- من أسباب تعـاطـي المواد المخدرة هو الفراغ ورفقاء السوء وأيضا الاعتقاد الخاطىء بأنها ذات تأثير ايجابي في النشـاط الجنسي وهـذا الاعتقاد ليس لهُ أساس من الصحة، إذ دلت الأبحاث العلمية والـدراسات على أن كثيراً من الـعـقاقيـر المخدرة لها تأثيـر ُمهبط للنشاط الجنسي بشكل خطير مثل الحشيش والهروين، وقد تكون الحالة النفسية وتوقعات المتعاطي هي التي تعطي له هذا الإيحاء غير مدرك للأضرار الصحية التي تنجم عن تعاطي مثل هذه المواد.
- فالعقاقير مثل (الحشيش والكحول والهيروين وغيرهم) هي عبارة عن سموم تؤثر على الجهاز العصبي سلبا وتصيب الأحاسيس بالتبلد واللامبالاة مما يؤدي في النهاية إلى عجز جنسي وليس قوة جنسية، فبعض الناس يستخدم المخدرات ومن بعدها الخمور والمشروبات الكحولية.. ظنا منهم أنها سوف تزيد من كفاءتهم الجنسية علما بأن هذه المواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وعلى المراكز الحسية وهناك أبحاث كثيرة تشير إلى أن الذين يتعاطون المخدرات يصابون بعد فترة بضعف في الانتصاب و شرب الخمر يؤدي إلى ضعف في الوظائف الحسية للرجل وقد تصل إلى الفقدان الكامل.
- كما أن المخدرات بكل أنواعها تؤثر على الأعصاب مما قد يؤدي إلى التهاب أو ضمور بها مما يؤدي للعجز الجنسي وبعض الناس يتوهم أن الحشيش مثلا يزيد القدرة الجنسية علما بأن هذا لا يزيد عن كونه وهم والحقيقة هي أن الحشيش يضعف القدرة الجنسية عند الشباب فمن التأثيرات التي يفعلها الحشيش هو فقدان عنصر الزمن فالمحشش قد يمكث مع زوجته دقائق قليلة ويتصور أنه مكث معها ساعات طويلة وكل هذا ما هو إلا تخيلات وأوهام وأيضا فإن الحشيش يؤثر على خصوبة الرجل و عدد الحيوانات المنوية.
- كما أن للحشيش تأثيرات واضحة وهامه وهي كثرة الضحك الصاخب , اللامبالاة والتبلد العاطفي , الشعور بالغبطة , أظطراب في الحس والإدراك والذاكرة , عدم القدرة على الحكم في الأشياء , عدم الاتزان في الإستجابة العاطفية وحدةً في الطباع كما أوضح تقرير عام 1968م للجنة المخدرات في الأمم المتحدة أنه من تأثيرات الحشيش :
يسبب تشويش الإدراك الحسي للزمان والمكان ويغير المزاج ويشوه القدرة على الحكم على الأشياء وعلى التفكير مما يأدي تصرفات غير متوقعه وعنيفه مع تأثيرات ضارة بالصحة أهمها " الضعف الجنسي الذي يحتاج إلى فترات علاج طويلة حتى يعود الشخص المتعاطي إلى طبيعته ولكن تكون النتائج متفاوتة على حسب مدة تعاطي الشخص للحشيش أو غيره من العقاقير ".
أما التأثيرات الجسمانيه لاستعمال الحشيش فهي كالآتي :
- سرعة ضربات القلب / التهاب قرنية العين / شعور بجفاف الفم والحلق / أحياناً غثيان وقيئ / ويسبب تدخين كميات كبيرة من الحشيش التهاب الجهاز التنفسي.
والمخدرات لها تأثير على مراكز بالمخ تدعى مراكز النشوة و ومراكز النشوة هي المسئول الرئيسي عن الشعور باللذة عند قيام الإنسان بالوظائف الطبيعية في حياته مثل الأكل والشرب والعلاقات الزوجية الطبيعية وتعمل دوائر النشوة بنظام المكافأة أي أن هذه النشوة التي يشعر بها الشخص أثناء ممارسته هذه العمليات الحيوية المهمة تصبح بمثابة مكافأة له لكي يعاود هذه الممارسة حتى تستمر الحياة وتتكاثر البشرية لكي تعمر الأرض كما أراد لها الله ألعلي الحكيم.
