كشفت دراسة أمريكية عن أن الاكتئاب وداء البول السكري يرتبطان على ما يبدو بزيادة خطر الوفاة بصورة كبيرة جراء الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الأمراض خلال فترة ستة أعوام بالنسبة للنساء. جاء ذلك في تقرير نشرته مجلة "أركايفز أوف جنرال سايكايتري" في عددها الصادر في يناير الجاري، وهي إحدى مجلات "جاما اند أركايفز" التابعة للجمعية الطبية الأمريكية.
ونقل موقع "ساينس ديلي" الإلكتروني المتخصص بالمجال العلمي عن التقرير القول إن الاكتئاب يؤثر فيما يقرب من 15 مليون بالغ أمريكي كل عام ، فيما يعاني ما يزيد على 23,5 مليون بالغ أمريكي داء البول السكري.
وتؤثر أعراض الاكتئاب على ما يتراوح بين 20% و25% من مرضى السكري، وهو ما يقرب من ضعف عدد الأشخاص الذين لا يعانون هذا المرض. ويعد داء السكري ومضاعفاته من الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم. وقد أجرى الدكتور آن من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن وزملاء له هذه الدراسة على 78282 امرأة تتراوح أعمارهن بين 54 و79 عاما في عام 2000، شاركن في "دراسة صحة الممرضات"، وهي من الدراسات الطبية الأمريكية الواسعة. وخلال ستة أعوام من المتابعة، لاحظ الباحثون أن 4654 من النساء المشاركات في الدراسة فارقن الحياة، بينهن 979 امرأة توفين بسبب أمراض القلب والجهاز الدوري.
ومقارنة مع النساء اللائي لم يعانين أيا من المرضين، زاد خطر الوفاة بنسبة 44% لدى النساء المصابات بالاكتئاب، بينما زاد بنسبة 35% لدى المصابات بداء البول السكري، فيما تضاعف خطر الوفاة بالنسبة للنساء اللائي يعانين كلا المرضين. وبالنظر لحالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والجهاز الدوري فقط، تبين أن خطر الوفاة زاد بنسبة 67% لدى المصابات بداء البول السكري، وبنسبة 37% لدى النساء المكتئبات، بينما يزيد بمقدار 2,7 ضعف لدى النساء اللائي يعانين المرضين.
يقول معدو الدراسة إن "الآليات الأساسية الكامنة وراء زيادة خطر الوفاة المرتبطة بالاكتئاب لدى مرضى داء البول السكري لاتزال غير واضحة". وأضافوا: "يعتقد بصورة عامة أن الاكتئاب مرتبط بسوء مراقبة نسبة السكر في الدم وزيادة خطر حدوث مضاعفات لداء البول السكري وعدم التزام المرضى بتدابير داء السكري والعزلة الاجتماعية".
وعلاوة على ذلك ، يرتبط السكري والاكتئاب بالسلوك الضار بالصحة مثل التدخين وسوء النظام الغذائي وأنماط الحياة التي تتسم بالكسل والخمول، بل إن الاكتئاب قد يحدث تغييرات في النظام العصبي تنعكس سلبا على القلب.
يقول الباحثون معدو الدراسة: "إذا أخذنا في الاعتبار عدد السكان الذين قد يتأثرون بكلا المرضين السائدين ، فمن الضروري إمعان النظر في إعداد استراتيجيات تهدف إلى توفير إدارة ودعم نفسي مناسبين لأولئك الذين يعانون الأمراض المزمنة الطويلة الأمد، مثل داء السكري".