مروان بن محمد أبو الشمقمق.
شاعر هجاء، من أصل البصرة، قراساني الأصل، من موالي بني أمية، له أخبار مع شعراء عصره، كـبشار، وأبي العتاهية، وأبي نواس ، وابن أبي حفصة.
وله هجاء في يحيى بن خالد البرمكي وغيره، وكان عظيم الأنف، منكر المنظر.
زار بغداد في أول خلافة الرشيد العباسي، وكان بشار يعطيه كل سنة مائتي درهم، يسميها أبو الشمقمق جزية.
قال المبرد: كان أبو الشمقمق ربما لحن، ويعزل كثيراً، ويجد فيكثر.
مقططفات من بعض قصائدة
قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا = جواداً إلى المكارمِ ينمي
مايبالي أتاهُ ضيفٌ مخفٌّ = أمْ أتَتْهُ يَأْجُوجُ مِنْ خَلْفِ رَدْمِ
بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ = فلم يَعْسُرْ على أَحَدٍ حِجَابِي
فمنزليَ الفضاءُ وسقفُ بيتي = سماءُ اللهِ أوْ قطعُ السحابِ
ذَهَبَ المُوالُ فَلا مُوا = ل وَقَد فَجِعنا بِالعَرَب
إِلّا بَقايا أَصبَحوا = بِالعَصرِ مِن قِشرِ القَصَب
وَمُحتَجِبٌ وَالناسُ لا يُعرِفونَهُ = وَقَد ماتَ هَزلاً مِن وَرا البابِ حاجِبُه
إِذا قيلَ مِن ذا مُقبِلاً قيلَ لا أَحَد = وَإِن قيلَ مِن ذا خَلفه قيلَ كاتِبُه
بَرَزَت مِنَ المَنازِلِ القِباب = فَلَم يَعسِر عَلى أَحَدٍ حِجابي
فَمَنزِلي الفَضاءُ وَسَقفُ بَيتي = سَماءُ اللَهِ أَو قطعِ السَحابِ
ما لي أَراكَ بَخيلاً = أَما تَجودُ بِشَيءِ
أَما مَرَرتَ بِسَلحٍ = لِكَلبِ حاتِمٍ طيءِ
لَو رَكبتُ البِحارَ صارَت فِجاجا = لا تَرى في مُتونِها أَمواجا
فَلَو أَنّي وَضَعتُ يا قوتَةً حَمرا = ءَ في راحَتي لَصارَت زُجاجا
إِنَّ رِياحَ اللُؤمِ مِن شَحمِهِ = لا يَطمَحُ الخِنزير في سَلحِه
كَفاهُ قِفلٌ ضاعَ مِفتاحُه = قَد يَئِسَ الحَدّادُ مِن فَتحِه
قالَ لِيَ الناسُ زُر سَعيدَ بنَ سَلَمٍ = قُلتُ لِلناسِ لا أَزورُ سَعيدا
وَأَميري فَتى خُزاعَةَ بِالبَصرَةِ = قَد عَمَّها سَماحاً وَجودا
هَيهاتَ تَضرِبُ في حَديدٍ بارِدٍ = إِن كَنتَ تَطمَعُ في نَوالِ سَعيدِ
وَاللَه لَو مَلَكَ البَحارَ بِأَسرِها = وَأَتاهُ مسلم في زَمانٍ مَدودِ
لَشَتّانَ ما بَينَ اليَزيدَينِ في النَدى = إِذا عَدَّ في الناسِ المَكارِم وَالمَجدُ
يَزيدُ بَني شَيبانَ أَكرَمَ مِنهُما = وَإِن غَضَبَت قَيسُ بنُ عَيلان وَالأَزدُ
الصِدقُ في أَفواهِهِم عَلقَم = وَالإِفكُ مِثلَ العَسَلِ الماذي
وَكُلُّهُم في بُخلِهِ صادِقٌ = وَفي النَدى لَيسَ بِأَستاذِ
لحية مروان تقي عنبرا = خالط مسكاً خالصاً أذفرا
فما يقيمان بها ساعةً = ألا يعودان جميعاً خرا
