أخطاء تربوية شائعة .. متجدد

يعمد بعض الآباء عند انزعاجه من صغيره لتصرفاته الخاطئة إلى قول عبارة :

( لم أعد أحبك ) !!

وتخيلوا كم هي قاتلة لقلبه الصغير!!

فالطفل سيفكر: إما أن أبي كاذب .. وهذه مصيبة كبيرة
أو أنه صادق .. لم يعد يحبني.. وهذه مصيبة أكبر

الحب هو الشيء الذي ينبغي أن نقدمه يومياً لأطفالنا وبلا شروط
إنه كالهواء والماء يعطى دون قيود

فإن أخطأ طفلك قل له : هذا تصرف خاطئ ، أو أنا غاضب

ولا تقل أبداً : لا أحبك

بل على العكس : قل له بأن حبك له هو ما يدفعك لتعليمه الخطأ والصواب

عزيزتي الأم .. ضمي طفلك كل صباح وكل مساء وقولي : كم أحبك ...

ولو صار ابنك أو ابنتك في مثل طولك !! لا تتوقفي عن إبداء محبتك

لايمكن للحب أن يفسد الطفل
إنما يفسده الدلال وعدم الحزم
أو يفسده القمع والشدة

أما الحب ... فهو سر أي تربية ناجحة..

دمتم بود

يعمد الكثير من الأهل عند غضبهم من التصرفات الخاطئة إلى إطلاق ( الألقاب )

فمثلاً يقال للطفل المشاغب : أيها المشاكس .. يا شعنون .. أنت مؤذ ٍ
ويقال لمن يكذب : يالك من كاذب !
ولمن أخذ ما ليس له نقول : أيها السارق .. يالص
أو .. ياعنيد .. أبو راس كبير .. يا غليظ .. يا وقح ... إلخ

تذكروا إخوتي أن الطفل .. وحتى المراهق .. يبحث عن هويته في عيون الآخرين
فإن داومنا على وصفه بالكاذب .. سيصدق ذلك ويتقمص هذه الشخصية فعلاً !
كذلك بقية الأوصاف ..

أو على العكس ( وهو احتمال أضعف ) سيرمي تقييمنا وراء ظهره ولن يأبه لرأينا بعد اليوم !

وقبل كل هذا علينا ألا ننسى أن ربنا تبارك وتعالى نهانا عن التنابز بالألقاب

نحن يا إخوتي نربي ولسنا قضاة في محكمة حتى نطلق الأحكام

ومن طبع الأطفال أن يخطئوا .. فعلينا أن نعالج الخطأ نفسه دون أن نصف الطفل به

قل له : الكذب ممنوع .. الضرب ممنوع ..
هذا تصرف خاطئ .. كن لطيفاً مع أختك ..
لا يجوز أن نلمس شيئاً ليس لنا دون إذن ..
لا أسمح لك أن تخاطبني بهذه الطريقة ..
هذا كلام لا يليق ..

في كل ما سبق نحن نركز على التصرف الخاطئ دون أن نصف الولد بوصف سيئ

فلنحاول أن ننتبه لطريقة كلامنا

والله المستعان

تصرف صغير ألاحظه على بعض الأمهات حين يعذبها صغيرها أثناء تناول الطعام
فهو يمانع الأكل وهي تهدده بقولها : أآكله أنا ؟
وأحياناً .. تشترك الأخت الكبيرة في التمثيلية ..
تتظاهر الأم بأنها تريد إدخال الملعقة في فم الأخت والأخت تقول : أنا ياماما أطعميني أنا!
وفي اللحظة الأخيرة تقول الأم : لا .. هذه لحمودة ! ويفتح حمودة فمه ضاحكاً ويأكل اللقمة بسعادة وأخته تتظاهر بالبكاء !

موقف بسيط .. صغير .. قد لا نأبه له ..
وكثير من الأمهات تقول : لا يأكل ابني إلا باستخدام هذا الأسلوب
وقد تطبقه في أمور أخرى .. فتهدد الطفل بأن أخاه سيلبس ثيابه إن لم يفعل أو أنها ستعطي كأس الحليب للقطة ... إلخ

انظروا إلى ما أراه في هذا الموقف :
أرى حمودة يتعلم أنه : حتى لو كنت شبعاناً .. سآكل فقط كي لا تأكل أختي !!

أرأيتم أسوأ من هذا ؟؟
أين الكرم والعطاء ؟ أين الإيثار ؟ أين محبة الإخوة ؟ أين الحد من دوافع الغيرة ؟
أين أخلاق الإسلام؟

حمودة يأكل فقط ليجاكر أخته .. رغم أنه لا يريد الأكل !
يفعل شيئاً لا يريده فقط لفوز ويخسر غيره ..

ترى هل أبالغ ؟؟

ربما .. ولكني أحاول ألا أفعل هذا مع أولادي

كنت سعيدة أمس حين كانت صغرى البنات ترفض الطعام فقالت لها أختها الكبيرة :
هيا كلي .. وإلا سآكله أنا !

قالت الصغيرة : معلش .. كلي .. أنا بسمحلك !

هل هناك أجمل من هذا ؟