي بداية الجلسة يوم الاثنين طلب جمعة أن يقتصر تصويرها على التلفزيون المصري في وقت ازدحمت فيه القاعة بكاميرات العديد من محطات التلفزيون.
وظهر العادلي والضباط الستة في قفص الاتهام.
وكان المحتجون طالبوا بعقد جلسات محاكمة المسؤولين السابقين في قضايا قتل المتظاهرين وقضايا الفساد علنا.
ويرقد مبارك (83 عاما) في مستشفى بمنتجع شرم الشيخ على البحر ألاحمر منذ بدء التحقيق معه في ابريل نيسان.
وأبلغت مصادر رويترز الشهر الحالي بأن محاكمته من المرجح أن تجري في شرم الشيخ وليس في القاهرة التي يمكن أن تصعب السيطرة فيها على حشود يتوقع أن تتوجه الى المحكمة للمشاهدة.
ولدى خروج سيارات الشرطة المصفحة التي تقل العادلي والضباط الستة من مبنى المحكمة يوم الاثنين لاعادتهم الى السجن رشقها عشرات النشطاء بالحجارة.
والعادلي مكروه منذ استخدمت الشرطة الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والعصي الكهربية والهراوات في تفرقة المحتجين الذين كانوا يطالبون بتنحي مبارك الذي قضى 30 عاما في حكم البلاد.
وتنظر محاكم جنايات في بضع محافظات أخرى قضايا متهم فيها ضباط بقتل متظاهرين.
ويحاكم في قضية مبارك ابناه علاء وجمال لكن بتهم تتصل باستغلال النفوذ وكذلك صديقه رجل الاعمال حسين سالم المتهم بالرشوة.
وألقت السلطات الأسبانية القبض على سالم قبل بضع أسابيع بتهمة غسل الأموال.