ل عام – هكـذا قالـوا – وأنتم في هنـاء
نسـأل الـلـه لكـم في عيشكم خيـر البقـاء
قد مضى عام وزاد العمر عاماً في عناء
ودنـا الإنسان يسعى مسـرعاً نحو اللقـاء
حـيـث يلقـاه المليـك إن بسـعـد ورضـاء
أو بنـار تصطـلـيـه إن يكـن أهـل شـقـاء
فالحيـاة إخوتي فيما أرى محض وعـاء
كـلمــا زاد امـتـلاء آذن المـرءَ انـتـهــاء
ليـتـنـا نعمل حسـْنـاً في ارتقـا دار البقـاء
مثـلمـا نـبـذل جهـداً في بـِنــا دار الفـنـاء
.....
لن أقـول كل عام...... إنما قولي :النجاء
واعملوا خيـراً تعيشوا هاهنا في السعداء
ثم في الأخرى تنالوا الفضل من رب السماء
***
ما هذا وَداع من أطلت مُعاشرته
كلا .. ولا ذاك بتوديع الصاحب
ذلكم هو العام الذي أنت فيه ..
وتلك كانت صِفات التقويم الذي طويته أو تكاد تكويه !
أما كنت أمس في أوّل شهر الله الْمُحرَّم ؟
أمَا كان التقويم أوّل العام مليئا بالأوراق ؟
أمَا نَزعته ورقة ورقة ؟
أيا صاح ! إنما كُنت تَنْتَزِع أيام عُمُرك
وتطوي سِنِيّ حياتك
هَذا التقويم قد انتهى
والعام قد انصرم
فماذا أودعته ؟
وأي شيء استودعته ؟
أيا صاح ! أتُراه شاهدا لك أو عليك
.
يا مَن يعد غداً لتوبته ... أعلى يَقين من بلوغ غَدِ ؟
المرء في زللٍ على أمل ... ومَنية الإنسان بالرَّصَدِ
أيام عمرك كلها عدد ... ولعل يومك آخر العددِ
"ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادى:
يا ابن آدم أنا خلق جديد،
وعلى عملك شهيد،
فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود.. إلى يوم القيامة"..
"إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك"..!
"أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه"..!
عام جديد.. عام سعيد..! من يهنئ من؟!
منْ تلوح لهم في الآفاق ذكريات رجلين يشقان غبار الصحراء، ويجوبان الفيافي والقفار؛ لتأسيس "أمة" على دعائم الطهر والنقاء، والحب والإخاء؟!
أم منْ تلوح لهم الكؤوس الصفراء في الليالي الحمراء على نغمات "ميلاد" – زعموا! – يئدون فيه الفضيلة.. لقاء دراهم قليلة؟!
عام جديد.. عام سعيد..! من يهنئ من؟!
منْ يستشرفون صفحة جديدة من جهاد الغزاة المعتدين، والذود عن العقيدة والدين، دون ملل أو كلل، أو وهْن أو خَوَر؟!
أم منْ يستشرفون صفعة جديدة يديرون لها خدودا أدمنت الاحمرار والاصفرار.. والانقماع والاندحار.. أمام كل عتلّ جبار؟!
يوم جديد.. عام سعيد..!
أحبتنا في الله.. ختام عامنا يُرى بهلال منير.. يطوي يوماً أخيراً.. في شهر أقسم المولى الجليل بعشر منه هي أفضل أيام الدنيا!
فلا تغرنّكم زخارف "الكريسماس" وهدايا "البابا نويل" عن إشراقات هجرة سيد الورى، وخير من وطئ الثرى؛ محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ فإن كلمة الله وروحه المسيح عليه السلام، بريء من هؤلاء، وسينزل من السماء؛ ليصلي مع أتباع محمد صلى الله عليه وسلم!
فصلوات ربي وسلامه على خاتم النبيين،
الذي أسس بالهجرة أمة؛ ثم تركها على المحجة،
وسنّ لها هجرة لا تنقطع إلى يوم المعاد:
"المهاجر من هجر ما نهى الله عنه"!
فليهنئ نفسه منْ طوى عامه على هجرة مباركة كثرت فيها صحائفه البيضاء!
وليعاهد نفسه على صفحة جديدة منْ قصّر وأساء!
منقوووووووووووووووووووووووووول بعد شد الانتباه
جزى الله من كتبه خير الجزاء