أخوتي في الله عشاق الجنة
كيف أنتم
أسأل الله بمنه وكرمه أن تكونوا في أحسن حال .
وبعد :
كلمة لا أدري كم هي ثقيلة علينا.
كلمة لا أدري أختفت أو كادت من قواميس بعض طلبة العلم
حين تُطرح على البعض مسألة و يكون جاهلا لها ، تجده يصفر ويحمر
ثم يقفهر ويبدأ بالتعتعتة والإلتفاف على السؤال علّه يجد الجواب الشافي .
مسائل كثيرة أجاب عنها بعض جهابذة أهل العلم بـ لا أدري ، والله لو طرحت على بعض
صغار الطلبة لأجاب عنها وفصل فيها قبل أن ينتهي السائل من سؤاله !!.
ذكر أحد طلبة العلم الموثوقين فقال :
كنتُ في حلقة أحد المشايخ ، فسألَ سؤالا ، وطلب من الطلبة الجواب عليه ، فرفع بعض
الطلاب أيديهم ، وكلٌ أدلى بدلوه ، وطرحَ رأيه بدليل ، ومنهم قولا مجملا بلا دليل .
فصمت الشيخ قليلا .... ثم تبسم وقال :
هل تصدقون ؟ .... هذه المسألة طُرحت على سماحة الشيخ ابن باز في أحد دروسه ،
فقال : لا أدري ...الله أعلم !.
شيخ الإسلام في زمانه يقول في مسألة لا أدري
والبعض منّا يراها مسبة وشائنة تُشبنه إن قالها .
ألا ندري أن التقول على الله بدون علم من أسبابه غياب لا أدري
الا ندري أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثيره أسبابه غياب لا ادري
أخوتي العشاق :
لا أدري
قالها جبريل عليه السلام
وقالها أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء فلا يجيب
حتى يأتيه الوحي من السماء .
قال أحمد في رواية المروذي ليس كل شيء ينبغي أن يتكلم فيه وذكر أحاديث النبي صلى الله
عليه وسلم)) كان يسأل فيقول : لا أدري حتى أسأل جبريل ((
قالها أبوبكر رضي الله عنه
وقالها عمر رضي الله عنه
وقالها عثمان رضي الله عنه
وقالها علي رضي الله عنه
وسار على دربهم جبلة من العلماء الربانيين فقد قالها ،..
مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي والسفيانيين وابن المبارك والشعبي
وغيرهم ..
قال ابن عباس : رضي الله عنهما إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله
وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : العلم ثلاثة :
1-كتاب ناطق .
2- وسنة ماضية
3- لا أدري
وقال الشعبي لا أدري نصف العلم .
وصح عن مالك أنه قال : ذل وإهانة للعلم أن تجيب كل من سألك وقال أيضا كل من أخبر
الناس بكل ما يسمع فهو مجنون.
وغيره كثير والنصوص في ذلك كثيرة متواترة أخوتي ، وآثار العلماء الربانيين
شاهدة على اعتبار هذا الأصل والالتجاء إليه عند عدم القدرة والعلم .
فبعد كل هذا ...
هل نبقى ننزوي حياءً من قولها ؟
والله لا أدري .
