حذر من تأخير مطالب الشعب وحمل بقايا الحاكم المسؤولية..
د/ الشرجبي: حشود السبعين جعلت من النظام مستأجراً والمصيبة ستبدأ بتصفير خزينة الدولة
أخبار اليوم/ عبدالحافظ الصمدي
قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور/ عادل الشرجبي، إن ما يؤخر عملية الرحيل أو تنحي الرئيس هو حكمة الشعب وعدم انجراره إلى العنف.
وأضاف في تصريح لـ"أخبار اليوم": إن صالح لا يريد أن يفهم مطالب الشعب ويكابر ويحاول أن يتغابى كما يبدو ليصنف المسألة إلى مؤيدين له ومناصرين للمعارضة دون التعامل معها على أنها حركة شعبية تطالب بإسقاط النظام، لافتاً إلى أن الرئيس صالح يريد أن يجير هذه الحركة لصالح أحزاب اللقاء المشترك.
وأوضح الشرجبي أن الرئيس ومن خلال تعاطيه مع الاحتجاجات يحاول أن يظهر بأن هناك انقساماً بالشارع، معتبراً الحديث حول انقسام الشارع غير صحيح، كون من يسمون بمؤيدي الرئيس/ علي عبدالله صالح مستأجرين.
وتابع: إنه وفي ظل ما يقوم به يمكن أن يطلق عليه "رئيس مستأجر" وفقاً لعلم المنطق الذي فيه يمكن أن يبدل طرفي المعادلة ذلك في حال أخذت مسألة "استئجار الأنصار"، بشكل معكوس ـ حسب تعبير أستاذ علم الاجتماع.
وشدد الشرجبي على رئيس الجمهورية المبادرة في الموافقة على مطالب الشارع حقناً للدماء، مؤكداً أن تأخير مطلب الشعب لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع، فالشعب اليمني مسلح، وهناك فرق من الجيش تقف إلى جانب الثوار.
واستطرد إنه ورغم ذلك فالشباب حريصون على انتهاء المسألة وتسليم السلطة بشكل سلمي.. والدستور اليمني يلزم الرئيس علي عبدالله صالح بالتهيئة للانتقال السلمي للسلطة وليس التداول كما يروج له زبانية النظام بأن التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات.
وأردف الشرجبي : الدستور ينص على الانتقال السلمي للسلطة، ما يعني أن الانتقال للسلطة بشكل سلمي في حالة حدوث انقلاب أو حصول ثورة أو موت الرئيس ، وليس التداول عبر الانتخابات.
وحمل الدكتور/ الشرجبي بقايا النظام المسؤولية عن ما يمكن أن يصل إليه الشعب اليمني من عنف ، مستدركاً بأن النظام وبعد أن تستنفذ الأموال التي يشتري بها المظاهرات والاعتصامات المؤيدة له، سيلجأ للقوة.. مضيفاً بأن النظام في الرمق الأخير، كون الأموال التي يمكن أن يوظفها لم تعد تفي بالغرض وذلك في شراء المناصرين والمؤيدين الزيفيين بعد انتهاء خزينة الدولة وبالتالي لن يستطيع الموظفون استلام مرتباتهم لهذا الشهر، ليلجأ النظام حينها لاستخدام القوة لضرب تجمعات الأحرار في المحافظات اليمنية.
واعتبر الشرجبي في ذات السياق أنه في حال حدوث ذلك ستبدأ مصيبة الشعب اليمني في العنف وما يهدد به الشعب من حرب أهلية.. وأضاف أنه ورغم تهديدات الرئيس للشعب بأن القبائل مسلحة وستحدث حروب لم يحدث ذلك من قبل الثوار ولم تطلق طلقة واحدة حتى اليوم ولم يستخدم أي سلاح، لذا على الرئيس أن يفهم، وأن يكون وفياً لهذه الشرعية الدستورية، فالدستور يلزمه أن يحافظ على السلم الأهلي ووحدة البلاد والشعب وألا يعمل على إثارة الفتن، كون ذلك هو مفهوم الشرعية الدستورية ـ حد قوله ـ لافتاً إلى أن الرئيس وزبانيته يفهمون من الشرعية الدستورية مفردة الانتخابات فقط، حيث يردد الرئيس باستمرار "الصندوق ، الصندوق"، في حين أن الشرعية الدستورية أوسع من ذلك الحديث ولم يعد صالح الآن رئيساً دستورياً للبلاد ـ حد قوله.
وتابع: إن على الرئيس أن يفهم أنه لم يعد رئيساً للبلاد وفقاً للدستور في الممارسات التي مارسها ضد الشعب اليمني وآخرها قذف الحرائر اليمنيات في خطابه أمس، معتبراً حديث الرئيس عن اختلاط في ساحة التغيير بصنعاء بأنه قذف علني لكل نساء اليمن.
وأردف الشرجبي : لم يعد هناك حوار مع من يتهم حرائر اليمن بالرذيلة.
وحول الحديث بأن أغلب من يحضرون مهرجانات مؤيدة للرئيس حضورهم طواعية دون أي مقابل.. أجاب الشرجبي : إننا مجتمع قبلي وتقليدي نعرف بعضنا البعض وبالتالي نعرف أن من يحضرون يقبضون المال مقابل ذلك.
وقال : أنا شخصياً عرض علي أحد المقربين أن أقوم بإعداد ورقة من صفحتين كتصور لما سماها بجماعة مستقلة، مقابل خمسمائة ألف ريال، وأنا أعرف أنها مرتبطة بجهاز الأمن، ولكني رفضت ، لافتاً إلى أن هذا المبلغ الذي عرض عليه يستلمه مقابل عمله لـ 4 أشهر في جامعة صنعاء، منوهاً إلى أن هناك من يقبل ومن يرفض مثل هذه العروض ، فنحن مجتمع صغير وتقليدي وعلاقاتنا مباشرة وأولية وكثيراً ما نجتمع في جلسات القات ويحكي بعضنا للآخر لنعرف أن هناك أموالاً تدفع لمناصري النظام وتستوجب محاكمة النظام أمام محكمة الفساد ـ حد قوله.