أخبار اليوم/ عبدالحافظ الصمدي
توقفت عدد من محطات الوقود عن العمل في أمانة العاصمة وعدن والمحافظات الأخرى ، فيما تصطف عشرات المركبات أمام محطات على وشك التوقف اثر أزمة خانقة في المشتقات النفطية، شهدتها البلاد بشكل مفاجئ ولم تكن متوقعة من قبل المواطنين.
وأرجعت مصادر في شركة نفط عدن أن الشركة هدفت من خلال تعميم ينص على صرف 30 لتر بترول فقط لكل سيارة وعدم صرف الديزل إلا للأفران والكهرباء والمياه فقط، إلى تقنين عملية صرف المشتقات البترولية خاصة مع الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها البلاد والمتمثلة بالثورة الشبابية المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح .. ملوحة إلى أن المخزون الاحتياطي قد لا يتحمل تزويد المحافظة وباقي المحافظات بالوقود خلال الفترة القادمة في حال استمرار عملية الصرف الطبيعي .
وكانت مذكرة رسمية كشفت عن نفاذ احتياط البنك المركزي اليمني من العملة الصعبة خلال عام في حال استمر توقف النفط من قطاع مأرب، وقالت أنه من المحتمل توقف إنتاج الغاز المسال الذي يتم إمداده لمحطة الكهرباء وتوقف ضخ الغاز الطبيعي إلى بلحاف وتوقف مصفأة مأرب..
وفي هذا السياق تحدث الخبير الاقتصادي اللبناني غالب أبو مصلح واصفا بأن ما ورد في الوثيقة مبالغ فيه يستعمل كتهويل على الثوار لرسم صورة قاتمة لمستقبل اليمن وللمسؤوليات الكبيرة التي سيتحملها الثوار في حال نجاحهم‘ إلا أن مصلح استدرك بأن اليمن يعاني من أزمة حقيقية على الصعيد الاقتصادي..
وأشار الخبير الاقتصادي مصلح في حوار لـ" أخبار اليوم" تنشره الصحيفة غدا إلى انه من الطبيعي في ظل الثورة أن تلجأ السلطة اليمنية إلى إرهاب الجماهير على الصعيد الاقتصادي، لافتا إلى أن الأمور لا يمكن إصلاحها في ظل النظام المطالب بإسقاطه في اليمن؛ إذ لابد لبديل شامل، غير أن السؤال الذي يطرح على المعارضة اليمنية حول التصور البديل عن السياسات التي قادها النظام؛ حيث يفترض بالثورة أن تهدف لإجراء إصلاحات جذرية سياسية واقتصادية، لكن لا زال غير واضح إن كان للثوار أي برنامج من هذا النوع حد قوله.
وأوضح مصلح بأن اليمن سيمر في مراحل صعبة؛ إذ ليس من السهل أن تكون هناك قوى تقدمية وتغيرية في اليمن في ظل الهيمنة السعودية والخليجية وهيمنة دولار النفط على السياسات في تلك المنطقة خاصة تدخل الولايات المتحدة وقيادتها الأسطول الخامس في البحرين كما أن لها قواعد حقيقية في السعودية التي حكم العائلة فيها بحماية أميركية، لذا هي تخشى نجاح الثورة في اليمن وتعمل على إجهاضها حسب تعبير الخبير اللبناني مصلح الذي أكد أن التهديد بالإفلاس لا يمكن له أن يوقف الثورة، موضحا في ذات السياق إن النظام في اليمن أساء لإدارة الاقتصاد منذ زمن ورضخ لضغوط إقليمية ودولية في إتباع إلى حد بعيد جدا السياسات الليبرالية وأخذ بتوصيات صندوق النقد الدولي، وهي سياسة كفيلة لأن تدفع بالبلاد إلى مأزق تاريخي يتمثل في إفقار الجماهير وزيادة معدلات البطالة وتعطيل الإنتاج وهو ما دفع الجماهير إلى الثورة.