ولكن بعض الناس يجتاحهم المطمع ولا يقنعون بهذه اللحظات المليئة بالنشوة والسعادة ويريدون زيادتها والعيش فيها أطول مدة ممكنة وأيضا هناك شباب يريدون الشعور بالنشوة واللذة بسبب الفراغ.
- ولقد وجد هؤلاء أن تناول بعض المواد المخدرة يزيد من هذه اللذة ويضاعف مدتها ويجعلهم يعيشون الحلم السعيد أطول مدة ممكنة فيقدمون على تعاطي هذه المواد ويعاودون التعاطي حتى يقعوا فريسة الإدمان لان هذه المواد.. وان كانت تزيد من النشوة بالمخ.. فان هذه الدوائر سرعان ما تتعود على هذه المواد فتقل استجابتها لها مما يدفع الشخص إلى زيادة الجرعة المرة بعد المرة جرياً وراء اللذة التي تتباعد رويداً رويداً حتى تأتي مرحلة تختفي فيها هذه النشوة تماماً فينتقل إلى مخدر أقوى ويعيد نفس المراحل إلى أن يصل إلى مرحله أن الشاب يتعاطى بكميات ولكن دون جدوى ويؤدي تعاطيه وهو غير مدرك ً إلى الموت.
- فإذا ما تبين للشخص وهم النشوة التي يجري وراءها.. وأنها قد أصبحت بعيدة المنال.. فيحاول أن يتوقف عن التعاطي.. فإنه يشعر باشتياق جامح لتناول هذه المادة الذي تصاحبه أعراض جسدية ونفسية تعرف بالأعراض الانسحابية.. التي تكون مؤلمة جداً لدرجة لا يستطيع الشخص تحملها فيعاود التعاطي ليس جرياً وراء النشوة كما كان في السابق.. ولكن تحاشياً للأعراض الانسحابية الشديدة التي لا يستطيع منها فكاكاً إلا بمعاودة التعاطي.
- إن المدمن يضر نفسه بنفسه.. ولا يخرج من ذلك بأية فائدة ولا حتى الشعور بالنشوة والسعادة التي تعاطى ما تعاطاه من المواد المخدرة والمنشطة جرياً وراءها.
- وأن النشوة التي جعلها الله في تناول الطعام.. واحتساء الشراب.. وممارسة الجنس تصبح غير ذات معنى لدى المدمن.. لأن النشوة العارمة التي يشعر بها عندما يتناول جرعة هيروين عن طريق الوريد مثلاً تصبح هي الغاية وليست الوسيلة فقط وكذلك عند تناوله للحشيش وكما ذكرنا الحشيش يولد شعور بالتبلد العاطفي.. وبذلك يكف المدمن عن ممارسة الجنس.. لأنه أصبح لا يستشعر نشوة بجانب نشوة تعاطي المخدر.. بل أن نفسه تعاف الطعام لأنه لا يستطعمه كذلك.. وقد يصل به الأمر حتى إلى عدم الشرب.. لان الماء وغير ذلك من أنواع الشرب المختلفة أصبحت ليست بذات قيمة لديه.. فالقيمة الوحيدة لديه هي تعاطي المواد التي أدمن عليها، التي أصبحت هي كل شيء بالنسبة له.. فقد تلاشت النشوة لديه عند ممارسة جميع الوظائف الطبيعية.. وحتى نشوة تعاطي المخدر تأخذ في التلاشي هي أيضا حتى تصل به الحال إلى انه قد أصبح عبداً للتعاطي لأنه إذا توقف فان هناك عقاباً أليما في انتظاره.. وهي الأعراض الانسحابية.
- ربما يستدعي الانتباه انتشار المخدرات في فئة الشباب، بل تبدأ المشكلة بشكل أدق مع ظهور تباشير المراهقة، ولو راجعنا سجل الآلاف من مدمني المخدرات لوجدنا القصة تحدث كالتالي في الغالبية العظمى منهم :
تدخين في سن المراهقة حشيش / شراب (كحول) / هيروين (أو كوكايين).
اللهم لاتجعلنا من الذين يتبعون خطوات الشيطان
واحفظنا من كل سوء يا رحمـــن يارحيم
آميــــن