أَنا بِالأَهوازِ جارٌ لِعَمر = لِعَظيمٍ زَعَموا ضَخمَ الخَطَر
لا يَرى مِنهُ عَلَينا أَثَر = لا يَكونُ الجودُ إِلّا بِأَثَر
إِذا حَجَجتَ بِمالٍ أَصلُهُ دَنِسٌ = فَما حَجَجتُ وَلَكِن حَجَّتِ العيرُ
لا يَقبَلُ اللَهُ كُلَّ طَيبَةٍ = ما كُلّ مَن حَجَّ بَيتَ اللَهِ مَبرورُ
أَنا بِالأَهوازِ مَحزو = ن وِبِالبَصرَةِ داري
في بَني سَعدٍ وَسَعدٌ = حَيثُ أَهلي وَقَراري
عادَ الشَمَقمَقُ في الخَسارَةِ = وَصِبا وَحنّ إَلى زُراره
من بَعدِ ما قيلَ اِرعَوى = وَصَحا لِأَبوابِ الشَطاره
يا قاضِيَ البَصرَة ذا الوَجهِ الأَغَرِّ = إِلَيكَ أَشكو ما مَضى وَما غَبَر
عَفا زَمانٌ وَشِتاءٌ قَد حَضَر = إِنَّ أَبا عَمرَةَ في بَيتي أَنجَحَر
الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً = أَمشي وَيَركَبُ غَيري
قَد كُنتُ آمُلُ طرفاً = فَصِرتُ أَرضى بَعيرِ
مُنايَ مِن دُنيايَ هاتي الَّتي = تَسلَحُ بِالرِزقِ عَلى غَيري
الجَردَقُ الحاضِرُ مَع بضعةٍ = مِن ماعِز رخصَ ومن طير
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الخُبزَ فاكَهِةً = حَتّى نَزَلَت عَلى أَوفى اِبنَ مَنصورِ
يَبِسُ اليَدَينِ فَما يَستَطيعُ بَسطَهُما = كَأَنَّ كَفَّيهِ شَدا بِالمَساميرِ
وَلَهُ لحيَةُ تَيسٍ = وَلَهُ مِنقارُ نَسرِ
وَلَهُ نَكهَةُ لَيثٍ = خالَطَت نَكهَةَ صَقرِ
وَلَقَد قُلتُ حينَ أَقفَرَ بَيتي = مِن جِرابِ الدَقيقِ وَالفُخّارَةِ
وَلَقَد كانَ آهِلاً غَيرَ قَفرِ = مُخصِباً خَيرُهُ كَثيرُ العِمارَةِ
الطَريقُ الطَريقُ جاءَكُم الأَحْ = َمَق رَأسَ الأَنتانِ وَالقَذَرَةِ
وَاِبنُ عَمِّ الحَمارِ في صورِةِ الفي = لِ وَخالُ الجاموسِ وَالبَقَرَةِ
ما أَراني إِلّا سَأَترُك بَغدا = د وَأَهوى لَكورَةِ الأَهوازِ
حَيثُ لا تُنكرُ المَعازِفُ وَاللَهْ = وُ وَشربَ الفَتى مِنَ التَقمازِ
ما جَمَعَ الناسُ لِدُنياهُم = أَنفَعُ في البَيتِ مِنَ الخُبزِ
وَالخُبزُ بِاللَحمِ إِذا نِلتَهُ = فَأَنتَ في أَمنٍ مِنَ التَرَزِ
آوَيتُ دِهليزَكَ مُنذُ أَربَعٍ = وَلَم أَكُن آوي الدَهاليزا
خُبزي مِنَ السوقِ وَمَدحي لَكُم = تِلكَ إِذاً قسمة ضيزى
لَو قَد رَأَيتُ سَريري كُنتَ تَرحَمُني = وَاللَهُ يَعلَمُ مالي فيهِ تَلبيسُ
وَاللَهُ يَعلَمُ ما لي فيهِ شايِكَة = إِلّا الحَصيرَة وَالأَطمارِ وَالديسِ
أنا مِن زُوارِ بَيتي = وَأَنا ضَيفٌ لِنَفسي
أَشتَري في كُلِّ يَومٍ = حِزمَةَ البَقلِ بِفِلسِ
أَنتُم خَشارٌ خَشارُ = وَلَيسَ خَزٍّ كَخَيشِ
تَزَوَّجوا في قُرَيشٍ = إِن كُنتُم مِن قُرَيشِ