بين ليلةٍ وضحاها تحوَّل الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بنعليه إلى بطل شعبي يتحدث عنه الجميع في العالم كله، وكالعادة لم يكن موقع "الفيس بوك" ذائع الصيت بعيدًا عن الحدث.
حيث اشتركت العديد من المجموعات التي تم إنشاؤها بعد حادث قذف الحذاء في دعم الصحفي العراقي منتظر الزيدي ووصف ما قام به بأنه عمل بطولي عبر عن ملايين العرب والمسلمين حول العالم.
أغلب هذه المجموعات حرصت على نشر صور الزيدي على صفحتها الرئيسية وخاصة صوره وهو يقوم بقذف الرئيس بوش بحذائه خلال وقائع المؤتمر الصحفي وصور له أثناء عمله في قناة "البغدادية" وصور أخرى له مع عائلته بالإضافة إلى حرص كل المجموعات على جمع أكبر عدد ممكن من لقطات الفيديو للحظة قذف الزيدي لبوش بالحذاء بالإضافة إلى الرسوم الكاريكاتورية التي تهكَّمت على ما حدث، والعشرات من قصائد الشعر التي تم تألفيها خصيصًا لتخليد ما قام به الزيدي.
أكبر المجموعات على الإطلاق كانت مجموعة تطلق على نفسها (I"m a fan of the great hero who hit Bush with his shoes in Baghdad !) (أنا معجب بالبطل العظيم الذي ضرب بوش بحذائه في بغداد) بلغ عدد أعضائها 13 ألف مشترك، وعلق أحد الأعضاء العراقيين على صفحة المجموعة الرئيسية قائلاً: "يكفينا نحن كعراقيين أن ما حدث حدث في العراق وأنه صنع في العراق".
أحد المجموعات التي أطلق عليها حملة للدفاع عن منتظر الزيدي والتي بلغ عدد أعضائها خلال ساعات من إنشائها إلى 800 مشترك وصفت الزيدي بأن هذا الرجل دافع عن الشعب العراقي وكرامته وأثبت أن العرب بخير، وأثبت أن بوش يجب أن يضرب بالرصاص بدلاً من الحذاء، وكل من يشهد هذا المشهد يحس بقشعريرة تملأ جسده لأنه رجل من أحسن الرجال وأشجع الشجعان، رجل رفع راية الكرامة.
وخصصت المجموعة صفحة خاصة لنشر النكات التي أطلقت تعليقًا على حادث قذف الحذاء فإحدى هذه النكات كانت تقول "أحذية الدمار الشامل تهدد أمريكا"، و"العراقيون يودعون بوش: عليك "النعلة".
مجموعة أخرى أطلقت على نفسها اسم "مليون حذاء لجورج بوش"، اعتمدت فكرتها على أن جميع المنضمين لها هم أشخاص لديهم الرغبة في أن يقوموا بنفس ما قام به منتظر الزيدي وإلقاء أحذيتهم في وجه الرئيس الأمريكي، واستهدفت هذه المجموعة أن يصل عدد أعضائها إلى مليون عضو يلقون جميعهم أحذيتهم في وجه بوش الابن.
مصير الزيدي لم يكن غائبًا عن نشطاء "الفيس بوك"، فالعديد من المجموعات التي تم تدشينها كانت فكرتها الأساسية ليس فقط مجرد إبداء الإعجاب مما فعله الزيدي ولكن أيضًا المطالبة بسرعة الإفراج عنه.
فعلى سبيل المثال دعت مجموعة "وقع للإفراج عن منتظر الزيدي" إلى جمع مليون توقيع من مختلف أنحاء العالم للمطالبة بالإفراج عن الزيدي، وطالبت الحكومتين العراقية والأمريكية بالإفراج الفوري عن الزيدي ومعاملته معاملة تليق ببطل شعبي عربي.
أما مجموعة "ادعموا صاحب الحذاء" فقد حرصت على نشر السيرة الذاتية لصاحب الحذاء "منتظر الزيدي" وأخباره المنقولة عن مختلف وسائل الإعلام بالإضافة إلى بيان قناة "البغدادية" الذي يطالب بسرعة الإفراج عن مراسلها منتظر الزيدي.
على صعيد متصل، دشن أحد مصصمي المواقع على الإنترنت (نرويجي الجنسية) صفحة جديدة تتيح لزائريها القيام بنفس ما قام به الصحفي العراقي منتظر الزيدي وقذف الرئيس بوش بالأحذية.
وتحاكي الصفحة في تصميمها صورة لمؤتمر صحفي يظهر فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش في الواجهة على المنصة وأمامه جلس العديد من الصحفيين على مقاعد وفي النهاية تظهر يد (يد القاذف) وهي تحمل في يدها حذاءً مصوبًا في اتجاه الرئيس الأمريكي الذي يتحرك بدوره يمينًا ويسارًا في محاولة لتفادي الحذاء وعلى القاذف أن يتخير الوقت المناسب والاتجاه المناسب للضربة حتى يصيب الرئيس الأمريكي.
ويختلف المؤتمر الصحفي الذي تم تصويره في الصفحة قليلاً عن المؤتمر الذي قام الزيدي فيه بقذف الرئيس الأمريكي بحذائه حيث كان بوش على المنصة بمفرده دون وجود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والذي حاول في المؤتمر الصحفي الحقيقي صد "الفردة" الثانية من حذاء الزيدي إلا أنه فشل في ذلك.
وأطلق عليها مصمم الصفحة اسم "هل تستطيع أن تصل لبوش بحذائك"، ولاقت رواجًا كبير عند مستخدمي الإنترنت وتضاعف عدد زائريها بشكل ملحوظ خلال يومين فقط حيث وصل عدد الزائرين في يوم واحد إلى 267904 زائرين.
رابط الموقع:
http://www.kroma.no/2008/bushg