فگري قاسم
السبت , 3 يوليو 2010 م
يفلح اليمنيون أكثر من أي شيء في مسألة اجترار الأحقاد ونبش حكايات الموت والدم.
عدد أعيرة الرصاص التي استخدمها اليمني لقتل أخيه اليمني تفوق عشرة أضعاف عدد أعيرة النار التي استخدمت في الحربين العالميتين الأولى والثانية .
قادة المعسكرات المنتصرة في فك حصار السبعين يوماً بصنعاء ، تم تصفيتهم سريعاً وقيل لنا إن ذلك تم من أجل المصلحة العليا وحفاظاً على وحدة الصف!.
المواجهات الدموية بين جبهة التحرير والجبهة القومية بعد الاستقلال مباشرة في عدن ، هي الأخرى قيل إنها تمت من أجل المصلحة العليا وحماية وحدة الصف. الحروب الشطرية سنة 1972وسنة 1979 وحرب 13 يناير 1986 وحرب صيف 1994 وحروب صعدة الـ 6 واستخدام الجيش لتخفيف الاحتقانات في الجنوب الآن.. حدث كل ذلك و قيل لنا إنها من أجل المصلحة العليا للبلد!.
لدينا مخزون سيئ من الذكريات والأحداث الدامية وكل جماعة تصل الى السلطة هنا تتفرعن ويصير في اعتقادهم أنهم أسياد هذا الكون, في حين أنهم، أصلاً، مخلوقات ناقصة ولاتتمتع ببعد النظر والحكمة الكافيين ليروا عواقب مافعلوه بنا كشعب.
وفي حقيقة الأمر لا الرئيس صالح ولا نائبه ولا الحكومة ولا نواب الشعب ولا الأحزاب السياسية ولا المشائخ ولا قادة الحراك ولا رجال الدين ولا بيوت التجارة ، لا أحد من هؤلاء يستحق الاحترام والرفعة .. جميعهم ساهموا في إحالة البلد ثكنة عسكرية وجنازات موتى وإلى مشاريع ارتزاق وطز بأبوها اليمن.
50عاماً من عمر الثورة والجمهورية و20 عاماً من عمر الوحدة ونحن نحارب بعضنا بعضا ونقتل بعضنا بعضا ونغض الطرف دائماً، لماذا؟ لأنه قيل لنا إن ذلك تم من أجل المصلحة العليا للبلد،من أجل الدين ومن أجل الله بغض النظر عن الأذى الذي ألحقوه بالمجتمع في الحقيقة.
ماالذي جنيناه خلال الـ50 سنة الفائتة غير أننا منذ أحداث اغسطس الدموية 1968 صرنا أصحاب «مَطلَع» وأصحاب «منزل»، ومن بعد أحداث 13 يناير 1968 صرنا"طُغمة و"زُمرة" ومن بعد انتصار 7 يوليو 1994 صرنا"دحابِشة" و"انفصاليين".وخلال حروب صعدة الطاحنة عدنا « مُعردسين» الى خانة المذهبية وخسرنا الوعي الوحدوي شمالاً وجنوباً يا للأسف.
ما الذي يمكن أن نكابر به و كل هذه الدماء كافية لأن تجعلنا أضحوكة أو كشعب سخرة بين الأمم؟.
ومع أننا شعب "سع " يوم الجن.. شعب تعدادنا قرابة الـ 24 مليون نسمة ،لكننا اعتدنا دائماً أن نعيش محشورين وبقسوة في عبوات صغيرة.. عبوة علي عبدالله صالح..عبوة علي ناصر.. عبوة علي محسن الأحمر.. عبوة طارق الفضلي.. عبوة عبدربه منصور هادي.. عبوة علي سالم البيض..عبوة حميد الأحمر .... الخ.هذه عبوات صغيرة لكنها مدمرة وناسفة.
وفي كل مرة، في كل حقبة من التاريخ لدينا عبوة نحتشر فيها كشعب ثم نلقاها تنسف أبو هذا البلد وتغادر ولا نتعظ ابداً.
إنه لمعيب علينا ان نقضي بقية حياتنا في هذه الحالة من الاستنفار،البنادق مصوبة الى رؤوس بعضنا بعضا والاصابع ترتجف على الزناد.
إلى أسر ضحايا احداث الحجرية
يريد عبدالله عبدالعالم محاكمة عادلة ، ومثله عبدالرقيب القرشي .. لا احد يرفض مثل هذا العرض الا إذا كان على قناعة اصلاً بأنه ليس على حق.