تقول سلمى الخضراء الجيوسي وهي باحثه امريكيه من اصل فلسطيني(
إن الحداثة ليست مشروعًا يخطط له، ولا هي عملية لها بداية واضحة يمكن متابعة مَسيرتها. إنها وعي فكري روحي فني يدفع إلى التجاوز والتخطي، ولا يجيء نتيجة دعوات وإعلانات تفسيرية، بل نتيجة تغير داخلي في النفس إزاء العالم من جهة، ونتيجة لتوصل الشاعر إلى السيطرة على تقنيات العمل الفني وتثويرها من جهة أخرى. وهي تحدث لمبدع هنا ومبدع هناك سبق معاصريه في تمثل روح الحداثة ومواقفها وجرأتها التقنية.)
في الحلقه السابقه تكلمت عن شعر التفعيله _تعريفه_ واهم شعراءه
واليوم نناقش شعر بدر شاكر السياب ودوره المهم في حركة التغير الشعري
الا ان هناك قولا ينبغي التنبيه اليه وهو اننا نبرئ من كل مخالفة عقديه او قول او شعر يتهكم بالذات الالهيه او المعتقدات الدينيه .
وعندما نتكلم عن الشاعر انما نبحث عن جوانب شعره ومنهجية المدرسه التي ينتمي اليها
المبحث الاول
(الاسطوره في شعر السياب)
:فان الحداثه عند السياب هي في رايي مدرسه متكامله من نواحي كثيره ربما لانه تاثر بما انتجه الغرب من نتاج شعري جديد لم يكن معروفا عند العرب
تقول سلمى الجيوس(أما السياب فقد استعمل أسطورة الخصب والحياة بعد الموت بحذق مرهف في قصيدته المفتاحية "أنشودة المطر" بدراسته لقصيدة إليوت الشهيرة "الأرض اليباب ". وكما استعمل إليوت أسطورة الخصب متخفية وراء رموزها، استعملها السياب كذلك، فجعل الماء محور القصيدة، ماء الخليج الذي يحمل الموت للمهاجر وماء المطر الذي يجيء بعد زمن القحط واليباب ليبعث الربيع النضر من قلب الشتاء، إشارة إلى إمكان انبعاث الحياة الطيبة بعد زمن الموت والاندحار. وقد نشر هذه القصيدة في مجلة (الآداب عام 1954) ففتح بها الطريق للسيل المفتعل قليلاً لأساطير الانبعاث المتعددة الأسماء. كان السياب في قصيدته تلك قد أطاع حدس الشاعر الأصيل فلم يذكر أسماء الآلهة القديمة في القصيدة ؛ إلا أن الشعراء من بعده استحضروا في شعرهم ما استطاعوا من الرموز الأسطورية بأسمائها؛ وكان على القارىء في نهاية الخمسينيات أن يدرس هذه الأساطير ودلالاتها حتى يستطيع فهمها، لأنها لم تكن حية في الذاكرة الشعبية، كما ينص الاستعمال الأسطوري عادة. وكان استعمالها في ذلك الوقت دليلاً على الأمل الباقي في نفوس الشعراء والمتلقين بإمكان البعث والعودة إلى الكرامة والحياة الحرة. غير أنها أصبحت زيًا، وككل زي في الشعر فإنها انتهت فجأة في مطلع الستينيات وكأن الشعر قد أصابه إرهاق جمالي منها. غير أنها نجحت في تأسيس الحس الأسطوري في الشعر؛ وكان إدخال الأسطورة الرمزية بنجاح إلى الشعر إنجازًا حداثيًا مهمًا يدين إلى السياب بوجوده الأساسي. فإن كانت أسطورة البعث التي تضمنت أسماء الآلهة الفينيقية قد خسرت جاذبيتها سريعًا عند الشعراء والقراء حتى أنه لم يعد ممكنًا بعد مدة قصيرة من ازدهارها أن يقربها أحد، فإن العنصر الأسطوري توطد في الشعر ووجد له تعبيرًا قويًا عن طريق استعمال الزمن الأسطوري والنماذج العليا. وفي هذا التجديد الآخر كان السياب هو الرائد الأول.) (1)
في قصيدة السياب رحل النهاراستخدم الشاعر اسطورة السندباد الماخوذه من قصص الف ليله وليله.
السندباد مغامر يخوض الملغامرات الصعبه يذهب مع الجنيات ثم يعود لكنه عند السياب يذهب ولا يعود
الرابط بين استخدام الشاعر للسندباد خصوصا يرجع للحاله التي عانى منها الشاعرحيث نفاه الاستعمار الى الكويت
وجَلَسْتِ تنـتظرينَ عودَةَ سِنْدِبادَ مِنَ السِّفَارْ
خصلاتُ شَعْرِكِ لمْ يصنْها السِّنْدِبادُ مِن الدَّمارْ
يتبع